الطينة الجميلة


الطينة الجميلة

ما لدمن أرى جاثمـة مجــــدوب      أيحيـى الطينة إلى أدراجه فيؤوب
لقــــــد أصــــرم وجــه النوائـب     بعــــبـوس كالـــــح مقطـــــــــوب
تـــــدلى برجز تحصد الـرؤوس     مــــا أينعـــت بحســـــام غضــوب
تهــــد البناية ما فأقـــم تشيـــــده      بوابل القنـــابل رجـــــما بخطـوب
متــــرعة دمـــاء سائل اختضـل     الجبال مــــن جرف سيـل مسكوب
تعــاود الأقــدار فاجعة في رأس      كل قرن عاقبـــك بأوجـاع كروب
تتابعت صروف عصيــة بحــظ     عـــاثــــر فــــي لـــوح مكتــــــوب
فتصوغ دواعــي الحزن دمــوع      ذارف إلـــــى فــــتر القــــــــلوب
بـــلاء تصارع محــزنات كلـوم      مـــــن أشجــــــان بـاك ومرعوب
حيـــــن تركــوك على مضــض     قطـــن الوحـوش بحبـور مرحوب
تخيـــم أســـاك أســــى المنـــون     باعتساف بغيض من عدوى لغوب
تعبـــث الفســـاد باشــع جرائـــم     الإبـادة حــــرب شعــواء غضـوب
فيجنــى ملكــات بغــــاث الشعب     فتصبــغ بنـــــانه بــــدم مخضوب
أجترم الكبائــــــر ذنـــوب حتـى     قطرت السماء رزاز دموع بذنوب
لبــثوا الأمـــم واجميــــن حــدادا     للضــحايــــا جـــــــرم الحـــروب
شرعــوا الطــغاة العــــزة بالإثم     اشتهــوا فـي سفـــك دماء الشعوب
يا لهـــم مــن الفظائــــع رهيــب     تقشعــر كــل يــوم آبــدان مرهوب
تجلـد بصبــر بنيــك على عهــدا     للفــداء حــرص بميعــاد مضروب
فــإذا هــــم ثـاروا فـــظ غشــوم      وإذا هـــم كـــروا للانـاق ضروب
وإذا أبرقــت صوار مهم يرتعــد      فرائــض العدى تصفيــقا مرهوب
ولم يهجع عين الأعادي مطمئـن     ولا تكــــف ذارف دمعـــة منحوب
مـــا زال وخــذ تــرن ذكـــــراه      بمسمــع الدهــــر رنــــة الخطوب
من وحي نبع القلم
بقلم /الصادق فاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *