الجبهة الثورية السودانية.. اجتاز الصعاب..

بقلم : أحمد قارديا خميس.
[email protected]
لا يختلف اثنان من متابعي الوضع السوداني علي قول ان السوادان يمر بأسوأ لحظات تاريخه الطويل,حيث يستمر النظام القائم بقتل السودانيين وتشريديهم في كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق خاصة والسودان عامة, اضافة الي تدمير قدراتهم وامكانياتهم, تحت سمع وبصر مجتمع أقليمي ودولي لايمكن تبرير موقفهما ولا سيما في المستويين الأخلاقي والانساني,كما لا يمكن فهم انقسامهما الي فريقين,أولهما يدعم المؤتمر الوطني في جرائمه مقدما له كل دعم اقتصادي وسياسي وعسكري قوي وفعال في قتل السودانيين وتدميرهم,وفريق أخر يدعي مناصرة السودانيين, لكنه لا يتجاوز في نصرته تقديم فتات دعم الاغاثي ومتردد وغير فعال, يطمئن النظام من جهة, ويفتح بوابة بأس واحباط أمام السودانيين من جهة اخري.
وفي الواقع, فان مشكلة السودانيين اليوم ليست في النظام الحاكم فقط, ولا في سياسات وموافق المحيط الاقليمي والدولي علي اختلافهما وتناقضهما حول الوضع السوداني, بل اضافة ما سبق, فان بعض جوانب المشكلة حاضر عند السودانيين أنفسهم سواء في المستوي الشعبي أو في صفوف الأحزاب السياسية أو علي المستوي المعارضة المسلحة حيث تتزايد الظواهر السلبية وتتدهور السياسات والممارسات,وأغلبها يتناقض مع روح الثورة السلمية أو الثورة المسلحة واهدافها, ويكشف تردي وضع بعض الاحزاب السياسية في اتجاه الثورة. من دون أن يستثني مما سبق فان الجبهة الثورية السودانية وهي الأبرز في تشكيلات المعارضة السودانية من حيث العمل في الفترة الأخيرة.
واذا كانت فكرة معالجة أوضاع الجبهة الثورية السودانية حازت اهتمام الغالبية العظمي من الشعب السوداني رغبة أو تأييدا, فان تلك الفكرة كانت محور اهتمام قوي من الجبهة الثورية السودانية, مما طرح فكرة (وثيقة الفجر الجديد) باعتبارها طريقة لمعالجة واقع المعارضة السودانية والوضع في السودان بصفة عامة, بضم الكثير من الشخصيات السياسية من الاحزاب السياسية وشخصيات من الحراك الشعبي, ولم يكن هدف التوسعة زيادة عدد المشاركين في الجبهة الثورية السودانية وانما احداث تطورات في واقع السوداني وتوجهاته, وهو ما يتناول قضايا مفصلية, بمثابة ضرورات لابد منها مثل القضايا السياسية والعسكرية والتنظمية لتفعيل العمل الثوري بالسودان.
لابد من وضع برنامج عمل سياسي للجبهة تشترك مع معظم المعارضة السودانية عامة, ويحدد المسارات والاهداف التي تسير الجبهة الثورية عليها من أجل متابعة أوضاع الشعب السوداني في الداخل والخارج, ومنها العمل علي انضمام الحركات المسلحة خارج الجبهة الثورية, وايضا لابد من انزال البناء الهيكلي للجبهة الي المستويات الدنيا بما يتناسب مع المهمات المطروحة وتعزيز صمود السودانيين في مواجهة النظام, والعمل علي انتصار ثورة الشعب السوداني وتحقيق أهدافها في أسقاط النظام، واقامة نظام ديمقراطي تعددي, يحقق العدالة والمساواة لكل السودانيين. ورسم التعامل مع القضايا الطارئة ومنها مشكلة دولة جنوب السودان ومشكلة وجود المرتزقة الارهابية من مالي والنيجر وهذه المشكلات لها تاثير في المنطقة.
ان اخراج المعارضة السودانية من اشكالها وتحقيق اصلاح جذري فيها من النواحي السياسية والتنظمية يشكل عبئا كبيراً علي الجبهة الثورية في المرحلة الراهنة ولكنه يبقي في اطار الضرورات القصوي التي لا يمكن الحيدان عنها, وهذا يتطلب من الجبهة الثورية السودانية التقدم المباشرة بما هو مطلوب وليس التأخير والمماطلة علي نحو ما يحدث في السودان.برغم من اثار السلبية للحرب من الموت والدمار ومع ينتجها من الايتام والارامل والثكالي,ولكن الحرية ليست لها الثمن.لابد من الجبهة الثورية السودانية اجتاز الصعاب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *