أديس أبابا (رويترز) – توصل زعماء السودان وجنوب السودان إلى اتفاق امني موسع سيسمح باستئناف صادرات النفط من الجنوب عبر الشمال التي تحتاجها الدولتان بشدة لكنهما فشلا في حسم نزاعات أخرى هامة تولدت عن تقسيم أكبر دولة في افريقيا العام الماضي.
وتم التوصل الى الاتفاق يوم الاربعاء بعد مفاوضات استمرت ثلاثة اسابيع وهو يعد شريان حياة لاقتصاد البلدين. ومن المفترض ان يمنع اي معارك من النوع الذي اندلع على طول الحدود في ابريل نيسان والتي كانت أسوأ أعمال عنف منذ انفصال جنوب السودان عن السودان في يوليو تموز عام 2011 بموجب اتفاق انهى عقودا من الحرب الاهلية.
لكن الدولتين بينهما انعدام ثقة عميق ولهما تاريخ في الاخفاق في تطبيق الاتفاقات.
واجتمع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير في أديس أبابا ست مرات منذ يوم الاحد في مسعى لابرام اتفاق ضروري لاحياء اقتصاد البلدين بعدما أوشكا على الدخول في حرب شاملة في ابريل.
ومنحت الأمم المتحدة للدولتين مهلة حتى يوم 22 سبتمبر أيلول للتوصل إلى اتفاق لكن جرى تمديد هذه المهلة بشكل غير رسمي إلى حين انتهاء اجتماع القمة بين زعيمي الدولتين في أديس أبابا.
وحذر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من فرض عقوبات على الدولتين إذا لم يتم التوصل الى اتفاق.
ويسمح الاتفاق لجنوب السودان الذي ليس لديه موانيء باستئناف صادرات النفط عبر السودان الى موانيء على البحر الاحمر وهو ما سيوفر لاقتصادي البلدين المتراجعين عملة اجنبية صعبة. وكان الجنوب قد أوقف الانتاج الذي يصل الى 350 ألف برميل بترول في اليوم في يناير كانون الثاني بعد ان اختلف الجانبان على رسوم عبور الصادرات.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات ان مراسم التوقيع التي كان مفترضا ان تتم يوم الاربعاء أجلت في اللحظة الأخيرة بسبب خلاف على بعض التفاصيل.
وقال يوم الاربعاء السفير العبيد مروح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية لرويترز “الاتفاق سيوقع غدا (الخميس).”
كما نقلت الإذاعة السودانية عنه قوله “الإرادة السياسية متوفرة لدى قيادة البلدين للتوصل لحل كافة القضايا.”
ورغم الضغوط التي مارسها الاتحاد الافريقي والولايات المتحدة ودول غربية اخرى فشل الجانبان في التوصل الى اتفاق بشأن خمسة مواقع على الاقل منتجة للنفط تتنازعها الدولتان على الحدود.
وما زال ينبغي للجانبين الاتفاق على ترسيم الحدود بينهما التي تمتد 1800 كيلومتر حيث يتنازعان على ما لا يقل عن خمسة قطاعات حدودية. وسيتعين على الأرجح تحديد مصيرها في محادثات في المستقبل أو من خلال عملية تحكيم دولي تستغرق وقتا طويلا.
وبحث البشير وكير أيضا ايجاد حل للنزاع بشأن منطقة أبيى الحدودية لكن خططا سابقة لاجراء استفتاء تعثرت بسبب خلاف بشأن من يحق له التصويت