الزول السوداني .. واتفاقية الحريات الأربع

الزول السوداني .. واتفاقية الحريات الأربع : بقلم / عبدالعزيز الأثرم

مررت بصديقي السوداني ” محمد أحمد ” الذي أعرفه مقيما بعائلته في ليبيا منذ 10 سنوات وكان جالسا في أحدي المقاهي الشعبية في طرابلس وقدم لي شراب الزنجبيل الحار الساخن !! ودار بيننا الحديث الشيق والهام جدا التالي أنقله لكم بكل أمانة :-

كيف حالك يا زول شنوا جهزت أوراق إقامتك في ليبيا ؟ .

الزول / كيف يا زول إقامة ما إقامة !! راسك مسكر واللاشنوا !! فيه زول يعمل إقامة في بلده ؟؟!! أشرب زنجبيل دا شراب مبارك ياأخي .

هذا يعني إنك تحصلت علي الجنسية العربية في ليبيا مبروك .          الزول / أبدا ما حصل … مادرتليك ورق ولا عمك نوم … أنا معي جواز سفر سوداني وفيه ختم دخول الي ليبيا  .

يا زول هناك قرارات صدرت لتنظيم الإقامة والعمل في ليبيا صدرت من اللجنة الشعبية للعدل وكذلك الأمن العام ومصلحة الجوازات والهجرة ,,, ما دريت ؟؟

الزول/ ” أسمع ” وهي كلمة يقولها السودانيين دائما وتعني ” أنتبه ” آسـه ” وتعني الآن” أورليك أوراق إقامتي اللي شايلها معي دائما , وأدخل يده في داخل جلببته البيضاء وأخرج منها محفظته القديمة مربوطة برباط محكم للحفاظ عليها وساد الصمت بيننا قليلا وفتحها وأخرج منها أوراقها وقال لي :- دي صورة الزول الكبير رئيسنا كلنا في أفريقيا … وكانت صورة قائد الثورة معمر القذافي    ودي صورة الزول بتاعنا في السودان … وكانت صورة رئيس جمهورية السودان السيد عمر البشير … وفي أثناء ذلك بدأ يتمتم بمفرده وهو يخرج باقي الأوراق من المحفظة ” قاليك إقامة ما إقامة ” … ودي يا آخي أوراق إقامة بتابعة كل السودانيين اللي في ليبيا بلدنا الثاني .

أسمع ,,, أنا لا أغادر بلدي ليبيا ساكت إلا لما الزول إمتاع ليبيا العميد / محمد المصراتي والزول إمتاع السودان حقاتنا / اللواء عبدا لرحيم حسين يقولان لي الحريات الأربع اللي في أيدك ساكت ألغيت ساكت !!! أسه بعدين أنا براو أمشي للسودان ساكت من غير شرطة ولا جوازات ولا عمك نوم ! … أقر ليك الورق دا … وأشرب الزنجبيل الساخن ,,,      الثلاث ورقات التي سلمها لي الزول كانت محضر اتفاق بشأن تنفيذ الحريات الأربع بين مواطني البلدين الجماهيرية الليبية وجمهورية السودان , قرأتها جيدا وشعرت أن الزول أفحمني واقتنعت شخصيا بإصراره وحكمته وثقافته وأردت إرجاعها له …

فقال لي :-  خليها معك ووريها لزول الشرطة والجوازات أنا معي نسخ كتيره احتفظ بها … وقبل أن يهم للذهاب إلي عمله سألني سؤال لم أستطيع الإجابة عنه في حينه ووعدته بالإجابة لاحقا والسؤال كان : الاتفاقية دي رسمية ولا كلام تاني ساكت ؟؟؟

وتركني وذهب إلي عمله القريب من المقهى … والي من لم يقرأ الاتفاقية سابقا ننشر فقراتها في صحيفة الوطن ونطلب الرد علي سؤال الزول السوداني الذي وعدته بالرد عليه . وبنود الاتفاقية باختصار كالأتي :

تنفيذا لأحكام اتفاقية التنقل والإقامة والعمل والتملك ( الحريات الأربع ) بين الجماهيرية الليبية وجمهورية السودان والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 15 الحرث (نوفمبر ) 2002 إفرنجي علي أن يعامل المواطن الليبي في السودان نفس معاملة المواطن السوداني ويعامل المواطن السوداني في الجماهيرية الليبية نفس معاملة المواطن الليبي وفقا للتشريعات النافذة في البلدين .

البند الأول : حرية التنقل للمواطنين بين البلدين دون تأشيرة دخول بجواز سفر ساري المفعول وعبر المنافذ المعتمدة رسميا ببطاقة صحية سارية المفعول .

البند الثاني : حرية الإقامة اعتبار ختم الدخول بالمنافذ كافيا لإثبات الإقامة الشرعية في كل بلد وتتولي السلطات في كل البلدين الرعاية المنية والحماية القانونية للمقيمين

البند الثالث : لمواطني البلدين حق التملك العقارات الثابتة والمنقولة وفقا للتشريعات النافذة في البلدين وضمان حق الانتفاع الكامل بالعقارات المملوكة وحق التصرف في تلك الممتلكات .

البند الرابع : يسمح لمواطني البلدين بحرية العمل والأولية في الحصول علي العمل وفقا للمؤهلات العلمية والخبرات .                                                           البند الخامس : يقوم أمين اللجنة الشعبية للعدل والأمن العام بالجماهيرية ووزير الداخلية بجمهورية السودان بتشكيل لجنة أمنية دائمة تتولي معالجة الملف الأمني تجتمع كل ( 6 ) أشهر .

حرر ووقع هذا المحضر بمدينة طرابلس بتاريخ 13/10/2002 إفرنجي من نسختين أصليتين وكلاهما متساو في القوة القانونية .

وقعها عن الجماهيرية الليبية  /  عميد  محمد علي المصراتي  أمين اللجنة الشعبية العامة للعدل والأمن العام .

وعن الجانب السوداني  /  اللواء الركن مهندس  عبدا لرحيم محمد حسين  وزير الداخلية في جمهورية السودان .

لازال الزول السوداني لم يتلقي الرد عن سؤاله واستفساره لتحيد شرعية وجوده وأقامته في ليبيا الذي يفترض منطقيا الإجابة عنه من اللجنة الشعبية العامة للعدل واللجنة الشعبية العامة للأمن العام وإدارة مصلحة الجوازات والهجرة في ليبيا الذين أمامهم حلان لا ثالث لهم لأن أعداد الوافدين والمقيمين من الأخوة السودانيين كبيرة والكل في انتظار الرد فـــإمــــــا :-
استثناء الوافدين والمقيمين السودانيين من المطالبة بتسوية أوضاعهم في الإقامة والعمل بحرية في ليبيا وإحقاق حقهم في التملك مثل ما جاء في وثيقة الاتفاق ( الحريات الأربع ) الموقعة بصفة رسمية بين البلدين الشقيقين وتحديد موعد الترحيل ودفع الرسوم والذي جاء في القرار الأخير حول تنظيم العمل والإقامة في ليبيا .

أو …  إصدار قرار من جهة مخولة بإلغاء بنود وثيقة الاتفاق ( الحريات الأربع ) الموقع عليها بين البلدين  رسميا ومعاملة الوافد والمقيم السوداني مثل أي وافد ومقيم في ليبيا .

إن أستطعتم أليه سبيلا ….

وأعلموا أيها السادة المسئولين في ليبيا إن لديكم أموالا ومستثمرين ليبيين بأعدا كبيرة في جمهورية السودان يتملكون مئات الهكتارات الزراعية ويقيمون في بلدهم الثاني السودان دون عوائق وبلا قيود .

وأذكركم بالمثل القائل ….. العين بالعين …. والسن بالسن والبادئ أظلم

أللهم أشــــهد أنــــي بلـــــــغت ….

ودمتم



صحيفة الوطن الليبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *