الحرب القادم في الشمال ما بعد الإنفصال
ادريس محمود
منذ عشية إستقلال السودان في 1956 الي يومنا هذا والجندي السوداني لم يأخذ استراحة في قتل المواطن السوداني إلا بضع سنوات متفرقة بعد إتفاقية اديس ابابا ، وهكذا العقلية الامنية المسيطرة علي حكم البلاد لا تستطيع العيش دون الولوغ في الدماء لإشباع رغبتها الاستبدادية وشعب الجنوب المنفصل قد نالوا الحظ الاكبر ثم تلتها شعب غرب السودان والنيل الازرق وشرق السودان وحتي اهل اقصي الشمال السوداني لم ينجو من بطش المركزية المتسلطة علي رقاب اهل السودان والمناطق التي لم تتأثر بالحرب في السودان هي مناطق من حكموا السودان منذ الإستقلال المضروب ، فلذا من كان يظن بأن حال السودان سوف تستتب فيها السلام فانها درب من الخيال ما دام العقلية الحاكمة هي نفس العقلية التي سرقت الإستقلال وفرق الشعب السوداني وقاتلهم تارة باسم العروبة والاخري باسم الدين والسيادة الوطن ، والوضع في السودان اشبه( برجل إئتمنه أهل القرية علي بقرة حلوبة و له عدد من الرعاة وواجب بعضهم ان يطعموها ويرعوها احسن الرعاية واخرون بأن يحلبوا البقرة ويقدموه لصاحب العز، وصاحبهم استكبروتفرعن عليهم وعندما يشرب من الحليب ويرتوي يذهب به الي الجيران كفضل منه للأخرين واذا غضب من الجيران لإي سبب سكب الحليب في الارض بدلاً من اعطاءه للرعاة لكنه كان يظن انه افضل منهم ويخاف ان يعشموا في المشاركة واستمر الحال لسنوات عدة الي ان غضب بعض الرعاة واشهروا سهامهم لقتل البقرة والبقية من الرعاة كانوا يدافعون عن البقرة المقدسة بشراسة ومع مرور الزمن قد اصابت بعضهم اليأس نتيجة حرمانهم والوهن الذي إستشري في اجسادهم فقرروا ان يسكبوا الحليب او يأخذوها قبل ان يصل الي صاحب العز وبداؤا يشهرون الكرباج والسكاكين وعندما استعصا الأمر في حماية البقرة من الرعاة الغاضبين تنازل السيد المكابر وقطع وعداً للذين يريدون ان يقتلوا البقرة بمنحهم عجلة البقرة بعد خمسة سنوات وان ياخذوا نصيبهم من الحليب الي حين ذلك وتم الأجل واخذوها وهم فرحون وذهبوا به الي سهول الجنوب ، وأعطي بعض من البقية قليل من الحليب ممزوج بالماء ولكنهم قد عرفوا إنها مغشوش ورفضوها وبعدها بداء غليان الدم في عروقهم وقرروا إما ان يقتسموا الحليب وإما ان يقتلوا البقرة وعندها لا حليب ولا بقرة حيث لا يوجد عجل ولا عجلة وعندما استكبر العزيز قتلوا البقرة في منتصف النهار وأخذوا معهم نصيب الاسد من لحم البقرة وهم يقولون ان لم نشرب حليبه نأكل لحمه وكلنا في الهواء سواء والعزيز يبكي نادما من جشعه) ان هذا الحال هو ما يؤرق أهل السودان في الفترة المقبلة ما بعد الإنفصال وإستإثار النخبة المركزية للحكم وتكريسها وحرمانهم للاخر في حياة كريمة في وطنه يخلق اكثرمن قتل البقرة ويتعدي الي قتل صاحب البقرة ان كان هو صاحبه وإن المررات في النفوس لا يمكن محوها بإتفاقيات زائفة او إستراتجية وهمية الغرض منها خلق اكبر شقاق في ما بينهم كي يقتل بعضهم البعض ويبقي هو بعيدا متفرجا ينعم بحق الأخرين واطالة معاناة المحرومين وخلق اجيال من الفاقد التربوي ولا يمكن ان تستمر هذا الحال و المرحلة المقبلة تتغير الأساليب والتكتيك وتعلوا سقوفات المطالب بالنسبة لقضية دارفور وكردفان حسب التعداد السكاني في دولة السودان المتبقية وقضية تقرير المصير ليست هم اهل دارفور وكردفان وكيف للاغلبية تنفصل من الاقلية ان ارادت الاقلية الإنفصال فلها وحيث تواجد العنصر الغربي في السودان متمددة حتي شرق البلاد ولديهم اكثر من ثلثي الاقليم الاوسط والعاصمة القومية ، علي المركزية الحاكمة عن تعي الأمر قبل فوات الاوان وإلا قتلت البقرة المقدسة وتفرق الناس.