الحزب الحاكم في السودان يتجه نحو تأجيل الانتخابات بطلب من الترابي

أغلبية قوى المعارضة السودانية تعرب عن رغبتها في تأجيل البت في الانتخابات، داعية في مرحلة أولى إلى تشكيل حكومة قومية.
العرب
المهدي: إجراء الانتخابات في أبريل يعتبر ‘كابوس’
الخرطوم – ألمح حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى إمكانية تأجيل الانتخابات المزمع إجراؤها مطلع أبريل من العام القادم.
جاء ذلك إثر إعلان زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي عن مساع لإقناع الحكومة بتمديد أجل الانتخابات “حتى يتسنى للأحزاب مخاطبة جماهيرها”، مشيرا في إحدى خطبه إلى أن قبول حزبه بمبادرة الحوار المثيرة للجدل والتي دعا إليها الرئيس عمر البشير جاء بهدف “إرجاع السلطة إلى الشعب”.

وأكد إسماعيل حاج موسى عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني إمكانية تأجيل الانتخابات، إذا أفضى الحوار مع القوى السياسية إلى ذلك.

وقال “لا مانع من ذلك إذا حدث توافق بين القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني والحكومة”، مستدركا أن إجراء الانتخابات في موعدها استحقاق دستوري، باعتبار أن السلطات التشريعية والتنفيذية ورئاسة الجمهورية تنتهي مدتها بعد 5 سنوات من آخر انتخابات.

يذكر أن البشير كان قد أكد منذ فترة إصراره على إجراء الانتخابات في موعدها، منتقدا الأصوات القائلة من داخل حزبه بإمكانية التأجيل.

وكانت أغلبية قوى المعارضة السودانية قد أعربت عن رغبتها في تأجيل البت في الانتخابات، داعية في مرحلة أولى إلى تشكيل حكومة قومية تتولى بعدها تحديد سبل وتوقيت إجراء الانتخابات. ووصف الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وهو أحد أبرز الأحزاب السودانية المعارضة إجراء الانتخابات في أبريل بـ”الكابوس”.

واعتبر رئيس حزب الأمة، مؤخرا، أن «استمرار النظام معناه أن نفس السياسات والأشخاص الذين حكموا البلاد ربع قرن من الزمان وأوصلوها إلى هذه الحالة سيستمرون، وما إجراؤهم للانتخابات إلا اتباع لسنة طغاة الشرق الأوسط”.

ورأى أن الخيار البديل هو أن تتفق كل القوى السياسية والمدنية والمسلحة للمطالبة بنظام جديد يحقق السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي الكامل، وتعهد بالمضي في العمل لإبرام الاتفاق الجامع لكل هذه القوى. وحسب مراقبين فإن تأجيل الانتخابات إذا ما صح فالهدف منه هو إتاحة الفرصة لتوحيد صفوف الإسلاميين وإعادة تقسيم أدوار السلطة بينهم، وذلك استباقا للتطورات المتوقع حدوثها في السودان والتي تبرز مؤشراتها في التحركات الأخيرة التي تقودها قوى المعارضة خاصة «العلمانية»، فضلا عن حالة الغليان التي يشهدها الشارع السوداني نتيجة تردّي الوضع الاجتماعي والأمني.

وكانت المفوضية القومية للانتخابات في السودان، قالت إنها تلقت طلبات من أحزاب سياسية لتأجيل العملية الانتخابية، إلا أن الرئيس البشير تمسك بتنظيمها في موعدها المحدد دون انتظار نتيجة الحوار مع القوى السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *