الخرطوم – النور أحمد النور
الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠١٣
تعهد الرئيس السوداني عمر البشير أمس، بحسم و «قطع دابر» من وصفهم بـ «المخربين وحملة السلاح وقطاع الطرق والعملاء» قبل انقضاء العام الحالي، متهماً إياهم بتسريب معلومات إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بارتكاب جرائم حرب وإبادة في إقليم دارفور. وهدد بمواجهة من يريد التخريب بـ «البندقية».
ورحب البشير خلال خطاب جماهيري ألقاه في منطقة أبوزعيمة الواقعة في ولاية شمال كردفان المتاخمة لإقليم دارفور (غرب)، بالراغبين في السلام ووعد بتحقيق السلام في البلاد. وأضاف: «مَن يريد السلام وخدمة البلاد فمرحباً به ومن يريد التخريب بالبندقية، سنلاقيه بالبندقية».
وانتقد الرئيس السوداني تباطؤ السفارة الأميركية في الخرطوم بمنحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك، مستخفاً بقرار توقيفه الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية.
في هذه الأثناء، أوصى المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، مجلس شورى الحزب، بفصل ثلاثة من قادته لمطالبتهم بالإصلاح، هم كل من مستشار الرئيس السابق غازي صلاح الدين ووزير الأوقاف السابق حسن عثمان رزق وعضو البرلمان والمحافظ السابق فضل الله أحمد عبدالله في خطوة أعادت إلى الأذهان انقسام الحزب في نهاية عام 1999.
وصرح رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر الذي كلّفه البشير محاسبة المطالبين بالإصلاح، عقب اجتماع المكتب القيادي للحزب الحاكم الذي خُصِّص لمناقشة «المذكرة 31» المُقدمة من كوادر في الحزب تطالب بالإصلاح، بأن «التقصي أثبت أن تلك المجموعة قادت عملاً منظماً في موازاة حزب المؤتمر الوطني وتعقد اجتماعاتها باستمرار في منزل غازي صلاح الدين وهي محصورة فقط في فئات محددة». وأضاف أن «تلك المجموعة أجرت اتصالات بأحزاب أخرى، مقترحةً إيجاد تحالفات سياسية معها»، مشيراً إلى أن «مذكرتهم كانت عوناً على الدولة والحزب الحاكم ولصالح قوى المعارضة داخلياً وخارجياً».
وذكر الطاهر أن قيادة الحزب توصلت إلى إدانة المصرين على التصعيد من الموقعين على المذكرة وأصدرت بحقهم أحكاماً متفاوتة.
وأعلن تبرئة أربعة أعضاء لعدم كفاية الأدلة، هم إبراهيم بحر الدين ومهدي عبد الرحمن ومحمد صالح الصافي وسامي عبدالله.
كما قرر المكتب القيادي تجميد عضوية كل من أسامة توفيق وأحمد عبد الملك الدعاك وصلاح الدين كرار وجعفر الشريف وأحمد خليل حمزة وسامية هباني دورة كاملة حتى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، واكتفى بتوجيه اللوم إلى كل من عطيات مصطفى وعواطف الجعلي ومحمد سعيد حربي.
في المقابل، قال صلاح الدين الذي يُعد بمثابة زعيم «تيار الإصلاحيين» في الحزب، في تعليق نشره أمس على صفحته على موقع «فايسبوك» أن حزبه وقيادته الحالية «لا تزال تمارس أقبح الأدوار». وأضاف أن «مؤسسات حزب المؤتمر الوطني وقيادته الحالية لا تزال تطلق أسوأ الأحكام، واصفاً القرارات الصادرة بحقه ورفاقه بأنها «هزيلة وغير صائبة».
من جهة أخرى، أجرت الأمم المتحدة سلسلة اتصالات مع الدول المشاركة في البعثة الدولية – الأفريقية في دارفور (يوناميد) بغرض تدريب جنودها ليكونوا جاهزين للعمل في بيئة صعبة للغاية.