الحكومة تطبق نظرية (القضاء علي الحليف) على تجاني السيسي واهله الدارفوريين:

الحكومة تطبق نظرية (القضاء علي الحليف) على تجاني السيسي واهله الدارفوريين:
هذا المقال سنكرسه بحول الله  لمعالجة ثلاثة محاور مترابطة مع بعضها البعض وهى:

المحور الاول : هو قراءة لمعاملة حكومة المؤتمر الوطنى ل (حليفها) د تجانى السيسى رئيس حركة التحرير والعدالة  شريكة حكومة المؤتمر الوطنى من خلال اتفاقية الدوحة — وذلك بتطبيق نظرية (القضاء على الحليف) العسكرية (الميكا فيلية) على حركة التحرير والعدالة وذلك من خلال نموذجين من الاحداث الدامية الموجهة من المؤتمر الوطنى ضد حليفتها (حركة التحرير والعدالة) — وهما حسي الترتيب الزمنى — النموذج الاول هو الكذبة البلقاء التى اعلنت فيها الحكومة انها حققت انتصارا على المتمردين — وقتلت — وغنمت راجمة –الخ وتبين ان هذا كذب من القول وزورا —  وان الغنيمة هى (اتفاقية الدوحة) — والحادثة الثانية هى (كمين) الابادة والقتل ورمى الجثث فى الترع التى وقعت للطلاب الدارفوريين بجامعة الجزيرة الذين يطالبون بالاعفاء من الرسوم الجامعية بناءا على حقوقهم المكتسبة بموجب اتفاقية ابوجا — والغير قابلة للنزع — والتى كرستها اتفاقية الدوحة بين الحكومة وحركة تجانى السيسى   
والمحور الثانى : هو لماذا تظاهر اهل المركز لقتل الدارفوريين فى جامعة الجزيرة ولم يتظاهر الدارفوريون فى مدنهم وفى معسكرات النزوح واللجوء؟
والمحور الثالث هو مقعد تجانى السيسى الشاغر فى الجبهة الثورية
 
هذا — وسوف نتناول هذه المحاور المراتبطة ببعضها على النحو التالى:
لن تسمح الحكومة (لعشر) التحرير والعدالة ان (يقوم ليهو شوك)
 
لقد تتبعنا الموتمر الصحفى الذى عقدته حركة العدالة والتحرير فى الخرطوم والذى تحدت فيه د تجانى السيسي  وشكى بمرارة و حرقة من غدر الحكومة المبيت المتمثل فى الاعتداء فجرا على قوات حركته القادمة من الجنينة فى طواف ادارى وطلب د تجانى تحقيقا محايدا من قوات اليوناميد حتى تعرف الدنيا كلها الحقيقة وهي ان قوات حكومة الموتمر الوطنى قد تغدت بحليفتها فى ضربة استباقية قبل ان تقوى سواعد التحرير والعدالة
لقد كذبت حركة التحريرر والعدالة مزاعم كبر ومزاعم حكومة الموتمر الوطنى والتى اعلنوا فيها ان الجيش السودانى قد حقق انتصارا على قوات الجبهة الثورية وكشفت الحركة الحقيقة ناصعة للشعب السودانى ولاهل دارفور بصورة خاصة وهى ان الحكومة السودانية قد غدرت بحركتهم و اتتها من مامنها ومن حيث لا تحتسب — فقتلت الحكومة قوات حلفائها وغنمت اسلحتهم
وعلى صلة بذات الموضوع فقد اصر والى شمال دافور كبر  على ان القوات التى ضربتها الحكومة هى قوات معادية بدليل ان الراجمة (الغنيمة) كانت معباة بالنيران الحية وجاهزة للضرب.
نظرية القضاء على الحليف اللا اخلاقية:
نظرية (القضاء على الحليف) وثق لها ميكافيللى فى كتابه (الامير) وفكرتها تقوم على القضاء على الحليف بمجرد ان يستنفذ غرضه — لانك ان تركته بعد ذلك سيتحول الى شريك او يستحوز على كرسيك  — وهى بذلك نظرية براقماتية غير اخلاقية
اذا ربطنا بين هذه النظرية الانتهازية وبين ممارسات حكومة الخرطوم وحكومة الوالى كبر نجد ان الاخيرتين تطبقان هذا النظرية بحذافيرها، على حليفتها حركة التحرير والعدالة  (كما فعلتها من قبل مع جيش الرب اليوغندى — ومع المعارضة التشادية — والمعارضة الجنوبية فى الخرطوم) ، فحكومة الخرطوم المتمادية فى نقض العهود تعلم يقينا ان اتفاقها مع التحرير والعدالة هو للدعاية ولاغراض الاعلام لاغير ،، وان الهدف من الاتقاقية هو  تمديد عمر النظام ،، واكبر دليل على ذلك هو ان الحكومة لم تف بالتزامتها تجاه التحرير والعدلة ،، (بما فى ذلك حرمان الطلاب الدارفوريين من حقهم المكتسب فى التعليم الجامعى المجانى)  وقد قامت  الحكومة باستيعابهم فى الاجهزة الامنية وفى حزب الموتمر الوطنى ،، وهذا النوع من الاستيعاب يحولهم الى (تابعين) وليسوا (شركاء ) والفرق شاسع شاسع
اما الوالى كبر فانه يخاف على كرسيه لذلك لم يكن سعيدا ولا مرحبا فى اى لحظة بحركة التحرير والعدالة ،، وهو يرحب باتفاقية الدوحة فى حدود الماكلة المالية المتوقعة من الاموال القطرية واموال المانحين المرتقبة (وهيهات)،، وفات عليه ان المانحين يعلمون جيدا حجم الفساد الانقاذى الاسلاموى — الذى لا يمت الى الاسلام بصلة.
حكومة المؤتمر الوطنى تدرك ان السلاح قوة تزين الرجال وتعطيهم ابهة ،، والحركة التى تكون بدون سلاح ،، انها مثل الثعبان بدون اسنان او العقرب بدون شوكة ،، باختصار تكون لعبة ،، ولا تستطيع ان تضغط على الحكومة ومن باب اولى لا تستطيع التهديد بالعودة الى مربع الحرب — يا ناس الحكومة شاهدت بام اعينها حركة التحرير والعدالة (المدنية) تتسلح — وتتحول الى حركة عسكرية عصية تريد ان تلوح وتهدد بسلاحها (يوما ما) لتنفيذ اتفاقية الدوحة التى لم تنفذ منها الحكومة شيئا — ولا غرابة فى ذلك لان هذا هو ديدنها
الشى الذى ازعج الوالى كبر هو ان راجمة التحرير والعدالة كانت فى المليان ،، و هذا معناه العشر قام ليه شوك ،، باختصار هذا يعنى ان حركة التحرير والعدالة تتطلع الى الندية والشراكة وهذه الامور تتنافى مع طبيعة الانقاذ الاستعلايية ،، لذلك جنحت الانقاذ الى القضاء على سلاح حليفتها فى المهد — وكانت هذه الحادثة ضربة قاصمة لاتفاقية الدوحة — ولطمة ورسالة سالبة للذين يتفاوضون فى الدوحة  الان بغية اللحاق باتفاقية الدوحة التى تطعنها سكاكين المؤتمر الوطنى كل يوم  — وهذا يقودنا للمحور الثانى من المقال لنرى الطعنة الاليمة الاخرى لاتفاقية الدوحة.
 
 لماذا تظاهر اهل المركز لقتل الدارفوريين فى جامعة الجزيرة ولم يتظاهر الدارفوريون فى مدنهم وفى معسكرات النزوح واللجوء؟
 
احداث جامعة الجزيرة التى راح ضحيتها ابناء دارفور قد مست (بمصداقية الحكومة فى تنفيذ سلام الدوحة) ومست بمركز حركة التحرير والعدالة — وكشفت لمن تسميهم الحكومة ب (اصحاب المصلحة) ان اتفاقية التحرير والعدالة مع الحكومة فى الدوحة (اقل من حيث المكاسب لاصحاب المصلحة) من اتفاقية ابوجا التى امنت الاعفاء من الرسوم الجامعية (لكل ) الدارفوريين — وبلا استثناء — وبدون شروط — وبدون اى لف ودوران — لقد ثيت للدارفوريين و من تسميهم الحكومة باصحاب المصلحة من خلال دفوع الحكومة فى قضية حق التعليم المجانى للدارفوريين ان اتفاقية التحرير والعدالة مع الحكومة قد (نالت  من حقوقهم المكتسبة — ومسخت حقوقهم بموجب اتفاقية ابوجا )– ان الحكومة تتزرع  بان الاعفاء من الرسوم الجامعية طبقا لاتفاقية (الدوحة) ليس لمطلق دارفورى — وانما فقط لابناء النازحين واللاجئين ممن يثبت انه غير قادر على دفع الرسوم — يتضح مما تقدم ان (اصحاب المصلحة) فى دارفور اكتشفوا ان اتفاقية التحرير والعدالة كانت (كارثة عليهم) فيما يخص حقوقهم المكتسبة فى التعليم الجامعى المجانى –وهى حقوق غير قابلة للنزع — وغير قابلة للمسخ — لان تجانى والتحرير والعدالة لا يملكون اى شرعية لابرام اتفاقية تنزع الحقوق المكتسبة للدارفوريين  — فالشرعية اما مصدرها صندوق الانتخابات — او الثورة المسلحة وحركة التحرير والعدالة لا تملك  اى من الشرعيتين حين ابرمت اتفاقية الدوحة.
ونعود الى سؤالنا الذى افتتحنا به المحور الثانى للمقال وهو — لماذا تظاهر اهل المركز لقتل الدارفوريين  ولم يتظاهر الدارفوريون انفسهم فى مدنهم  وقراهم — وفى معسكرات النزوح واللجوء؟؟!!  للاجابة على هذا السؤال افيد بالاتى:
(1)  المعاملة التى يتلقاها اهل دارفور جميعا من حكمومة الخرطوم هى معاملة (دولة احتلال) ووضع شعب دارفور تحت حكم الانقاذ هو وضع (شعب تحت الاحتلال) — وللحقيقة  هكذا كانت تعامل الحكومة الجنوبيين (الذين انفصلوا) والجنوبيين الجدد فى جبال النوبا والانقسنا — فطبيعة دولة الاحتلال انها تتعامل مع(شعب دارفور كله) باعتباره (عدو) وليس المتمردين وحدهم الاعداء  لذلك فان الحكومة تضرب بيد من حديد حتى (اطفال المدارس الابتدائية   فى نيالا بيد من حديد — وتطلق عليهم الرصاص الحى — فالحكومة  (مكجنة) الدارفوريين) عديل كده — وترى فيهم جميعا روح الشهيد د خليل ابراهيم  الذى هزمهم — ولا تحتمل الحكومة اى شكل من اشكال المقاومة المدنية السلمية من الدارفوريين لذلك يرى كثير من الدارفوريين انهم مستهدفون من الحكومة لذلك من غير الحكمة منح الحكومة الفرصة لابادتهم
(2) تثمن حركة العدل والمساواة خروج اهل المركز فى مظاهرات قوية مناصرة للدارفوريين الذين ابادتهم حكومة المؤتمر الوطنى فى جامعة الجزيرة وقد شجعهم على الخروج معزتهم للشهيد د خليل وقد نما الى علمهم ان سلطات الامن قد اعتقلت  كريمته الطالبة فى جامعة النيلين — فالشعب السودانى يبجل الابطال — ودونكم تعاطف الشعب السودانى مع الشهيد (البطل) محمود محمد طه لوقوفه امام النميرى ولعدم انحنائه له ولقاضاته غير المؤهلين  — فالشعب السودانى يقدر للفارس د خليل انه البطل الوحيد الذى غزاء حكومة المؤتمر الوطنى فى عقر دارها — وانتصر عليها — ومرغ انفها فى التراب — وعاد الى حيث اتى سالما غانما. فخروج اهل الخرطوم وشندى وعطبرة وبورتسودان وكوستى والجزيرة ابا — الخ له مدلول عميق فى نفوس الجبهة الثورية — يتسامى على ذهنية احزاب المركز التى تراخت فى دعم ومساندة ونصرة قضية ابادة الدارفوريين — وتحويلها الى قضية سياسية لاسقاط النظام.
(3) اننا فى حركة العدل والمساواة ندعو النازحين واللاجئين الذين تسميهم الحكومة باصحاب المصلحة الى التظاهر من داخل معسكراتهم والتعبير عن مظالمهم بالصوت والصورة — وتوصيل مظالمهم فقضيتهم (كنازحين ولاجئين) هى قضية انسانية بحته من السهل ان تهز ضمير العالم– اننا ندعوهم لاضاءة الشموع مناصرة لشهدائهم الذين ابادتهم الحكومة فى جامعة الجزيرة ودفنتهم فى الترعة على طريقة (دفن الليل اب كراعا برة)
 
المحور الثالث لمقالى هو مقعد تجانى السيسى الشاغر فى الجبهة الثورية– وهذا المحور هو قراءة لمستقبل علاقة حركة التحرير والعدالة مع حكومة المؤتمر الوطنى — وهو مستقبل بائس — وهذه الحقيقة يعلمها القاصى والدانى — وذلك ان الحكومة لا تلتزم باى اتقاق — واتفاقيات السلام عند الحكومة هى شكل من اشكال الحرب و (الحرب خدعة) — الاتفاقيات عند حكومة الخرطوم هى مناورات– وليس ا لا — والمرجو من اتفاقية والتحرير والعدالة ان تجلب المال القطرى واموال المانحين للسودان لتغطى الحكومة بهذه الاموال حالة الافلاس التى تعانيها بسبب انفصال الجنوب — و ذهاب الجنوب بخيراته وبتروله — و قد كذب الذين يقولون ان الجنوب كان عالة على الشمال .
مقعد تجانى السيسى شاغر فى الجبهة الثورية لان مصير اتفاقية التحرير والعدالة (الدوحة) مع الحكومة سيكون ذات مصير (نيفاشا) و (ابوجا) ولن يكون امام السيسى الا اللحاق بالجبهة الثورية ليجلس على كرسيه الشاغر  بجوار مالك عقار وعبدالعزيز الحلو ومنى اركو الذين غدرت بهم الحكومة فى طاولة نيفاشا وابوجا

ابوبكر القاضى
الدوحة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *