الاستراتيجية الامريكية الجديدة تهدف الي إسقاط النظام

الاستراتيجية الامريكية الجديدة تهدف الي إسقاط النظام
خالد عثمان
[email protected]

استراتيجية أمريكا  الجديدة حيال السودان
ذكرت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة  إن استراتيجية  بلدها حول السودان لديها ثلاثة أهداف رئيسية :
أولا ، وضع حد  لنزاع  دارفور و انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة وجرائم الحرب والإبادة الجماعية في ذلك الاقليم .
وثانيا ، تنفيذ اتفاق السلام الشامل الذي يؤدي الى سودان موحد وسلمي بعد 2011 أو الي طريق مرتب  نحو دولتين منفصلتين قابلتين  للحياة في سلام مع بعضهما البعض ،
وثالثا ، ان لا يوفر السودان ملاذا آمنا للارهابيين.
الرد الرسمي السوداني
في رده على الاستراتيجية الامريكية الجديدة قال المستشار الرئاسي غازي صلاح الدين ان عدم وجود تهديدات بتدخل عسكري في الاستراتيجية كان “مهما” ويمثل الروح الجديدة لاوباما. وأضاف في مؤتمر صحفي عقد في الخرطوم أن هذه استراتيجية تفاعل وليست استراتيجية عزلة وقال انه بالمقارنة بالسياسات السابقة
فان بها نقاطا ايجابية. وعبرغازي صلاح الدين عن احباطه من أن البيت الابيض ما زال يستخدم تعبير الابادة الجماعية فيما يتعلق  بدارفور. واضاف غازي بان هذه الاستراتيجية تفتقر إلى أي خطوات ملموسة  وملزمة للادارة الامريكية، وان  الولايات المتحدة تفترض على السودان  أن يتخذ الإجراءات ، حين أن دورها فقط هو التقييم.
المؤتمر الصحفي
الثلاثاء 19 أكتوبر 2010

بعد ان اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية سياستها الجديدة تجاه السودان تحدثت السفيرة سوزان رايس والمبعوث الامريكي سكوت قرايشن .
سوزان رايس
في حديثها أصرت على وجود إبادة جماعية في دارفور وقالت بالحرف الواحد ” اريد ان اوضح ان هنالك هدفين أساسيين من السياسة الامريكية ، الاول وكما قالت وزيرة الخارجية انهاء الابادة الجماعية في دافور وصياغة (فرض) سلام دائم لكل الدارفوريين والثاني دعم التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب، وقالت بان الولايات المتحدة ستبطبق نطام للحوافز والعقوبات الحقيقية على أي طرف يفشل في العمل على تحسين حياة شعب السودان.

سكوت قرايشن

قرايشن قال نفس الشيء ولكن عكس ترتيب الاولويات فجاء تنفيذ اتفاقية السلام الشاملة قبل دارفور واضاف قائلاً ” ان الاستراتيجية تستخدم جميع عناصر التأثير المتاحة لأمتنا وهي : الدبلوماسية ، الدفاع والتنمية .

وهذا يبقي صراحة خيار التدخل العسكري في الاستراتيجية عكس ما جاء في حديث السيد مستشار ريئس  الجمهورية .

المداخلات الصحفية
كان للصحفية الامريكية “ماري بيرث”  سؤال مباشر حول حظر الطيران فوق دارفور والذي جاء في حملة أوباما الانتخابية ، وحول حديث قرايشن حول توقف جرائم الابادة الجماعية في دارفور ، وسؤال مباشر آخر له  حول صحة خسارته للنقاش حول السودان.
أنبرت للاجابة على هذا السؤال هيلاري كلنتون بقولها انه لايوجد رابح أو خاسر في هذا الامر.  واستطاعت هيلاري ومن بعدها قريشن الافلات بدبلوماسية منقطعة النظير في الاجابة على هذا السؤال.
هل تغيرت السياسة الامريكية تجاه السودان
نعم ، تغيرت ولكن لبرهة وذلك لوجود عدد كبير من التقارير من عدة جهات  تفيد بتناقص العنف في دارفور ، تشمل هذه الجهات مسؤولون رفيعوا المستوى في الامم المتحدة ، الرئيس المنتهية ولايته لبعثة الامم المتحدة الذي أكد بأن الصراع في دارفور اصبح منخفض الحدة كذلك قال القائد السابق لقوات يوناميد بانه  لم يعد هناك حرب في دارفور وأن المشكلة الرئيسية امام عودة اللاجئين إلى ديارهم هي قطاع الطرق .
ان حديث أوباما عن الابادة الجماعية كان نتاجاً لعمل جماعات الضغط الامريكية وعلى رأسها “حركة إنقاذ دارفور” ولكن الاستراتيجية الحالية تستجيب للوضع الحالي في السودان  والحوجة للتفاوض مع حكام الخرطوم من أجل انفاذ البنود النهائية لاتفاقية نيفاشا.
الاستراتيجية التفاعلية
أي تتفاعل مع كل مرحلة حسب ظروفها باستخدام كل الوسائل بما فيها القوة العسكرية كما ذكر قرايشن
ان الملامح الرئيسية للاسترتيجية الامريكية وكما ذكر ” المستشار”  هي تفاعلية ، وهي إستراتيجية طويلة المدى تهدف الي إسقاط النظام في نهايتها ، الاستراتيجية وكما قال قرايشن في المؤتمر الصحفي “

” Our strategy aims to give the people of Sudan a country that is governed responsibly, justly, and democratically, a country that’s at peace with itself and with its neighbors”

ان استراتيجيتنا تهدف إلى إعطاء شعب السودان ،  بلد يُحكم بمسؤولية ، بعدل ، وبديمقراطية ، بلد يعيش بسلام مع نفسه ومع جيرانه.
وتعمل الادارة الامريكية حاليا مع قادة الفصائل الدارفورية بغرض تشكيل قوة تفاوضية ، وسوف يتم وضع الشروط حالما ينفصل الجنوب باستخدام سياسة الجزرة والعصا، المرحلة الثالثة والاخيرة ستكون تغيير السلطة القائمة في الخرطوم بغرض التحول الديمقراطي وإنفاذ حقوق الانسان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *