الاستعباد المدفوع الاجر ،،
حملت معظم الصحف في عنوانها الرئيسي امس خبر الزيادة الجديده في سلعة الغاز الاستراتيجية ،، ولا اعتقد ان خبر هذه الزياده او اي زيادة في اي سلعه اخري تستحق ان تكون خبرا ،، لان الزيادات مستمره ولن تتوقف ،، واعتقد ان تخصيص العنوان الرئيسي لشئ متوقع مثل هذا قد جانبه الصواب ،، فكما يقول اهل الصحافة في تشبيه بليغ للخبر :
(اذا عض كلب مسعور انسان فهذا ليس خبرا لان الاصل في الكلب المسعور ان يعض ،، ولكن الخبر لو عص انسان كلبا ) ،، وعلي هذا القياس فان الزيادة في اسعار السلع المرتبط بالانخفاض المستمر لقيمة العملة المحلية شئ متوقع في كل صباح جديد ،، لان النظام لايملك اي حلول لايقاف التدهور للجنيه لان الحل واحد ،، ان ترتفع قيمة الصادرات بالاهتمام بالصرف علي التنمية وتشجيع تحويلات المغتربين الي الداخل بمنح الكثير من الحوافز لاغرائهم كما تفعل كل الدول التي تخطط لنهضة اممها ،،
ومعروف طبعا ماحاق بكل القطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية علي مدي فترة حكم الانقاذ ،، مع العقوبات الاقتصادية المفروضه عليها ،،
وبما اننا لانري اي تغيير في سياسات النظام حتي يحدث الانفراج اللازم فان من يحلمون بتحسن الاوضاع في ظل الظروف الحاليه سينقلب حلهم الي كابوس قريبا وفقا للمعطيات الماثلة ،،
لن ترتفع قيمة الجنية مالم ترتفع حصيلة البلاد من النقد الاجنبي ،، ولاتوجد اي خطط لتغيير سياسة الجبايات والضرائب والجمارك المبالغ فيها علي المدخلات او السلع كاملة الصنع التي ينتهجها النظام حتي يوفر موارد مستمره للصرف غير المرشد علي دولابه المترهل ،، والادهي والامر انه وفي سبيل استمرار اسلوب الصرف البزخي ،، يلجأ لمثل هذه الزيادات علي السلع الاستراتيجه بدعوي رفع الدعم الكامل في بلد لايتعدي متوسط دخل العاملين فيه مبلغ 50 دولار شهريا ،، اي مايعادل اقل من دولارين يوميا ،، وكلما انخفضت قيمة الجنية انخفض هذا المبلغ حتي يتلاشي ،، لذلك يحتاج النظام لزيادة مخصصاته كل مره حتي يستمر الصرف كما هو بدون تقليل في المصروفات ،، لذلك يلجأ للزيادات علي اسعار السلع التي يتحكم فيها ،، وبالتالي فان المواطن يدفع مرتين ،، مره حين يشتري سلع مرتفعة القيمه بسبب الجمارك والضرائب وارتفاع تكلفة الترحيل ،، ومره اخري في تقبل الزيادات علي السلع التي تتحكم فيها الحكومة دون النظر لقدرته في الايفاء بكل هذا الاستنزاف ،،
ان الزيادات في السلع تحدث بشكل يومي تقريبا ،، فلماذ الاهتمام بزيادة الغاز وحده ،، ؟
ومن اسف ان نكون الشعب الوحيد في العالم الذي يصرف علي تفاصيل حياته كلها من جيبه ،، ويدفع مصاريف رفاهية حكامه بواسطة عصا السلطة المرفوعه في وجهه حتي لا يرفع صوته بالاحتاج ،،
نحن ندفع ثمن عبوديتنا للنظام من عرقنا ،، وهي مرحلة ادني من مرحلة السخره التي كان يمارسها البيض في امريكا ضد الزنوج قبل اكثر من مئتي عام ،،