الحلقة الاولى ( 1 – 3 )
ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasimEmail: [email protected]
1- كل عام والسودان واهل السودان بخير .
قال حكيم:
مثل كل أعوام الإنقاذ الغاربة، ها هو عام 2016 يطوي صفحاته وينسحب ، وهو يجرُّ معه ذيلاً مبلولاً بالدماء والدموع ..
أتمنى أن يكون العام الجديد إيذاناً بانزياح هذا الشقاء المبثوث في أرياف الوطن وحواضره .. أتمناه عاماً للخلاص يودع فيها وطننا، للأبد، متوالية العجز والفشل ..
أمنيتي أن تتوحد إرادة السودانيين لإنجاز التغيير وبناء الوطن الذي يحلِّق بجناحي الحرية والعدالة ويعمُّه السلام، حيث تتحرر النفوس من الخوف، وتخلو القلوب من الضغائن، وتتعلم الآذان فن الإصغاء ، وتقوى العيون على الرؤية الواضحة، ويتفجَّر الإبداع في كلِّ الحقول لاستثمار مُمكِنات النهوض الهاجعة التي يعجُّ بها واقعنا بتنوعه الفريد.
آمين .
2- الفريق طه عثمان ؟
إستمر الرئيس البشير ، خلال عام 2016 المنصرم ، في تجسيد الدولة العميقة التي تدور كل مفاصل الدولة والمجتمع . كان الرئيس البشير الشمس لتي تدور حولها كل مجرات مراكز القوى ، وتستمد منها الحياة والنماء . وإذا خرجت مجرة من مسارها المرسوم ، إحترقت وصارت ذرات تذروها الرياح .
خلال عام 2016 ، إستمر الرئيس البشير في إستعمال آليته المفضلة لتحريك ، من وراء جدر ، بيادق الشطرنج السوداني … ألا وهي الفريق طه عثمان ، مدير مكاتبه ، وكاتم اسراره ، والحافظ لامواله وعقاراته خارج السودان باسمه ( أسم الفريق طه ) ، خوفاً من المصادرات ، نتيجة أمر القبض ، الذي حلفت كلاب ترامب السعرانة بتفعيله ، والقبض على الرئيس البشير ، وتسليمه لمحكمة لاهاي ، كما تدعو لذلك لوبيات الهولوكست ، والافانجيليين في واشنطون .
خلال عام 2016 ، إستمر الدمج بين السلطات الثلاثة وعدم الفصل بينهما ، كما دعت لذلك الآية 251 في سورة البقرة:
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ( .
وضع الفريق طه عثمان نواب المجلس الوطني في جيبه الشمال ، يمررون ، وعمياناً ، التعديلات الدستورية حسب توصيات والد الفريق طه عثمان الروحي ، وولي نعمته البروفسور ابراهيم احمد عمر .
صار القضاة يأتمرون باوامر الفريق طه عثمان ، وهم يعرفون من يقف وراءها ، ويطلقون سراح الاستاذ محمد حاتم بعد تبرئته من كل التهم الموجهة ضده ، رغم وجود ادلة صلدة وموثقة بفساده المالي … ولكنه كان يقسم مع تماسيح المؤتمر الوطني .
اما الوزراء فلا يملكون إلا ان يقولوا ( سمعنا واطعنا ) ، عندما يتلفن لهم الفريق طه عثمان في امر ما ، وهم يعرفون او يفترضون مصدر التعليمات .
في هذه المقالة من 3 حلقات ، نستعرض بعض الافلام الهندية التي صار الفريق طه بطلها ، وإن شئنا الدقة ، كاتب السيناريو والمنتج والمخرج لكل فلم منها . ونشير في هذه الحلقة الاولى لفيلم من هذه الافلام ، يجري عرضه حالياً في دور عرض السودان .
3- فيلم بنك السودان ؟
في وقت متأخر من مساء الاربعاء 28 ديسمبر 2016 ، هندس الفريق طه عثمان لإصدار قرار رئاسي بإعفاء محافظ بنك السودان السيد عبد الرحمن حسن عبد الرحمن، ونائبه السيد الجيلي محمد بشير، وتعيين مدير الإدارة العامة للخدمات التنفيذية في البنك ، الدكتور حازم عبد القادر بابكر، محافظاً للبنك المركزي ، متخطياً بزانة الفريق طه عثمان ، 6 من متنفذي البنك في الاقدمية .
وكما تعرف الجواب من عنوانه ، فان الدكتور حازم هو ( عديل ) الفريق طه عثمان ، وصديقه الروح بالروح ، الذي لا يعصي له امرأ .
خلال عام 2017 والسنوات التالية ، ضمن الفريق طه عثمان إحتكار توزيع العملات الصعبة في بنك السودان على شركائه وعملائه وعلى معاملاته التجارية المشبوهة . وإذا إشتكى بقية رجال الاعمال الوطنيون ، فسوف لن يسمعوا غير كلمات المتنبي :
ولا تشك الى خلق فتشمته
شكوى الجريح الى الغربان والرخم
ربما تكون قد سمعت بقضية استغلال 34 من شركات الادوية المحلية والدولية ، خلال عام 2016 ، نسبة الـ10 في المائة من قيمة الصادرات الدولارية المخصصة للأدوية ، ومقدارها 230 مليون دولار في البنك المركزي ، في عمليات تجارية أخرى، ليس من بينها استيراد أدوية أو معدات طبية ؛ ما أوقعها تحت طائلة القانون .
وقعت هذه الشركات تحت طائلة القانون ، وتجري محاكمة اصحابها ، فقط لانهم لم يشاركوا الفريق طه عثمان ، النص بالنص ، في صفقاتهم المخالفة للقانون .
هذا الفيلم الهندي يجري عرضه حالياً في كل دور عرض السودان .
4- عام 2016 ؟
قال احدهم اننا قد نحتاج عقودا لنفهم ما حدث في عام 2016 ؟
يبدو العالم في بداية عام 2017 ، مختلفا عن بداية العام الذي سبقه.
هل ما حدث في عام 2016 يشبه ما حدث في أوروبا عام 1789 ، حين اندلعت الثورة الفرنسية ، وانتشرت السلخانات في حرب الكل ضد الكل ، وشهدت أوروبا تأثيرات أيديولوجية غيرت النظام القديم ، حتى يوم الدين هذا ؟
أم هل يشبه ما حدث عام 1989 ، حين حبس العالم أنفاسه بينما النظام الشيوعي ينهار؟
نلاحظ ان اكبر حدثين مجلجلين وقعا في عام 2016 ، كانا نتيجة مباشرة للإقتراع الديمقراطي ، وليس بفعل انقلابات عسكرية تقلب الوضع راسأ على عقب ، كما حدث في السودان في يوم الجمعة الاسود 30 يونيو 1989 .
في كل حالة من هاتين الحالتين ، تجاهل الناخب الحر التحذيرات العامة من مغبة ذلك .
لعلك فهمت ما نعني بهذين الحدثين .
+ الحدث الاول وقع في يوم الجمعة 24 يونيو 2016 عندما صوت الشعب البريطاني في استفتاء
Brexit
لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي .
هدد الخروج البريطاني بنقل العدوى إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي، بسبب الحنق على الهجرة من دول شرق اوروبا ، والغضب على المؤسسة، وما صاحب ذلك من صعود اليمين في فرنسا وهولندا.
+ الحدث الثاني وقع في يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 ، عندما إنتخب الشعب الامريكي دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
5- بعض احداث 2016 ؟
نختزل ادناه ، بعض البعض ، من احداث 2016 ، آيات لقوم يتفكرون .
6+ البروفيسور أسامة عوض الكريم ؟
قبل غروب شمس عام 2016 ، اختارت الخارجية الأميركية البروفيسور أسامة عوض الكريم ، المحاضر في الفيزياء التطبيقية في جامعة ولاية بنسلفانيا ، ضمن خمسة علماء ، ليقدم المشورة لوزير الخارجية الامريكي في مجال أنظمة النانو مايكرو إليكترونية وميكانيكية ، وفي اي مجال آخر يود البروفسور ان يعرب عن رأيه فيه ، مثالاً وليس حصراً ، المحنة السودانية الماثلة .
في عام 1991 ، وفي إطار سياسة التمكين ، فصل نظام الإنقاذ البروفسور أسامة من وظيفته كرئيس لقسم الفيزيا في جامعة الخرطوم ، ( للصالح العام ) .
ضيق نظام الانقاذ الخناق على بروفسور اسامة كما ضيقه على غيره من العلماء والناس ( الفاهمة ) في سنوات الرصاص التي لا تزال معنا ، مع إضافة الاسلحة الكيماوية للمهمشين الذين لا صوت لهم ، بعد الإبادات االجماعية الإنقاذية .
قَالُوا :
فِيمَ كُنتُمْ ۖ ؟
قَالُوا :
كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ.
قَالُوا :
أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ؟
عمل البرفسور اسامة بالامر الرباني في الآية 97 في سورة النساء ، فهاجر إلى امريكا في عام 1992 ، فخسر السودان ، وكسبت امريكا .
ظلم اهل الانقاذ السودان واهل السودان ظلماً بينا ، وحالة البرفسور أسامة ، من بين ملايين ، تقف شاهدة ً على هذا الظلم .
ولكن ربما كان البروفسور اسامة اسعد حالاً من غيره … اكثر من نصف مليون من الشهداء ، واكثر من مليون من الجرحى والمعوقين ، واكثر من اربعة مليون من النازحين واللاجئين .
ولكن ماذا قالت الآية 42 في سورة ابراهيم:
( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ).
نواصل في الحلقة الثانية …