السودان: قادة معارضون يدعون الجيش إلى "الانحياز" إلى الشعب

دعا اثنان من أبرز القادة السودانيين المعارضين الجيش إلى “الانحياز إلى الشعب”، وذلك عقب خمسة ايام من المظاهرات المتواصلة احتجاجا على الإجراءات التقشفية التي اعلنت عنها الحكومة السودانية مؤخرا.

وكان وزير المالية السوداني علي محمود عبد الرسول اعلن أمس الأربعاء، أمام المجلس الوطني (البرلمان)، تفاصيل الاجراءات المالية التي ستتضمنها الموازنة الجديدة، والتي يتوقع أن توفر 1.5 مليار دولار.
وأصدر المعارض السوداني البارز علي محمود حسنين رئيس “الجبهة الوطنية العريضة” بيانا دعا فيه القوات المسلحة وقوات الشرطة إلى “الامتناع عن مواجهة الشعب أو التصدي إلى ثورته”.
وخاطب حسنين ضباط وجنود الجيش السوداني قائلا “انكم لستم اقل وطنية من القوات المسلحة في تونس، التي رفضت أن تلحق الأذى بالمتظاهرين وانحازت للثورة”.
وأضاف قائلا، في البيان الذي تلقت بي بي سي نسخة منه، “إن النظام لا يثق فيكم ولا يعتمد عليكم، بدليل أنه انشأ تنظيمات من أهل الولاء والطاعة”.
من جانبه، ناشد أحمد حسن آدم مسؤول العلاقات الخارجية في حركة العدل والمساواة القوات المسلحة والنظامية إلى “الانحياز إلى الشعب”.
ووصف حسين المظاهرات التي شهدتها الخرطوم خلال الايام الأخيرة بأنها “بداية لثورة حقيقية تعانق ثورتهم في حركة العدل والمساواة والجبهة الثورية”.
يذكر أن حركة العدل والمساواة المسلحة الناشطة في دارفور شكلت تحالفا مسلحا مع حركتين آخرتين في دارفور إضافة إلى الحركة الشعبية قطاع الشمال عرف باسم “الجبهة الثورية”، وأعلن أن هدفه هو اسقاط الحكومة السودانية.
خطط للتقشف
تأتي هذه الدعوات من قبل المعارضة السودانية، بينما تواصلت المظاهرات في السودان لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على خطط التقشف التي اعلنتها الحكومة السودانية وارتفاع اسعار المواد الغذائية ووصول التضخم إلى مستوى غير مسبوق.
وظل السودان يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة منذ انفصال الجنوب في يوليو/ تموز 2011، حيث أخذ معه ثلاثة أرباع النفط الذي كان ينتجه السودان الموحد.
وأعلن وزير المالية السوداني أمس الأربعاء أن أسعار النفط سترتفع ما بين 12.5 إلى 60 في المئة، مضيفا أن الحكومة السودانية سترفع الدعم عن النفط تدريجيا.
كما أعلن أن ضريبة أرباح الأعمال على البنوك ستزيد من 15 إلى 30 في المئة إضافة إلى زيادة في ضريبة القيمة المضافة من 15 إلى 17 في المئة.
ويأتي الإعلان عن هذه الاجراءات تفصيلا للسياسة التقشفية التي اعلنها الرئيس السوداني عمر البشير يوم الاثنين الماضي، والتي اشتملت على تخفيض للانفاق الحكومي وتقليل عدد شاغلي المناصب الدستورية بمن فيهم الوزراء.
وقد اشار البشير الى الانخفاض الكبير في واردات السودان من النفط في سياق تبرير دعوته لتخفيض الانفاق العام، كما اشار الى تكلفة النزاع مع جنوب السودان.
وكان الطلاب المحتجون قد استبقوا خطاب البشير وخرجوا في مظاهرات منددة بالغلاء والأوضاع الاقتصادية المتردية.
وخلال الايام القليلة الماضية تواصلت المظاهرات في عدد من الجامعات السودانية، حيث تصدت لهم شرطة مكافحة الشغب السودانية بالهراوات والغاز المسيل للدموع.
وأطلق المتظاهرون شعارات مثل “يا خرطوم ثوري ثوري، ضد الحكم الديكتاتوري” و”الشعب يريد اسقاط النظام”، مستلهمين في ذلك شعارات الربيع العربي.
وعقب حدوث ثورات الربيع العربي في مصر وليبيا المجاورتين، برزت تساؤلات بشأن إمكانية أن يشهد السودان ثورة مماثلة، لكن مسؤولين سودانيون نفوا أن تكون ظروف السودان مشابهة لتلك الدول.
يذكر أن السودان شهد ثورتين شعبيتين أطاحتا بالجنرال إبراهيم عبود في اكتوبر/ تشرين الأول 1964 وبالمشير جعفر نميري في ابريل/ نيسان 1985
بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *