العدل والمساواة ..والالتفاف حول رؤية موحدة

محمود حسنين : من  يتفاوض مع النظام الحاكم فى الخرطوم يعنى الاعتراف بوجوده.
محمد شرف : العدل والمساواة لن تتفاوض مع الخرطوم، دون بقية القوى السياسية.
عبده حماد : نظام المؤتمر الوطني ليس لديه فكرة أو ثقافة سلام.
بخيت حامد : التقسيم القادم يفتقر للجغرافيا والحدود، تتداخل فيه عوامل يصعب التحكم فيها
  القاهرة : صلاح خليل
 
   في إطار سعيها الدوؤب من اجل خلق رؤية سودانية واحدة، وسودان يسع للجميع، أقامت حركة العدل المساواة بنقابة التجاريين بضاحية القاهرة فى 2 من مارس 2014، ورشة نقاشية ما يدور فى الساحة لسياسية السودانية الحالية وتداعيات الحل السياسي الشامل للازمات السودانية.
وأكد الأستاذ محمود حسنين ورئيس الجبهة العريضة، بان من  يتفاوض مع النظام الحاكم فى الخرطوم يعنى الاعتراف بوجوده وان التفاوض والحوار يهدف فى نهاية المطاف إلى التعايش مع المؤتمر الوطني، الذى نزع الحريات من الانسانى السوداني، وقال حسنين أن المؤتمر الوطني لا يمكن أن يكون جزء من الحل كفكر وكممارسة .. وقبول النظام الحاكم فى الخرطوم جزء من الحل معناها إعفائه ومسامحته فى الجرائم التى ارتكبها ضد الشعب السوداني منذ يونيو 1989.
وأضاف حسنين أن النظام خلال 25 عاما ارتكب جرائم متعددة، لذا يجب إسقاط النظام، وان الصراع القائم مع هذا النظام هو صراع الشعب السودان يكون او لا يكون. وقال حسنين ان من يحاور النظام ما هى إلا عملية نفاق، معللا بذلك ان النظام تحاور مع كل القوى السياسية والحركات المسلحة فى كل من القاهرة، أسمره، ابوجا، جيبوتى، الدوحة،كل هذه الاتفاقيات التى تم إبرامها كان هدف النظام تقسيم القوى السياسية واستقطاب جزء منها، أى ان هذه الاتفاقيات عبارة عن حبر على ورق لم تنفذ على ارض الواقع.
وانتقد حسنين أسلوب المؤتمر الوطني بشدة فى حاوره للقوى السياسية التى تعارضه لاستغلاله للظروف التفاوضية إطالة أمدها حتى تصاب القوى السياسية والحركات المسلحة بالإحباط.
 اتهم حسنين المجتمع الدولي بالشريك الرسمي للنظام القائم فى الخرطوم، بالتالي لا يريد لهذا النظام ان يسقط، لأنه يحقق أهداف المجتمع الدولي، لذا ان المجتمع الدولي لا يمارس ضغوط على حكومة الخرطوم، بل يتنقد الحركات المسلحة والقوى السياسية بعدم ذهابها للمفاوضات.
وقال عبده حماد أن عملية إسقاط النظام تتطلب أدوات ترتكز عليها الانتفاضة الشعبية، لان الأحزاب السياسية فشلت في تقديم مشروع وطني تلتف حوله كل قطاعات المجتمع السوداني، اتهم حماد نظام المؤتمر الوطني بان ليس لديه فكرة أو ثقافة سلام، وان حواره مع قطاع الشمال هو اصطياد تيار معين من القوى السياسية، هو تكتيك إضعاف وإنهاك الحركات المسلحة والقوى السياسة، اشار حماد ان اسقاط النظام يجب ان يكون عبر آليات متعددة مثل الانتفاضة الشعبية، الحركات المسلحة والمجتمع الدنى.
وقال محمد حسن شرف رئيس مكتب حركة العدل والمساواة  بالقاهرة ، أن موقف حركته ثابت تجاه القضايا السودانية ولم يتغير. وأكد شرف أن العدل المساواة تعمل في إطار الجبهة الثورية، واستراتيجية الحركة هي الحل الشامل لكل قضايا الوطن في إطار التفاوض من اجل غدا مشرق لوطن يسع لجميع مكونات المجتمع السوداني.
وأضاف شرف انه لا يمكن تحقيق سلام فى ظل تكبل حريات الأساسية، خاصة حرية التعبير، وإطلاق سراح جميع والمعتقلين، وأكد شرف أن الذين يقاتلون النظام، هم أكثر الناس حرصا  علي السلام عادل تتحقق فيه العدالة الانتقالية والاجتماعية، لأنهم يعملون من اجل بناء وطن متسامح يسع الجميع دون تمييز، او إقصاء لأحد فيه.
وأوضح شرف بأن لواء التغيير الذي تحمله الجبهة الثورية لن يتهاون أو يتراخى فى حقوق الشعب السوداني، وقال ان الجبهة الثورية سوف تقاتل الي آخر قطرة دماء حتى يتحقق سلام  شامل وعادل لكافة أبناء السودان، وأشار شرف بأن حركة العدل والمساواة لن تتفاوض مع المؤتمر والوطنى، دون بقية القوى السياسية.
وقال موسي بكرى مسئول مكتب حركة وجيش تحرير السودان (عبدالواحد نور) حاورنا النظام فى 8 مرات ولكننا اكتشفنا ان المؤتمر الوطني لا يرغب فى سلام بل يريد ان يتحاور من أجل تفتيت الحركات المسلحة، اضاف بكرى ان اسقاط النظام يكمن فى الالتفاق كل القوى المعارضة للنظام فى ميثاق الفجر الجديد.. لان يطرح الحل الشامل لقضايا السودان.
وأوضح نصرالدين كوشيب ان حركته لديها ثلاث وسائل لإسقاط النظام، من خلال استنزاف اقتصاديا، عسكرية أو عبر الحوار، وقال كوشيب برغم من أننا نتفاوض مع النظام .. وفى نفس الوقت لدينا خطوات ثابتة لإسقاط النظام، وأشار كوشيب للمتغير فى المحيط الإقليمي الحيوي وضرورة الاهتمام بهذه التطورات في عملنا الخارجي. وخاصة إرتريا، إثيوبيا، جنوب السودان وتشاد أصبحت تدعم الخرطوم بشكل او بآخر، ولم تقدم اى دعم للقوى السياسية الأخرى على حد قوله.
   وأكد بخيت حامد مساعد رئيس حركة تحرير السودان لشئون المالية (مناوى) أن الواقع السياسي للدولة السودانية مقسم إلى ثلاث مجموعات، مجموعة تحمل السلاح، قوى الإجماع الوطني وأخيرا قوى سياسية تعمل من خلال الإجماع الوطني ولكنها مع النظام، وهذا ما جعل السودان اليوم يمر بأخطر مراحل الدولة السودانية.
وأضاف حامد أن الجبهة الثورية وقوى الإجماع الوطني يتفقان على إسقاط النظام، عبر آليات واضحة، وقال حامد ان قوة الهامش قادمة لا محالة خاصة فى أطار الوثبة الأخيرة.د
وقال حامد أن المشهد السياسي يدل علي أن مشاكل الساحة السودانية الحالية، يعكس رؤية واضحة ما يمر به السودان، ولشار على أن هذا  يدل علي منهج مدروس وموضوع بعناية لنفس مشكلة السودان القديمة، ولكنها تتجدد بوتيرة أخرى، وأوضح أن خطورة التقسيم القادم والذي يعمل المؤتمر الوطني علي تنفيذه يفتقر للجغرافيا والحدود، وهذا ربما يقود إلى حرب شاملة، تتداخل فيه عوامل يصعب التحكم فيها، لان التخوم أصبحت مجرد فواصل لا تعبر ان الجغرافيا.
وأكد أحمد بيرق الأمين الاقليمى للجبهة الشعبية المتحدة مسئول مكتب القاهرة، عدم ثقته في سلام مع نظام المؤتمر الوطني، وأشار بيرق لان النظام القائم يعمل من اجل تقسيم السودان وأضعاف الأمة السودانية بالحروب والفساد والتفتيت وانتشار الفوضى في كل ربوع الوطن على حد قوله.  وأضاف بيرق ان موقف الجبهة الشعبية المتحدة ثابت ويتفق مع ميثاق الفجر الجديد والجبهة الثورية، ورؤيتنا تكمن فى الحل الشامل للمشكل السوداني.
وأكد المشاركون فى اللقاء التشاورى، على أهمية نبذ الخلافات والالتفاف حول رؤية واحدة من اجل إسقاط النظام القائم فى الخرطوم، كما اتفق الجميع لتمسك بخيار الحل الشامل لكل قضايا السودان فى أطار السودان الواحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *