التعذيب سلاح انقاذي

 
 حسن اسحق/ اي عملية تغيير لا بد ان يعقبها ازالة فزاعات الخوف الموجودة  ،والمنتشرة كالمرض في المجتمع .ان السودان بتاريخه السياسي الطويل استطاع  ان يزيح ديكتاتور جاء بانقلاب عسكري علي الحكم سنة 1958واستمر ستة سنوات  وازاحوه عام 1964 في اكتوبر ،الا وهو الجنرال عبود،وعندما وقف الشعب صفا  واحدا ورافضا سياسة حكمه تنحي وكانت قوة الشعب في كلمته وخروجه الي  الشارع يوضح مدي احساس الحاكم والرئيس بغضب جمهوره ،فلم يقل عبود  للمتظاهرين شيلوا كفنكم معاكم ولم يتلفظ بمايقوله العصابة  الاسلاموية.وكررها السودانيون مرة اخري طردودا بها الانقلابي جعفر نميري  في مارس /ابريل 1985 بعد ان استمر 16 عاما في الحكم ،وظن انه باقي الي  حين تقوم الساعة .كلاهما جاء بانقلاب عسكري ولكن الشعب السوداني قال  كلمته في النهاية ،مادايرين انقلابي ،ومسيرة الديمقراطية في بلد كالسودان  تحتاج لفترة نضج سياسي ومجتمعي وثقافي حتي تتجذر في العروق الداخلية  للدولة،ولكنها تقتل في مهدها في فتراتها الاولي .السودانيون خرجوا مرتين  في ثورتين اكتوبر وابريل واسقطوا عبود ونميري .لكن هذه المرة التي خرجوا  في ايلول/سبتمبر،ليست كسابقاتها من الثورات سالت فيها الدماء انهار  واطلقت الاعيرة النارية بطريقة عشوائية،هناك من اصابته في الرأس والصدر  والارجل .لقد ثار السودانيون في زمن الانقاذ،في عهد الاجهزة المخصصة لقتل  وقمع المتظاهرين من مجندين وامن شعبي ومليشيات ،دربوا علي ازهاق ارواح  المواطنين ،جيشوا لهذه المهام القذرة ،اطلاق رصاص علي جمع من المتجمهرين  ،او رفع متظاهر علي العربة وضربه بالسياط لاذلاله واسكاته الي الابد .ان  الاسبوع الاخير من الشهر الماضي،هو اسبوع كارثي دموي،اذلت الاجهزة  السلطوية من تشاء وقتلت واعتقلت وسجنت وحكمت وفرضت غرامة مالية علي بعض  المناوئين لسياستها بهدف اخراسهم .ومارست القتل في كل بقاع السودان وتكشف  المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الانسان ان القتلي بنيران الامن  السوداني 230 سوداني،وعدد المعتقلين تجاوز الالفين.ان اسلوب التعامل  الراقي مع اهل الا نقاذ لا جدوي منه.ان من تعود سفك الدماء لا يري في  دماء الابرياء السلميين اي حس تعاطف ،الاف الارواح لم تثنيهم في الجنوب  المستقل ،وبقية الاقاليم،هؤلاء في سبيل وجودهم الدائم،يقتلون ويغتالون كل  السودان من  اجل مصالحهم ومناصبهم،اما معظم الشعب حسب تفكيرهم فليمت  نصفه،ان تفكير هذا النظام يسعي دائما الي وضع السودانيين في المراحل  الاخيرة.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *