السودان على فوهة بركان/خضرعطا المنان

السودان على فوهة بركان
خضرعطا المنان
[email protected]
شرارة التغيير التي انطلقت – في البدء – من داخلية لطالبات جامعة الخرطوم يوم السبت السادس عشر من يونيو 2012 بدأت صغيرة بسبب زيادة سعر الوجبات لديهن وتعرفة المواصلات فتحركن هاتفات بـ( سقوط النظام) وهو الشعار/ الحلم الذي يراود السواد الأعظم من أفراد شعب السودان الوطن الذي يقال عنه ( وطن العظام يقوده الأقزام ) .
أتسعت دائرة تلك الشرارة وبلغت ذروتها في 29 يونيو 2012 المعروف بـيوم (جمعة لحس الكوع ) ردا على مستشار الرئيس السوداني وتعني استحالة فعل الشئ وقد رددها حينما نادت المعارضة بالتغيير وخروج أنصارها للشارع ضد النظام .. خرج في تلك الجمعة الصاخبة مئات الآلاف من السودانيين من مختلف مدن وقرى السودان وجامعاته وأزقته وحواريه وبدأوا – في تحد واضح وغاضب – رفع الشعار الاستراتيجي وحلمهم المقيم ( الشعب يريد اسقاط النظام ) وزادوا عليه ( يا خرطوم فوري فوري .. لن يحكمنا لص كافوري ) والمعني هو (البشير) وعائلته التي أغتنت من أموال الدولة وبنت القصور في تلك الضاحية من العاصمة السودانية مما أدخل هؤلاء الثائرين في مواجهة مباشرة مع رجالات الأمن ومسانديهم من جيش أمني جرار يعمل تحت مسميات مختلفة ( كتائب) و(دفاع شعبي) و(جهاديين) و(مجاهدين) و(شرطة مجتمع …الخ) مما زاد في حدة غضب الشارع لتنضم للحراك الشعبي الغاضب بقية شرائح المجتمع مما يعرف في السودان بـ ( الفئة الصامتة ) وتلتحم بحشود الثائرين الذين ملأوا الأفق هتافا منادين بالتغيير السلمي أسوة ببدايات كل شعب دخل دائرة الربيع العربي وتحقق له ما أراد .. الا ان مواجتهم بعنف مفرط وهمجي من قبل تلك التشكيلات الأمنية المختلفة أدى الى سقوط أول شهيد لثورة السودان المشتعلة ( طبيب الأسنان أمير كمال عبداللطيف بيومي – 39 عاما ) الذي تسبب الغاز السام الذي استخدمته الشرطة لقمع التظاهرات في وفاته لاحقاعقب وصوله المستشفى مباشرة… وكان قد أصيب خلال الاسبوع الثاني من الانتفاضة ولكنه ظل يعاني من ضيق حاد في التنفس لتصعد روحه الى بارئها يوم الخميس الماضي .
واذا كان أهل الحكم في السودان يفاخروا بأنهم قد قضوا تماما على ( فتنة أراد البعض اشعالها ) كما قالوا فان ما جرى ماهو الا رأس جبل الجليد من انتفاضة قادمة لا محالة قوامها غبن وظلم وكبت للحريات وفساد اداري واخلاقي واجتماعي أزكم الأنوف وشرد الألوف في الداخل وقدف بالملايين خارج حدود الوطن ورمى بهم في أحضان المهاجر وأقعد الوطن وشعبه عن القيام بدورهما في الحياة وأشاع الضغائن القبلية والجهوية بين أفراد شعب ظل قرونا من الزمان مثالا للتعايش السلمي رغم اختلاف الاثنيات وتعدد العرقيات والثقافات .
ان السودان اليوم يقبع على فوهة بركان يغلي يمكن له أن يطلق حممه في أية لحظة ولن يكون مصير أهل الحكم هناك – في ظل ثورة الشباب المتنامية حاليا – بأفضل من مصير سابقيهم ممن جرفهم تيار (الربيع العربي) في (تونس) و(مصر) و(ليبيا ) و(أسد سوريا )المحاصر . وان بقي هناك من مخرج وتجنب لهذا البركان الهائج هو أن يخلع النظام عنه ثوب المكابرة ويثوب الى رشده ويعلم أنه أضحى مرفوضا من قبل شعبه بعد 24 سنة من حكم الفرد والتسلط والنفاق والكذب والتمسح بالاسلام زورا وبهتانا وذلك تجنبا للمزيد من الاضطرابات السياسية والتخبط الدبلوماسي وانقسام السودان وتجزئته .. وليعلموا ان ارادة الشعوب لا تقهر وأن أوان التغيير قد حان .  رد الرد على الكل إعادة توجيه

ا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *