الترابى وكدايس نظام الخرطوم

الترابى وكدايس نظام الخرطوم

صابر أتير – نبراسكا – الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]

الدكتور حسن عبد الله الترابى رغم اختلافى معه أيدلوجيا إلا اننى اعترف بانه من الأرقام السياسية التى يصعب تجاوزها فى ملعب السودان السياسي ,الرجل  لم يخدمه تاريخ اسرته ليكون احد زعماء السودان كحال السيدان محمد عثمان الميرغنى والصادق المهدى وأولاده وبناته الذين قدم لهم السودان فى طبق من ذهب حتى صارت كلمة ( ديمقراطية) تعنى (مجلس السيادة لآل الميرغنى) و (رئاسة مجلس الوزراء لآل المهدى)و البقية رعية, فزواج الدكتور الترابى من أشراف بيت المهدى  لم يخدمه كثيرا ولم تحوله ( وصال) ليكون من (المؤلفة قلوبهم)فى بيت المهدى, فالرجل تربع على عرش الاتجاه الاسلامى السودان منذ ان كان يافعا وزاده تعليمه وثقافته الإفرنجية دهاء فى أمور السياسة فالرجل يملك مفاتيح متعددة للعبة السياسية ويجيد تغيير مواقع القتال أكثر من غيره, وواهم من لا يعمل للرجل ألف حساب . اما عبارة ( كدايس) التى وردت فى عنوان  المقال ليس المقصود بها إساءة احد بتشبهه بالكديس كعادة أهلنا فى الخرطوم, ( فالكديس) التى اقصدها هى ( وظيفة)مهمة فى (خلايا) الحركة الاسلامية واليكم تفسيرها : عند انضمام الشيوعيين السابقين للحركة الاسلامية(كيف ما عارف)ومنهم الاستاذ أحمد سليمان المحامى والاستاذ عبد الباسط سبدرات وآخرين , راى الدكتور الترابى الاستفادة من خبراتهم الشيوعية فى إعادة ترتيب البيت الاسلامى (بالطريقة الشيوعية) بتكوين خلايا للحزب وتوزيع أدوارها ,ولتلك الخلايا (صفات واسماء) مثلا ( الصعاليك , الملتزمون,التجار , الإعلاميين , الجيش(العضوية)  بالإضافة للفنيين وهم ( الامنجية) وينقسمون الى حراسة وإحصاء وكدايس ومهمة الكديس هى ( السطو على مكاتب الأعداء ومنازلهم والاستيلاء على المستندات يعنى بالبلدى كدة ( تلوب ) وقد مارس هذه المهنة المهندس صلاح قوش تحت اشراف ( أمين حسن عمر),كل تلك الاشياء من بنات أفكار دكتور الترابى وتخطيطه . تمرد الرجل كغيره من الأحزاب ضد الرئيس الراحل جعفر نميرى وكونوا الجبهة الوطنية ( لاحظو كلمة جبهة) وقادوا العمل المسلح ضد النظام الذى تم تتويجه بغزوة  محمد نور سعد للعاصمة عام 1976 والتى اسماها النظام (كالعادة) بالمرتزقة وعند فشلها صالح الجميع نظام نميرى ومنهم الترابى الذى اتخذ سلاحا اخرا وهو تدمير النظام من الداخل وكان الترابى اللاعب الاساسى فى سقوط النظام وتم تكوين الحكومة الانتقالية من اسلامى الترابى (الخلايا النائمة )أمثال المشير سوار الدهب والجزولى دفع الله .
اما ثورة الإنقاذ فلها حكاية تانية خالص , أولا عمر البشير لم يكن إسلاميا منظم كان عسكري ( وبس)ولم تكن له اى انتماءات حزبية ولم يعرف السياسة ولو لا الموت المفاجئ  للعميد طيار مختار محمدين القائد الذى اختارته الجبهة الاسلامية لقيادة ثورة الانقاذ والذى اسقط الجيش الشعبى طائرة الميج التى كان يقودها فى سماء مدينة الناصر لما عرف الشعب السودانى عمر البشير الذى اتى به المهندس الطيب مصطفى واقتنع به الترابى وقاد الانقلاب وان شريط البيان رقم واحد  تم تسجيله بمكاتب منظمة الدعوة الاسلامية(تم تكرار التصوير أكثر من مرة لان البشير كان مربوكا ويتصبب عرقا) وكان المصور (نور الله)من نال شرف التصوير ,وبعد نجاح الانقلاب تم تقسيم نظام الحكم فى السودان الى نظامان ( رسمى وشعبى) الرسمى يديره المؤلفة قلوبهم اما الشعبى فمن مسئولية الحزب ( كل مسئول رسمى يوازيه مسئول شعبى ) وتم التقسيم كالاتى 🙁 الدولة , ولايات , محافظات , محليات , مراكز , مدن , احياء ومربوع) لكل تلك التقسيمات ( رئيس , والى , محافظ ,مسئول محلية ,مسئول مركز , مسئول المدينة , ثم مسئول الحى ومسئول المربوع)ولكل من هولاء مكتب مكون من ( مكتب الاستقطاب ,الاستثمار,والمكتب الفنى الذى يحتوى على مكتب الاحصاء والمكتب الامنى ( الحراسة والكدايس) , وعلى كل تلك المكاتب ان ترسل تقريرا يوميا من اصغر تمثيل ( المربوع) الى ان تسلم للرئيس الشعبى والذى كان على قمته الدكتور حسن عبد الله الترابى  واستمر الرجل فى قمة الهرم عشر سنوات الى ان تم إقصائه عام 1999 والتي عرفت بالمفاصلة , ومن خلال هذا السرد لا شك بان الرجل يعرف بطون الأمور أكثر من الذى يتباهى به نافع على نافع وصلاح قوش وان المؤتمر الشعبى له عيون وآذان على كل مستويات حكم نظام المؤتمر الوطنى من المربوع الى القصر الجمهورى , ولا يعقل ان يملك الترابى البشير (مستجد الحركة الاسلامية) كل اسرار الحزب خاصة الخلايا النائمة,وعليه فان الدكتور الترابى هو الوحيد وحزبه يمكنه تفكيك هذا النظام وبسهولة ان أرادوا ذلك أو ربما الحكاية مسألة وقت , اما الضجة والجوطة التى يحدثها نافع على نافع لن تنفعه   والجماعة ,وهل احصى صلاح قوش بقية ( الكدايس) ؟ ام هناك من الكدايس من يملك ارقام حساباتهم المالية وما بها من مال عام وعناوين عقاراتهم فى كل من ماليزيا وتركيا , وهل تم تحديد كل مخابئ السلاح فى الخرطوم ام ان الدكتور خليل أمير الدبابين السابق يملك جزء من الخارطة ,وهل تم حصر كل أشرطة الفيديو ام أخذها معه مسئول الاحصاء الذى أصبح يغرد خارج السرب والذى ملكنى قليل مما يعرف ,والكدايس مالية البلد يا نافع واسال على عثمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *