المصدر: الخرطوم – طارق عثمان
بدد خطاب الرئيس السوداني عمر البشير، الذي ألقاه مؤخراً أمام عضوية حزبه في ولاية الخرطوم، آمال الكثير من السودانيين الطامحين بالتوصل إلى تسوية سلمية لأزمات البلاد المتراكمة.ورغم أجواء التوافق التي سادت سماء السياسة السودانية عقب اتفاق خريطة الطريق، الذي وقعته آلية الحوار الوطني مع متمردي الجبهة الثورية في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، والترحيب الذي وجده الاتفاق من غالبية القوى السودانية، إلا أن لغة خطاب البشير الاخيرة تركت مجموعة من علامات الاستفهام حول مدى جديته في عملية الحوار برمتها.
خياران صعبان
ويري مراقبون أن البشير بخطابه ذلك وضع نظامه في مواجهة خيارين أحلاهما مر، وهما الانفجار الداخلي عبر الثورة الشعبية، أو مواجهة الضغوط الخارجية التي يمكن أن تقود إلى التدخل المباشر.ويقول المحلل السياسي السوداني د. صلاح الدين عبدالرحمن الدومة لـ «البيان» إن الخطاب «يمثل ردة عن مبادرة الحوار التي أطلقها البشير نفسه في يناير الماضي، ومحاولة من البشير لخلق بطولات حتى يظهر أمام انصاره بأنه الأقوى».
ويرى الدومة أن نظام البشير مهدد بخيارين، إما الثورة الداخلية المتوقعة بعيد عطلة عيد الأضحى بحسب دعوات الاحزاب والمجموعات الشبابية المناوئة له، أو مواجهة الضغوط الخارجية التي يمكن أن تكون بشكل اكثر كثافة بعد طرد السودان من المقاصة الدولية، والتي قد تفضي إلى مواجهة مع الاتحاد الافريقي الذي اعلن رفضه للانتخابات في حال أصر حزب المؤتمر الوطني الحاكم إجراؤها منفرداً، موضحاً أن الاتحاد الافريقي أصبح كياناً إقليمياً قوياً.
بدوره، يرى المحلل السياسي حسن إسماعيل أحمد أن ما يعصم البلاد من الصراع ليس الخطاب التخويفي، وإنما اتخاذ التدابير التي تمنع حدوث الصراع، من خلال وقف حالة الاستقطاب السياسي الحادة التي يمارسها حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والاستجابة لحوار وطني شامل.
ويضيف أحمد أن البشير لم يقدم منذ دعوته للحوار في يناير الماضي أية تنازلات مقنعة للقوى المتحفظة على الحوار، فضلاً عن أن الحوار لم يتقدم اي خطوة ملموسة.
ويشير إلى أن خطاب البشير مؤخراً يقرأ وكأنما البشير يريد حواراً وفقاً لشروطه هو، وهذا ما ترفضه القوى السياسية المعارضة، محذراً من ان عدم تقدم الحوار واستمرار الاعتقالات يمكن ان يعجلا بانفجار الاوضاع.
دعوات للاحتجاج
وفي اتجاه مواز كثفت مجموعات شبابية مناوئة للحكومة دعواتها للخروج والاحتجاج لاحياء ذكرى احتجاجات سبتمبر من العام الماضي، والتي قضى فيها العشرات عقب قرارات الحكومة برفع الدعم عن بعض السلع والمحروقات. غير أن وزارة الداخلية السودانية نفت رصدها أية تحركات الهدف منها إحداث احتجاجات شعبية.
انتشار أمني
أعلنت شرطة ولاية الخرطوم نشر 16 ألف شرطي لتأمين العاصمة خلال فترة عيد اضحى. وأكد مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق محمد أحمد علي، عقب اجتماع لهيئة الشرطة شارك فيه جهاز الأمن والمخابرات، جاهزية الشرطة لتأمين الخرطوم وبسط هيبة الدولة، وتهيئة اجواء لقضاء عطلة عيد آمنة وهادئة. البيان