الشعب السودانى يحاور بعضه (كفاحا) ،، اى بلا واسطة،، ويتفق على السلام والوحدة/ ابوبكر القاضى

ميثاق الفجر الجديد ،، لاول مرة الحصان امام العربة
الفجر الجديد ،، نبض الشارع فى المركز كان اسرع من القيادة

الفجر الجديد ،، دلات المكان ،،
فى الخامس من يناير 2013  تم توقيع (ميثاق الفجر الجديد) فى مدينة كمبالا بدولة يوغندا التى كانت حتى عهد قريب من دول الجوار للسودان ،، و (مدينة كمبالا) فى الحقيقة هى رمز ( للعمق الافريقى) للسودان وللقضية السودانية ،، وفى هذا الخصوص ننوه الى العواصم المبادرات المقبولة من المتمردين المهمشين للوساطة لحل مشاكل ( التمردين ) ضد الحكومة المركزية هى عادة : اديس ابابا ،، وابوجا ،، ونيفاشا ،، واسمرا ،، وانجمينا ،، والملاحظة ان هذه الدول ،، باستثناء نيجيريا ،، القاسم المشترك بينها انها دول جوار ،، وبالتالى فانها معنية بالامن القومى السودانى ،، ولكن الاهم من ذلك هو انها صارت مؤهلة لان تلعب درور الوساطة بسبب هويتها الافريقية التى تشكل القاسم المشترك بينها وبين المتمردين السودانيين الذين يشعرون بالتهميش بسبب زنوجتهم،،وقد فشلت عواصم دول الجامعة العربية ،، رغم انها دول جوار ،، واعنى بها مصر وليبيا ،، واخيرا الدوحة ،، رغم ان الاخيرة ليست دولة جوار — فشلت (العواصم العربية) كلها ان تكون موضع اجماع لتكون مقرا مقبولا لجميع اطراف القضية الواحدة ،، فعلى سبيل المثال رفض عبدالواحد مجرد القبول بواسطة ليبيا او قطر لفناعة المتمردين الزنوج بان العواصم العربية غبر محايدة وانها منحازة حكومة الخرطوم الاسلامو عروبية.

ميثاق الفجر الجديد ،، لاول مرة الحصان امام العربة

الجديد فى ميثاق الفجر الجديد فى ( تغيير الساس والراس) ،، الجديد هو تغيير القياده ،، وتغيير المشروع —  ليس على راس الثورة ( عربى يرفع لافته انه من ال البيت)  — فالقضية السودانية اتوضعت لاول مرة فى اطارها الصحيح — اليوم (السودان الوطن هو المهدد بالزوال ) — الاسلام ليس خطر  — لذلك السودان محتاج الى قيادات وطنية مؤمنة بوحدة السودان — وقادرة على تحقيق السلام ) ،، خلال الفترة من 1995 — نعد اسمرا للقضايا المصيرية وحتى 2005  عند توقيع سلام نيفاشا — كان الشعب السودانى كله مستعدا للتصويت للدكتور جون قرنق ليكون رئيسا للجمهورية — لايمان الشعب السودانى بان (شخص غرنق + مشروعه — السودان الجديد ) قادر على (تحقيق السلام الدائم + الوحدة ) — الجديد فى (ميثاق الفجر الجديد) انه ميثاق (وطنى)  — هدفه الاول تحقيق السلام — والوجدة — وذلك بقبول تولى القيادة بواسطة (اصحاب القضية انفسهم)  — القبول بان تؤول القيادة لاكثر الناس تضحية ومساهمة فى تغيير النظام — الذين بموتون ويدفعون الدماء والدموع من اجل قضية التحول الديمقراطى .

ميثاق الفجر الجديد ،، الشعب السودانى يفاوض اطرافه ( كفاحا) ويتفق على السلام والوحدة

اعظم ما فى ميثاق الفجر الجديد هو ان هذا الميثاق كتبه الشعب السودانى بفعله ،، و بمواقفه المنحازة تماما لابناء الهامش ،، و ذلك حين تحول.  اهل ( مثلث حمدى ) من منكرين للظلم باضعف الايمات ،، الى منكرين ورافضين للظلم باقوى الايمان ،، بالمواقف الشجاعة الرافضة لابادة الطلاب الدارفوريين فى جامعة الجزيرة الذين يطالبون بحقهم ( المتفق عليه فى ابوجا ،، والدوحة) فى التعليم الجامعى المجانى ،، وهو حق غير قابل للنزع ،، لقد خرج مثلث حمدى كله فى مظاهرات عارمة تطالب باسقاط النظام ،، وتقول ( مقتل طالب ( دارفورى) مقتل امة) ،، هنا نبض الشارع السودانى تجاه المهمشين فى دارفور كان متقدما على نبض القيادات التقليدية فى المركز التى ظلت تعزف ذات الالحان التى ترددها الحكومة من ان قيادات الهامش غير موهلة لحكم السودان
 هعظم ما فى ميثاق الفجر الجديد انه نتاج — وحصاد لتجارب الشعب السودانى فى مسيرته النضالية لمد 6 عقود من الزمان منذ الاستقلال — لقد جرى التفاوض بين القوى الحية التى تناضل يوميا من اجل التغيير — سواء فى الشق العسكرى — او الشق المدنى — جرى التفاوض (كفاحا) — اى بلا واسطة — وفى هذا المقام نستحضر ارواح الشهداء الذين وقفوا فى وجه الاستبداد واذكر منهم الشهيد محمود محمد طه — الذين وقف فى وجه السفاح نميرى — ولم يهاب محاكم الطوارئ — وقال قولته الشهيرة فى هذه المحاكم وقضاتها غبر المؤهلين الذين اذلوا الشعب السودانى — وتمر علينا هذه الايام ذكرى اعدامه فى 18 يناير 1985 وهكذا يذهب السفاحون نسيا فى التاربخ — ويخلد الشهداء الى الابد — فلا احد يذكر من قتل الحلاج مثلا — ولكن سيظل الحلاج حيا فى ضمير شعوب الدنيا كلها — وهذا شان الشهداء كلهم — وقد تحقق ميثاق الفجر الجديد بايدى وافكار سودانية صرفة (كفاحا) — وبلا اى وساطة .

ميثاق الفجر الجديد ،، ( حتى لا تسرق الثورة هذه المرة)

هذه المرة بحول الله ستسلم الجرة ،، اعنى لن تسرق الثورة هذه المرة ،،

ثورة اكتوبر كانت ثورة مهمشين بامتياز ،، انها نتاج طبيعى لتمرد الجنوبيين ،، ونتاج لدماء ودموع الجنوبيين ،، ولكن الثورة لم تات بالجنوبيين للحكم ،، وانما اتت باشخاص يعتقد بانهم يعرفون مشكلة الجنوب ويتفهمون نفسيات واحتياجات الجنوبيين ،، ( سرالختم الخليفة) ،،و النقطة الجوهرية التى اود ان اذكرها هى انه ،، نسبة لعدم مشاركة الجنوبيين مشاركة فاعلة فى الحكومة الانتقالية بعد اكتوبر ،، ونسبة لعدم وجود ترتيبات متفق عليها سلفا فبل اسقاط نظام عبود ،، فان الحرب لم تتوقف تلقائيا بعد سقوط نظام عبود ،، ولم تتبدل الاحوال بعد سقوط النظام.

وتكرر ذات الخطا ،، خطا سرقة ثورة المهمشين فى انتفاضة ابريل 1985،  فقد سقط نظام السفاح نميرى ،، اولا بسبب التمرد فى الجنوب ،، بعد ان هد نميرى اعظم صرح واعظم انجاز ،، اعنى اتفاقية اديس ابابا ،، ثم سقط نظام نميرى بسبب الاضرابات النقابية ،، ونسبة لعدم وجود ترتيبات مسبقة متفق عليها بشان ادارة الفترة الانتقالية ،، والملامح العامة للدستور ،، وشكل الدولة ،، والقوات المسلحة ووضع الاجهزة الامنية الى قمعت الشعب ،،،الخ ،، نسبة لغياب هذه الترتيبات لم تتوقف الحرب تلقائيا ،، ولم تتبدل الاحوال ،، والت السلطة بعد اسقاط نظام السفاح نميرى الى من وصفهم الراحل المقيم الشهيد قرنق ب ( مايو ٢) ،، وسرقت ثورة المهمشين ،، اذن ميثاق الفجر الجديد الهدف منه الاتفاق على اسقاط النظام ،، والاهم من ذلك الاتفاق المسبق على الاوضاع للفترة المباشرة لاسقاط النظام وتامين تجنب كل اخطاء الماضى — و مليون شهيد لعهد جديد .
ابوبكر القاضى
الدوحة
 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *