الرنك ترقص على أنغام الاستقلال في اليوم الأول للاستفتاء

الرنك ترقص على أنغام الاستقلال في اليوم الأول للاستفتاء  زينب محمد صالح 

 مر اليوم الأول من الاستفتاء حول مصير الجنوب بهدوء في مدينة الرنك الحدودية. بعض المواطنين استقبلوا الاستفتاء بالرقص فرحةً بالاستقلال المرتقب.
 اليوم الأول من الاستفتاء مر بهدوء

استقبلت مدينة الرنك بولاية أعالى النيل اليوم الأول من الاقتراع بالرقص على أنغام الاستقلال استمر منذ امس الأول وحتى الساعات الأولى من صباح امس، ورصد موقع (سودان فوتس) حالات إغماء فرحا عشية الاستفتاء في المدينة. ومر اليوم الأول من التصويت في بهدوء، وككل مراكز الاقتراع في الولايات الجنوبية العشرة احتشدت مراكز مدينة الرنك الـ32 عن آخرها بالناخبين منذ الصباح الباكر وحتى أوقات متأخرة من المساء. وبالرغم من أن الاقتراع يجب أن يغلق عند الخامسة، إلا أنه وفقا لقانون المفوضية فإن الناخب الموجود بالمركز قبل الساعة الخامسة مساء يجب أن يصوت حتى في حال ما تجاوز الوقت المسموح به. وحتى لحظة كتابة هذه المادة تم رصد اكثر من ألف ناخب أدلى بصوته من مجمل ما يقارب 43 ألف ناخب مسجل في مقاطعة الرنك.

لكن كان من الملاحظ وجود ضعف واضح في إقبال الجنوبيين العائدين من الشمال للتصويت في مراكز الاقتراع، ربما يرجع ذلك لبعدهم عن المراكز الاقتراع كونهم يعيشون بشكل مؤقت على التخوم الشمالية للمدينة، أو إلى أن معظمهم لم يتمكنوا من التسجيل بحسب تقديرات غير رسمية لأنهم وقتها كانوا مشغولون بإجراءات الرحيل إلى الجنوب، فمن المعروف أن هنالك شبه إجماع عام وسط الجنوبين في الشمال بألا يشاركوا في الاستفتاء إلا في الجنوب. في هـا السياق تحدثنا مع السيدة ناروانج التي سجلت نفسها في الخرطوم ولم تستطع المشاركة في التصويت في الرنك لإنها رحلت من الشمال قبل أوان التصويت خوفا من انهم قد يتعرضون لها بحسب ما ذكرت لـ(سودان فوتس)، وقالت إن الذين لم يتمكنوا من التصويت اليوم لن يصوتوا لان غالبهم أصلا لم يسجل لا هنا ولا هناك.

وخلت المدينة الواقعة على التخوم الشمالية لجنوب السودان من مظاهر الانتشار الأمني الكثيف وتكاد تكون خالية من الأمن ماعدا في مراكز الاقتراع حيث يجب أن يكون في كل مركز أربعة رجال شرطة بحسب موظفي المفوضية، ولم تسجل أية احتكاكات في أيٍ من المراكز الـ32 فى المدينة حسبما لاحظنا.

أما على صعيد المراقبين فلوحظ أن حزب المؤتمر الوطني لم يشارك في مراقبة مراكز الاقتراع في مدينة الرنك ماعدا مركزين في شمال المدينة، بحسب موظف العلاقات العامة في مفوضية الاستفتاء بمقاطعة الرنك ديو شان، الذي قال إن أحزاب الحركة الشعبية والحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي وحزب الـ(اليو دى اف) قد شاركوا فى الرقابة على الاستفتاء، مشيرا إلى رقابة دولية من مركزي كارتر وايقاد، إضافة إلى عدد من المنظمات المحلية كلبنة وسوندى ومبادرين.

واشتكى بعض المواطنين في بعض المراكز من بطء العملية حيث استغرقت اكثر من خمسة دقائق لدى البعض، وعزوا ذلك إلى قلة خبرة بعض الموظفين في مفوضية الاستفتاء.

ولاحظ موقع (سودان فوتس) مشاركة عدد كبير من الشماليين المستوطنين في الجنوب منذ ما قبل الاول من يناير في العام 1956، وقال بعضهم أنه سيصوت للانفصال عن الشمال لارتباط معاشهم ومصالحهم به، كما ذكر الراعي محمد الحاج من قبائل رفاعة في منطقة شومدى الواقعة على التخوم الشرقية للولاية. وأكد الحاج أن حياته مرتبطة بالجنوب اكثر من منطقته الأصلية في ولاية الجزيرة بوسط السودان حيث يذهب بأبقاره جنوبا إلى مناطق بعيدة بالجنوب وفى الخريف يعود إلى شومدى بولاية أعالى النيل. وحث ناظر التعايشة الموجود في الرنك في ندوة أقامتها الحركة الشعبية عشية الاستفتاء أفراد قبيلته للتصويت لصالح الانفصال، معتبرا قبيلته الموجودة بالرنك باتت جنوبية وعليها زن تنحاز لصالح خيار أهل الجنوب.

الآراء الواردة في هذا التقرير لا تعبر بالضرورة عن رأي الناشر أو عن رأي الموقع www.sudanvotes.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *