حريات :
كشف مصدر لـ (حريات) بان المشير البشير عزل 17 ضابطا من جهاز الامن ، من بينهم 6 لواءات ، و 8 عمداء . ومن بين المحالين للتقاعد اللواء أمن / علي ضحوي شقيق حسن ضحوي ( مقرب من البشير ، وتسلم ادارة جهاز الامن اوائل التسعينات) .
وكانت وكالة SMC – وكالة تتبع لجهاز الامن – نشرت يوم 23 فبراير قرار البشير الجمهوري بترقية ( الفريق أمن مهندس محمد عطا المولى عباس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني إلى رتبة الفريق أول وشمل القرار ترقية عدداً من ضباط الجهاز إلى الرتبة الأعلى) ، والحقيقة ان ما حدث لم يكن مجرد (ترقيات) وحسب انما صاحبتها (تصفيات) ايضا لعدد من ضباط الامن .
وعزا المصدر الاحالات للتقاعد الى خلافات وصراعات بين مراكز في السلطة ، خصوصا وان ما يجمع بين المحالين للتقاعد كونهم من (الاسلاميين المنظمين) وليسوا ضباطا عاديين تم تجنيدهم من الشرطة او الجيش لجهاز الامن ، اضافة الى التذمر المتزايد من الاوضاع في البلاد ، وانسداد افق النظام ، داخليا وخارجيا ، خصوصا بعد الثورتين التونسية والمصرية ، واللتين أكدتا بان استمرار النظم الاستبدادية بقوة اجهزتها الامنية والعسكرية غير ممكن ، وان سقوطها مسألة زمن لا غير ، وكذلك بسبب التخبط والارتباك الذي يعانيه المشير البشير ، واحساسه المتزايد بالتهديد ، فلم يعد يثق الا بالقليلين من حوله ، بالاخص اقربائه ، كمدير الشرطة هاشم عثمان ، والذين يستغلون الوساوس المتزايدة للمشير البشير في صراعاتهم وطموحاتهم الشخصية .
وبسؤال (حريات) عن علاقة الاحالات للتقاعد بما تكشف من ممارسات قذرة تجاه شباب التغيير ، من تعذيب واهانات وتحرشات ، وصلت الى حد اغتصاب البطلة صفية اسحق يوم الاحد 13 فبراير ، أجاب المصدر انه لا يستطيع الجزم بذلك ، وانه لا يستبعد ان بعض الضباط المعزولين ، وعلى خلفية الصراعات الموجودة اصلا ، ربما دعوا للتحقيق في تلك الممارسات .
وأضاف المصدر بان هناك كشف مرتقب آخر باحالة العديد من ضباط الشرطة للتقاعد .
وسبق وعزل المشير البشير 12 ضابطا برتبة لواء في القوات المسلحة ، على خلفية الانتقادات المتصاعدة للاوضاع في البلاد ، خصوصا للفساد ، وقد ذكرت مذبحة قيادات القوات المسلحة بالطريقة التي واجه بها نميري انتقادات الفساد وفساد جمعية ود نميري التي يرأسها اخيه مصطفى نميري ، حيث عزل غالبية قيادات القوات المسلحة ، وهي ذات الطريقة التي ينتهجها البشير حاليا .وأضاف المصدر قائلا بان الاحالات الاخيرة – في الجيش والامن والمرتقبة في الشرطة – تعبر اجمالا عن حالة التخبط والارتباك التي يعانيها النظام ، وخصوصا قيادته ، وعن التذمر المتزايد ، وعن الصراعات بين مراكز السلطة . وختم قائلا ، ان البشير المرتبك حاليا يربك الاجهزة النظامية كذلك ، وهذا الارتباك يجعل النظام في حالة (انكشاف أمني) ورغم استعداد قليل من الموالين – مثل هاشم عثمان – لقتل الجماهير ، الا ان الغالبية في حالة من التشوش تفتح الطريق لنجاح اي عمل جماهيري واسع .