بسم الله الرحمن الرحيم
الخرطوم وجوبا وحرب النفط
جوبا –خرطوم-اروبا-
كثيرون من اهل الهامش السوداني الغارقين في بحور دماء الحروب التي أشعلتها المركز في الخرطوم يتمنون بأن يظل النفط السوداني في باطن الارض بدلاً من ان تكون اداة لتشريدهم وقتلهم وإزلالهم وكانت دعواتهم اطراف الليل والنهار ، ربما الدعاء قد لأمس اركان السماء ، حيث الاخوة في السودان الجنوبي طوعاً يغلقون انابيب الجحيم والموت خوفا علي حياتهم ورفقا بالمقهورين من اهل السودان الشمالي، بعد ان اظهرت حكومة المؤتمر الوطني وجهها الحقيقي دون مساحيق وما اقبح وجه اللص عندما يظهرالحيقية وان يقبض ملتبسا بالجرم ،
تعالت الاصوات في الخرطوم من كل صوب بأن الخاسر الاول هي حكومة الجنوب ولكن في الحقيقة هذه يجافي الواقع حيث الجانبان قد يتأثرا بالامر الجلل وقد يكون اهون علي حكومة الجنوب وفقا لمعطيات الماثلة رغم التخويف الاعلامي وما يذهب اليه محللي المؤتمر الوطني واغلب تأويلهم لم يجافيه الحقيقة و إن هشاشة الوضع وارتفاع الدولار ووقف كثير من مظاهر الترف والتنازلات وعلو صوت المتعجرف البذي نافع علي نافع بالتهديد لكل من يخلفة الراي وغيرها يوحي بأن الامر ليس سهلا ولها ما بعدها من التأثيرات التي تقصم ظهر المؤتمر العنصري الجاثم علي صدر الشعب ، ودأبت الإعلام الحكومي بتكرار اسطورة خاوية لا اساس لها بأن حكومة الجنوب تعتمد علي النفط في جلة ميزانيته لتسير شؤون الدولة الوليدة و اذا اغلقت الانابيب واوقف التصدير عبر دولة السودان الشمالي قد لا يجدون بدائل اخري ةهم الخاسرون ويكون نهاية دولتهم ، ان هؤلاء القوم لا يقرأون الواقع وان قراؤا تحليلهم خاطئ . اذا كانت الجنوب في طريقها الي الهلاك كما يظنون فأن ذلك مبتغا المؤتمر الوطني وصراخهم بأن الجنوب تتضرر هي في الحقيقة يعكس حالهم واحباطهم من ما ياول اليه الامور في مقبل الايام واهل الجنوب يقولون لاهل المؤتمر الوطني وعمر البشير وخاله العنصري القح دعونا ان نموت ولا نصدر نفطنا عبر الشمال وكانت الرسالة واضحة وضوح الشمس لا لبس فيها ، وليس هنالك حاجة لحكومة الجنوب ان تصدر نفطها عبر الشمال حتي يتم سرقهتا والتحكم فيها ، والحقيقة المرة ان المؤتمر الوطني ظل يسرق نصيب الجنوب من النفط منذ عام 2005 وحتي يومنا هذا ، وان قرار الاغلاق لهي السياسة الرشيدة لقيادة رشيدة تضع اوليات شعبها وحقها العام في المقدمة واذا توقفت تصدير النفط فان لحكومة جنوب السودان بدائل جاهزة وقد شرعت في تنفيذها منذ يوم 25 يناير حيث تقدمت عدة شركات عالمية تعمل في مجال النفط وبالاضافة الي دول صديقة في جاهزيتها لإقراض الجنوب ما يطلبه من المال علي ضمانات النفط الموجودة في باطن الارض بقيمة ما يساوي 75% من ناتج اليومي اي ثمن ما يقارب 300 الف برميل في اليوم وهذه يكفي حكومة الجنوب في تأمين وضعها الصحي والامني وبناء بنية تحتية مقدرة وتأمين غذائها وبالاضافة الي الاسراع في تكملة خط الانابيب حتي السواحل الكينية وهي مسافة اقرب من مسافة التي تشقها النفط الجنوبي للوصول الي بورتسودان في الشمال وقد شرعت الشركة الوطنية للنفط النرويجي بتنفيذ المشروع وقد يستكمل عملها في تركيب الانابيب فترة تتراوح بين 12 الي 18 شهرا وهذه افضل من ان يضعوا موارد الدولة رهينة لمؤتمر قبلي عنصري لا يحترم العهد والميثاق ،
اما ما وصلت اليه القمة الرباعية التي عقدت في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا فكانت متوقعة بنسبة تفوق المليون في المائة حيث اهل المؤتمر الوطني يضرمون الارض في اجسادهم ثم يستصرخون الاخرين بأن يعينوهم في إطفائها ولا احد يستطيع فعل ذلك الا من اضرم النار وعندما ادركوا فشلهم قرروا الافراج عن البواخر النفطية المحتجزة في شواطي بورتسودان ، والامتثال الي ما اقرته الإتحاد الافريقي بأن يكون رسوم العبور 3 دولارات للبرميل الواحد مقابل سيادة الدولة رغم القيمة الخرافية التي وضعتها المؤتمر الوطني علي وهي 36 دولار للبرميل الواحد وظل يحاجج به فترة من الوقت اثناء سرقتهم للنفط الجنوبي ولكن رغم التنازلات قد رفضت حكومة الجنوب لعلمها بأنهم سوف ينقضون العهد قبل ان يجف الحبر الذي كتب به وحكومة الجنوب رفض الرضوخ الي سوق نخاسة الإتحاد الافريقي والقبول بتصدير النفط عبر السودان الشمالي في هذه المرحلة ما دام المؤتمر الوطني في سدة الحكم حتي وان كانت رسوم العبور دولار واحد حيث القبول يعني ضخ الملايين اللترات من الدماء في جسد المؤتمر الوطني المتهالك ويعني ايضا اعطاء مئات الالوف من الرصاصات والدانات لقتل شعب الهامش السوداني فلذا علي الاخوة في الجنوب ان يحقنوا دماء اهل الهامش في الشمال السودان بوقف كل اشكال التعامل مع حكومة البشير الي حين قدوم حكومة الشعب .
[email protected]