أكد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، أنّ لجوء المعارضة إلى التظاهر في الشارع هو أحدالأساليب السياسية التي برعت فيها الحركة الإسلامية منذ سبعينات القرن الماضي، وأنها “أحد المظاهر الديمقراطية التي لن تتخلى عنها”.
وسخر العضو القيادي بحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، إبراهيم السنوسي، في تصريحات خاصة لـ “قدس برس”، من القول إنّ الحركة الشعبية (جنوبيون) استخدمت المؤتمر الشعبي والمعارضة الشمالية لتحقيق أهدافها وابتزاز المؤتمر الوطني، ثم تركتهم في العراء.
وقال السنوسي “نحن في الحركة الإسلامية لنا خطّنا منذ ستينيات القرن الماضي أيام سقوط نظام عبود، بسبب ندوة حاضر فيها الدكتور الترابي وأكد فيها أنّ حل مشكلة الجنوب لا بد أن يكون سياسياً وليس عسكرياً، وكانت رؤيتنا أن يكون السودان موحّداً، ولم تكن يومها الحركة الشعبية (جنوبيون) موجودة، وكنا أقمنا تحالفاً ثلاثيا بين الحركة الإسلامية وحزب الأمة وحزب سانو الجنوبي”.
وأضاف السنوسي “بعد سقوط نميري عقدنا لقاء هنا في لندن مع قرنق ثم تواصلت لقاءاتنا إلى أن جاءت الانقاذ وتطورت الحوارات ووصلنا إلى لقاء فرانكفورت الذي كان فيه الدور البارز للدكتور علي الحاج إلى أن انشقت الحركة وجاء رياك مشار وتم توقيع اتفاقية السلام ثم جاء لام أكول”. وتابع القيادي المعارض “بعد ذلك استمرّ الحوار مع الحركة الشعبية، وحتى بعد أن اختلفنا مع المؤتمر الوطني وقعنا مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية التي أُودعنا بسببها في السجن وكانت عاملاً أساسيا في التعجيل بالتفاهم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية”.
وشدّد السنوسي على القول “نحن لسنا أداة للحركة الشعبية وإنما هذا خطنا منذ قديم الزمان، لأننا نريد للسودان أن يكون موحّداً، ونعرف أنّ في الجنوب مسلمين كثيرين وأنه يحاذي ست دول إفريقية، لهذا أقول بأنّ الحركة الشعبية لا تستغلنا ولا تستعملنا، ولكنها تستنصر بنا كما نستنصر بها ضد المؤتمر الوطني الذي نعتبره العقبة الكأداء أمام الديمقراطية”، وفق وصفه.
ورفض السنوسي بشدة أن تكون للمؤتمر الشعبي وتحركات المعارضة الشمالية أي علاقة بالإدارة الأمريكية أو لهدف خلق ما يسمى “الفوضى الخلاقة” في السودان. وقال القيادي المعارض “أنا أرفض أولاً هذا السؤال المتصل بأن المؤتمر الشعبي يضع يده في يد أمريكا، فنحن لسنا أداة في يد أمريكا، وأقول هذا ليس من منطلق العداء لأمريكا وإنما من موقع العداء لسياساتها تجاه السودان والعراق وفلسطين وأفغانستان وباكستان، ولكن في السودان نحن نتعامل معها بما لها من نفوذ على السياسة العالمية عامة والسودانية منها تحديداً، ولم يكن في تاريخنا يوماً من الأيام أننا عملاء لأمريكا”. واستدرك السنوسي بالقول “صحيح أنّ الموقف من المؤتمر الوطني قد يكون مشتركاً؛ لكن عندما يتعلق الأمر بالعقوبات الأمريكية ضد السودان؛ فنحن نرفضها لأنها لا تستهدف النظام وإنما تستهدف الشعب السوداني”، كما ذكر.
وأضاف القيادي في المؤتمر الشعبي أنّ “الربط بيننا وبين أمريكا لا يقوله إلا مشوِّه للمؤتمر الشعبي والحركة الإسلامية، ولو كنا عملاء لما كانت كل هذه المواقف من الدكتور (حسن) الترابي، ولما كان الموقف العدائي لأمريكا من المؤتمر الشعبي العربي الذي كان أولى الخطوات التي اتخذتها الحكومة بعد الخلاف معنا”، كما قال.
وبشأن الموقف من رفض الحكومة للتظاهر في الشارع باعتباره أحد الوسائل المؤدية للفوضى، قال السنوسي “الحكومة تتنكر لتاريخها الطويل، فالمظاهرات أسلوب قديم استخدمته الحركة الإسلامية ضد نظام عبود ونميري والصادق المهدي، ولولا تلك المظاهرات لما جاءت الإنقاذ إلى الحكم”. وتابع السنوسي “كانت الحركة الإسلامية بارعة في قيادة المظاهرات وتحريكها، لأنّ الأحزاب الطائفية لم تكن صاحبة خبرة في هذا الأسلوب، ومن يريد منع التظاهرات وربطها بالتصريحات فهو يتنكر للتاريخ حقيقة، لأن الحكومة لا تعطي التصريحات بالمظاهرات، وإذا أعطتها باليد اليمنى فإنها تفتكها بالقوات الأمنية، ولذلك نحن سنظل متمسكين بهذا الأسلوب السياسي السلمي، وهي ظاهرة في عموم العالم وليست خاصة بالسودان”، على حد تعبيره.
لندن – خدمة قدس برس