البشير يجدد التزامه بإجراء الاستفتاء وتطبيق “الشريعة الإسلامية”

جدد الرئيس السوداني عمر البشير التزامه بإجراء استفتاء جنوب السودان في موعده والاعتراف بنتائجه، وأكد تعهداته السابقة بتطبيق قوانين إسلامية في حال انفصال الجنوب.

وقال البشير في خطاب في القصر الجمهوري بالخرطوم بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاستقلال السودان “نجدد التزامنا بالتاريخ المتفق عليه والنتيجة التي سيسفر عنها”.



وجه البشير نداء للقوى السياسية


وأضاف البشير ألا “ظروف استثنائية” ستنشأ بسبب الاستفتاء، في إشارة على ما يبدو للمخاوف الأمنية التي تعتري البعض مع اقتراب موعد الاستفتاء في التاسع من يناير/ كانون الثاني.


وبالمقابل جدد البشير تمسكه بتطبيق “الشريعة الإسلامية” في شمال السودان في حال انفصال الجنوب.


لكنه أشار هذه المرة إلى أن تطبيق القوانين الإسلامية سيكون وفق منهج “يراعي الوسطية”، مضيفا “إذ لا إكراه في الدين”.


“أبواب مشرعة”

وتطرق البشير إلى جهود الحكومة السودانية في ملف دارفور قائلا “ولا يخفى أننا عملنا من أجل السلام وظللنا نمد يد الصلح”.


وناشد أبناء دارفور للعمل من أجل السلام، مضيفا “ستبقى أبوابنا مشرعة لمن يريد أن يعمل وفق النظام الدستوري”.


وردا على دعوات أطلقتها المعارضة السودانية مؤخرا بتكوين حكومة قومية، رفض البشير الاستجابة لهذا المطلب، لكنه قال “بيد أنني أدعو لتكوين حكومة ذات قاعدة عريضة”.


واضاف “أوجه نداء صادعا وجهيرا لكل القوى السياسية كي تلتقي قلوبنا وعقولنا على كلمة سواء”.


ويأتي خطاب البشير في وقت تتسارع فيه الأحداث السياسية في السودان، حيث تبقت اقل من عشرة ايام على استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان، وبعد يوم واحد من انسحاب الوفد الحكومي من مفاوضات الدوحة لإحلال السلام في دارفور، ووسط مطالبات من المعارضة السودانية بتكوين حكومة قومية.


100 ألف جنوبي


يعتبر الاستفتاء على تقرير المصير اهم بنود اتفاق نيفاشا


ويعتبر الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب أهم بنود اتفاق السلام الشامل الموقع بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب.


وعلى الرغم من أن الاتفاق الموقع عام 2005 -برعاية أمريكية وأفريقية- أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية، إلا أن العديد من القضايا لا تزال عالقة مثل ترسيم الحدود وتوزيع الديون ومنطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط.


وفي وقت سابق ذكر تقرير للأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف جنوبي سوداني عادوا من الشمال إلى الجنوب خلال الشهرين الماضيين.


كما توقعت المنظمة الدولية أن يعود المزيد من الجنوبيين خلال الأيام المقبلة.


تعهد شمالي

وكانت الحكومة السودانية تعهدت في وقت سابق بضمان إدلاء الجنوبيين بأصواتهم بسلاسة ودون تعقيدات.


لكن الحركة الشعبية أعربت عن مخاوفها من إقدام حزب المؤتمر الوطني على تزوير نتيجة الاستفتاء في شمال البلاد.


ويقول عادل محجوب موفد بي بي سي إلى جنوب السودان إن الأجواء في مدينة جوبا عاصمة الاقليم مهيئة للانفصال، حيث يتحدث الجميع عن قرب تحقيق “الاستقلال”.


واشار موفد بي بي سي إلى مخاوف في جوبا من انتشار وباء الحمى الصفراء الذي انتقل من اوغندا المجاورة.


وأضاف أن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تعملان على ألا يؤثر هذا الوباء على سير عمليات الاستفتاء المرتقبة.


مفاوضات دارفور

في هذه الاثناء لا تزال أنباء انسحاب وفد الحكومة من مفاوضات الدوحة مع متمردي دارفور تلقي بظلالها على المشهد السياسي السوداني.


واعلن غازي صلاح الدين رئيس وفد الحكومة السودانية المفاوض في محادثات السلام الجارية في قطر الخميس أن الوفد سيغادر الدوحة اليوم الجمعة بسبب استفتاء تقرير مصير الجنوب وليس بسبب فشل المفاوضات.


ويأتي الإعلان عن مغادرة الوفد الحكومي بعد يوم من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير ان السودان سينسحب من مباحثات السلام مع متمردي دارفور اذا لم يتم التوصل الى اتفاق خلال يوم الخميس.


ويقول موفد بي بي سي إلى الخرطوم لقمان أحمد إن الحكومة السودانية ربما تريد القيام ببعض التحركات الميدانية بعد الاستفتاء أو ربما وضع استراتيجية جديدة للسلام في دارفور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *