الانقاذ من (كتائب الجهاد) الى( فيلق الردع الاليكتروني)
خضرعطا المنان
[email protected]
في مقال سابق بعنوان ( الصحافة الاليكترونية صداع دائم للانقاذ) كنت قد أشرت الى ما يعرف بـ( كتائب الجهاد الاليكتروني ) التي جلبت لها عصابة الخرطوم الحاكمة فنيين من بلاد بعيدة ووفرت لها كل الامكانيات الممكنة لتكون منصة انطلاق للتصدي لنا نحن كتاب المواقع الاليكترونية ومالكيها ممن أتاحوا لنا ولتلك المجموعة المعتبرة من الكتاب الفرصة التاريخية للعمل على تعرية الاسلامويين وممارساتهم على صعيد السلطة والتدثر بالاسلام زورا وبهتانا وهم يقدمون أسوأ نموذج لحكم الاسلاميين في التاريخ ويجعلوا من وطن كان حتى الامس وطنا بحجم قارة الى وطن محدود المساحة ومن شعب بحجم أمة الى بضعة ملايين يعيش ثلثهم في الخارج .
يبدو أن تلك (الكتائب) عجزت عن مواجهة (تسونامي المعارضة الاليكترونية) الجارف والذي شكل حلقة وصل متينة بين من هم في الخارج وأولئك الشباب ممن خرجوا للشارع رافعين لواء التحدي ومتجاوزين ديناصورات أحزاب مهترئة ومنقسمة على نفسها ليسطروا وحدهم ملحمة أسطورية في هبة غضب لم يشهدها النظام في الخرطوم طوال سنوات حكمه العجاف مما دفع عصابات أمنه ( رباطيه الاشاوس !! ) من (ملاطيع) ما يسمى بـ (الدفاع الشعبي) و(عزة السودان) و(كتائب الجهاد) و( أمن المجتمع ) و( بوليس الآداب) … الخ تلك المسميات ذات المدولولات التي يعرفها الجميع لاستخدام العنف في محاولة للقضاء عليها ولكنها بذلك انما صبت الزيت على النار هي نار ستظل مشتعلة حتى رحيل هذه العصابة التي يبدو انها لم تستوعب الدرس مما جرى ويجري حولها في دنيا مايسمى بـ( الربيع العربي) .
كل تلك الجيوش التي تنتمي لتلك (التشكيلات الكرتونية والحارسة للوطن والفضيلة والاخلاق!!) لم تكفهم فتفتقت أذهانهم الشيطانية الشريرة عن ما خرج للعلن أخيرا وعبر صحفهم وما أوردته قناة الجزيرة في تقريرها المفضوح ( رغم تحريره بحذر ولطف) يوم الاربعاء 4 /7/ 2012 بشأن تكوين عصابة انقاذية شبابية جديدة تضاف لكل تلك السلسلة من كتائبهم بعنوان ( فيلق الردع الاليكتروني ) في مهمة تنحصر في محاربتنا نحن كتاب تلك المواقع التي تجاوزت مرحلة الصداع فقط لتكون مصدر قلق بالنسبة لمن هم في سلطة متهالكة ومرفوضة شعبيا وفاقدة للشرعية الحقيقية منذ ليلة انقلابها الاسود في 2012/6/30 الذي شكل علامة فارقة في المسارالتاريخي للسياسة السودانية وأوقف قطار الحياة عند محطة قاحلة في زمان الاخضرار وتمترس من قاموا بتلك الفعلة الكريهة خلف اسلام زائف يدغدغون به عواطف الناس العقائدية ليتفرغوا هم للسوق والثراء الحرام والزواج مثنى وثلاث ورباع من حرائر شهدائهم ( الفطايس ).
والواقع ان ( فيلق الردع الاليكتروني ) لم يكن حديث التكوين وانما هو أمر قديم ولكن كما عودتنا العصابة الحاكمة فانها تطبخ كل شئ في الظلام لتخرجه حينما تتكالب عليها جيوش المحنة وتكاد الحبال أن تلتف حول رقبتها .. وقد بدأت انطلاقة هذه الفيلق الهزيل خلال احتفال جرى في ما يسمى بـ ( الساحة الخضراء ) والتي تذكرنا بالزعيم الهالك (معمر القذافي) وذلك في التاسع من يونيو المنصرم . وقال منظمو ذلك الاحتفال أن ( الفيلق) سيكون حائطا يصد كل ( تآمر اليكتروني) على السودان ويعكس الوجه المشرق للوطن .. وفي ذات السياق وعلى ذات الدرب تم أيضا ما بات يعرف بـ (الجيش الاليكتروني للدفاع عن السودان )..أي أنهم لم يتركوا وسيلة للتصدي لتلك المواقع التي تعريهم وتفضحهم في فضاء مفتوح الا ولجأوا اليها ولكن هيهات ..هيهات .
ومن هنا فأنني لا أملك الا ان انحني تحية وعرفانا لأصدقائي من أصحاب تلك المواقع التي أقضت مضاجع الانقاذ والتحية والاجلال كذلك لزملائي الكرام قاطبة من كتاب تلك المواقع وهم يقومون بتوثيق مرحلي لحكم عصابة عارية من أي أخلاق أو وازع ديني حقيقي أو اجتماعي وهي تعرف أن مصيرها مذبلة التاريخ مهما تجاسرت وتعنترت ولاحقت الشرفاء من أبناء وبنات وطني المختطف منذ 23 عاما ولايزال .. وعليهم أن يعلموا أن وقت الرحيل قد حان وأن أيادي التغيير ستطالهم حتى لو كانوا في أبراج مشيدة .. وحتما لن يكون (ربيعا) أو (صيفا) أو أي فصل آخر وانما ( تسونامي سوداني خالص ).