هاجم رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، ابن عمه مبارك الفاضل، ووصفه بمخلب القط للمؤتمر الوطني الحاكم على خلفية نشاطاته الأخيرة على رأسها الإعلان عن مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني.
وقال المهدي في تعميم صحفي الأربعاء، “إن مبارك الفاضل ليس عضواً في حزب الأمة القومي، ولا يحق له التحدث باسمه، وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية حزب الأمة القومي من هذا التطفل”.
وتحتدم هذه الأيام الخلافات بين مبارك الفاضل، وقيادة حزب الأمة القومي، حيث
تبادل الطرفان الانتقادات عبر التصريحات الصحفية خلال الأيام الماضية.
وظل مبارك الفاضل يشارك في عدة أنشطة سياسية بصفته قيادي بحزب الأمة القومي، أبرزها الجمعية العمومية للحوار الوطني، في أغسطس الماضي، وإعلانه المشاركة في المؤتمر العام للحوار أكتوبر المقبل، متجاهلا موقف الحزب الرسمي الرافض للانضمام الى الحوار الحالي.
وفي تصريحات له الأربعاء، كشف مبارك الفاضل عن التقدم بطلب للمشاركة في الحوار بصفة مراقب، مشيرا الى ان الحكومة لم تتحمس لذلك، وأفاد ان مشاركته في الحوار الوطني تأخرت لتكون هناك فرصة لعودة الصادق المهدي للحوار.
وقرر المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، مخاطبة مجلس الأحزاب رسمياً بشأن عدم عضوية مبارك الفاضل بحزب الأمة، وعدم أحقيته المشاركة باسم حزب الأمة في أي منشط سياسي.
وقال الصادق المهدي، في بيان تلقته (سودان تربيون) الأربعاء إن مبارك الفاضل، كان عضواً قيادياً في حزب الأمة القومي، لكنه خالف دستور الحزب وكوّن حزباً ضرار خالف به خط الحزب وانضم للنظام الحاكم، مما افقده عضويته وفقاً لدستور الحزب.
واضاف “اتهمه النظام الحاكم بمخالفات وعزله واستبقى الجماعة التي شايعته في السلطة، وفي أثناء الفترة التالية لذلك تفرق الحزب الضرار لحزيبات بأسماء مختلفة”.
وأوضح المهدي أن مبارك انضم للجبهة الثورية في مزايدة على خط حزب الأمة القومي في معارضة النظام الحاكم، مضيفاً “ثم عاد للبلاد وحل ما بقي من حزبه، وتقدم لاستئناف عضويته في حزب الأمة، ولكنه اعترض على أسس عودته لحزب الأمة القومي، فلم يعد”.
واشار المهدي لعودة مبارك مرة أخرى للتحالف مع الحزب الحاكم، وأضاف “تواطأ معه للقيام بمهمة مخلب قط للمؤتمر الوطني عبر ما سماه هيئة شعبية هي ليست سوى آلية لمحاولة اختراق حزب الأمة القومي بقيادة شخص فقد عضويته في حزب الأمة، وسخر له الحزب الحاكم إمكانيات لتكرار ما حاوله في عام 2000م بأسلوب جديد”.
وأعلن مبارك الفاضل في وقت سابق من العام الجاري، تشكيل جسم أطلق عليه “الهيئة الشعبية للم الشمل بحزب الأمة القومي”، برئاسته وعضوية آخرين من حزب الأمة للعمل على المصالحة بين تيارات الحزب المختلفة ولم شملهم مرة أخرى في حزب واحد.
وفي يونيو الماضي عقد مبارك مؤتمراً صحفياً أعلن خلاله توصل الهيئة لقرارات نهائية بشأن وحدة الحزب ولم الشمل بين مكوناته. وكان لافتاً يومها حضور الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، حامد ممتاز، لوقائع المؤتمر الصحفي لمبارك الفاضل.
وقال الصادق المهدي “إن الهيئة الشعبية المزعومة من أدوات المؤتمر الوطني وأجهزته الأمنية لمحاولة اختراق حزب الأمة الذي صار العمود الفقري لقوى السلام والديمقراطية التي احتشدت لإقامة نظام جديد عبر الحوار الوطني باستحقاقاته إن أمكن، أو الانتفاضة الشعبية التي لاحت تباشيرها إن لزم”.
وتابع ” حزب الإصلاح والتجديد المباد، والهيئة الشعبية، نسخة جديدة لنفس الضرار القديم.”
ونبه المهدي كافة أجهزة وأعضاء حزب الأمة القومي الى أن التعامل مع الهيئة الشعبية خيانة لدستور ونهج حزب الأمة.
وذكر الصادق المهدي في بيانه ، انه اطلع على تقرير اللجنة التي كونها المكتب السياسي لحزبه برئاسة نائب الرئيس، محمد عبد الله الدومة، وعضوية خمسة آخرين من قانونيي المكتب السياسي كونها المكتب في الرابع من يونيو الماضي للنظر في تكوين الهيئة الشعبية وتحركاتها وأبعادها ومراميها.
وأضاف “درست الحقائق وقررت أن السيد مبارك الفاضل ليس عضواً في حزب الأمة القومي، ولا يحق له ممارسة أي نشاط باسمه، وعلى الحزب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعه من ممارسة أي نشاط باسمه”.
من جهته قال مبارك الفاضل في تصريحات الأربعاء، ان الصادق المهدي يشعر بانه “متورط بعدما سلم زمام الامر للحركة الشعبية”.
وأضاف”الحوار الوطني مبادرة دولية وأقليمية، وستًكون لجنة عُليا لمتابعة تنفيذ التوصيات، ستبدأ اولا بإعداد دستور ومن ثم تنفذ ماجاء فيها، يعقبها حكومة وفاق وطني”.
وأكد الفاضل مشاركته في تلك اللجنة، دون أن يستبعد انضمام الصادق المهدي للحكومة القادمة، وناشده بالعودة الى الوطن معتبرا وجوده في الخارج “بلا معنى”.