السودان: «المؤتمر» و»الحركة الشعبية» يفشلان في حل الخلافات حول النفط

فشل شريكا الحكم في السودان «حزب المؤتمر الوطني» و»الحركة الشعبية لتحرير السودان» في التوصل إلى اتفاق حول الترتيبات الاقتصادية بين شطري البلاد عقب انفصال الجنوب وخصوصاً في ما يتعلق بالنفط، وأقرا مواصلة المحادثات بينهما في أيار (مايو) المقبل.

وقال القيادي في «الحركة الشعبية» وزير شؤون مجلس وزراء حكومة جنوب السودان، كوستا مانيبى، إن الطرفين توصلا خلال مفاوضات أُجرىت في العاصمة الاثيوبية تحت رعاية الاتحاد الافريقي الى صيغة تتعلق بكيفية التعامل مع الديون الخارجية الى جانب تفاهمات حول ملكية أنابيب النفط والآبار وغيرها، لكنه شدد على إنها مجرد مبادئ أولية يمكن الإنطلاق منها في الجولات المقبلة .

وعلم ان مواقف الطرفين كانت متباعدة في غالبية القضايا العالقة الخاصة بالترتيبات الامنية، والتفاهم في شأن النفط. ويطالب «حزب المؤتمر الوطني» بشراكة طويلة في النفط بين شمال البلاد وجنوبها، واعتبار انابيب النفط اصولاً للشمال لا ينبغي تقسيمها الامر الذي ترفضه «الحركة الشعبية»، لكن الجانبين احرزا تقدما في قضية الديون الخارجية، ويشارك الطرفان في اجتماعات البنك الدولي الجمعة المقبلة لقيادة حملة مشتركة لشطب الديون البالغة 36 بليون دولار.

وفي سياق متصل قالت اللجنة الفنية لترسيم الحدود بين شمال السودان وجنوبه إنها لن تتمكن من عملية إكمال ترسيم الحدود خلال الفترة المتبقية من اتفاق السلام بحلول تموز (يوليو) المقبل، وذلك لضيق الزمن المتبقي بجانب التغيّب المستمر لعضوية اللجنة من قبل «الحركة الشعبية» عن الاجتماعات.

وقال رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود عبدالله الصادق أن «الحركة الشعبية» أسهمت فى تأخير إكمال عملية الترسيم على الأرض، مشيراً إلى أن الأعضاء السبعة التابعين للحركة تعمدوا عدم الحضور وسجلوا غياباً مستمراً عن اجتماعات اللجنة التى تعقد دورياً لمتابعة وإكمال العملية.

وأشار الصادق إلى أن اللجنة لم تتوصل الى حل في شأن النقاط الحدودية الخمس المختلف عليها، ورفعت الامر الى مؤسسة الرئاسة، وتوقع تمديد فترة الترسيم للحدود عقب التاسع من تموز لإكمال عملية الترسيم على الأرض. الى ذلك طالب «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض بإطلاق زعيمه حسن الترابي المعتقل منذ كانون الثاني (يناير) الماضي لتلقي العلاج خارج البلاد تحت إشراف طاقمه الطبي السابق أو السماح لطبيبه الخاص بمقابلته، مهدداً السلطات بالخروج إلى الشارع إذا حدثت أي تداعيات أو تراجع في حالته الصحية.

وفي تطور آخر، تجددت المواجهات في دارفور بين القوات الحكومية والمتمردين. وقال الناطق باسم الجيش الصوارمي خالد سعد في بيان إن قوة من الجيش تعرضت الى كمين من متمردي حركة «العدل والمساواة» بزعامة خليل ابراهيم و»حركة تحرير السودان» برئاسة مني اركو مناوي، في شمال دارفور خلّفت عدداً من القتلى والجرحى من الطرفين، ، مشيراً الى أن «الجيش دمّر عشر عربات للمتمردين». وكان الناطق العسكري باسم «العدل والمساواة»، قال أن الجيش هاجم منطقة ساقور شمال غرب الفاشر، مدعوماً بطائرات من طراز انتونوف وميغ روسية الصنع ونحو 180 سيارة، مشيراً الى أن المتمردين تصدوا لقوات الجيش وأحرقوا 18 سيارة واستولوا على 13 أخرى كما غنموا ذخائر وأسلحة ثقيلة.
الخرطوم – النور أحمد النور
الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *