الرجل والثورة د . خليل إبراهيم مُحمد 4 – 10/ شاهد أخر لقاء مع رئيس حركة العدل والمساواة د.خليل ابراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم
السودان بلد مُتعدد الإثنيات ، الديانات والثقافات ، لكن لم يُستثمر هذا التعدد يوماُ لمصلحة الشعب السودانى بل ظل فى كثير من الأحيان مصدراً للفرقة والشتات وسبباً رئيسياً فى تقسيمه إلى دولتين ، وإحتمال ظهور دولة ثالثة إذا إستمرت الأسباب التى أدت إلى إنفصال الأولى ، ما دام نفس الأشخاص اللذين يضعون السياسات ويرسمون مستقبل السودان فى سدة الحُكم ، بالرغم من أنهم جاءوا وإستلموا السلطة غصباً ، مُعلنين المشروع الحضارى الذى لم نرى منه سوى الجهوية والعنصرية ، هذا هو حال السودان فى ظل المشروع الحضارى ، فكيف يكون الحال فى ظل المشروع اللاحضارى .
ظل أهل السودان ولأكثر من خمسة عقود من الزمان يعانون من تصرفات الطغمة العنصرية اللذين لم يضعوا أدنى إعتبار لهذا التعدد بل أدخلوا السودان فى صراع مع أبنائه ، بإعتباره دولة عربية وإسلامية صدق الاخ : فاقان عموم عندما قال فى ندوته بمركز الزبير محمد صالح بعنوان ( السودان يكون أو لا يكون ) نحن لا عرب ولا مُسلمين نمشى نشوف لينا بلد تانى ولا شنو ، هذا هو قول شريك أساسى فى الحُكومة الإنتقالية التى شُكلت عقب توقيع إتفاقية نيفاشا 2005 م ، كيف يستقيم الظلُ والعود مِعوجُ  .
بالرغم من الدين الإسلامى فى صدره حارب العنصرية والجهوية والعادات الضارة ، إلا ان أصحاب المشروع الحضارى أعادوا إنتاجها ومن جديد بإعتمادهم القبيلة والقبلية كأداة أساسية فى التمييز بين أبناء الوطن الواحد ، حتى أصبحت بعض القبائل مُرتبطة إرتباطاً وثيقاً ببعض المؤسسات فى الدولة ، سئل أحد الوزراء يوماً ، عن سبب إضافة ( القبيلة ) فى اُورنيك الخدمة المدنية ، رد قائلاً : هنالك بعض القبائل ضد عملية إستخراج النفط فى السودان ، هذا الرد مردود على صاحبه ، وعلى السيد الوزير أن لا ينسى بان القبائل التى تتهمونها بإنها ضد عملية إستخراج النفط  فى السودان، أبنائها هم اللذين يحملون السلاح للدفاع عن السودان ومُكتسباته .
ذكر د . خليل إبراهيم وقال بان هذا التعدد نعمة بالنسبة للسودان وفيه خير كبير بالنسبة لنا وإختبار  لنا من الله سبحانه وتعالى ، وأنا على قناعة تامة ( مافى قبيلة احسن من قبيلة ) وأى قبيلة لا تستطيع فرض نفسها على القبائل الاخرى دون موافقتها، لِذا إنى إهتميت بدراسة قبائل السودان لمعرفة حسبها ، نسبها ، ثقافتها ، عاداتها وسيكلوجيتها حتى أتمكن من التعامل معها بصورة جيدة .
اذكر بانى وجدته يوماً يقرأ كتاباً للدكتور عون الشريف قاسم  عن قبائل السودان فقال لى : دكتور عون قصّر فى حق بعض القبائل وإهتم بالهجرات العربية ، وهذه هى مُشكلة كُتابنا فى السودان حتى تاريخ السودان إعتبروه يبدأ من دخول العرب السودان ، لكن هذا غير صحيح ، لذا يجب علينا كتابة تاريخ السودان من جديد حتى يكون مُنصفاً لكل القبائل .
كان يوصى بدراسة تراث قبائل السودان لانها اسهل وسيلة لمعرفتها ، حتى انه أصدر قراراً بتكوين لجنة برئاسة محمد آدم محمد بدرالدين وعضويتى ، لجمع التراث السودانى المُتعدد فى أشرطة مرئية ومسموعة وتوزيعها على الجيش حتى يتمكنوا من معرفة  أهل السودان الذين يقاتل من أجلهم ، وذكر موقفاً طريفاً مر به عندما كان مُستشاراً فى جنوب السودان ، قال له أحد الوزراء ( يا خليل إنت من دارفور جابوك لينا فى الجنوب نستشيرك فى شنو ) فقلت له بانى أعرف نسب قبيلتك اكثر منك ، فعندما ذكرت له نسب قبيلته ، قال لى ( والله إنت مُستشار صحيح ) .
أقسم خليل إبراهيم بان السودان أفضل دولة فى العالم إذا عرفنا أن نُحسن التعامل مع هذا التعدد ، فإذا إستطعنا ان نؤسس دولة المُواطنة التى تساوى ما بين الناس وإتجه الكُل لخدمة الوطن ، فى تلك اللحظة تعرفون فائدة التعدد .
                                                محمد عبد الله عبد الخالق
                                            Email : [email protected]
                                            Tel : + 201015466166

شاهد أخر لقاء مع رئيس حركة العدل والمساواة د.خليل ابراهيم

http://www.youtube.com/watch?v=XpzSstTvhAw&feature=related

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *