الاثار السالبة لاختلال ميزان العدالة فى السودان
بقلم الدومة ادريس حنظل
من الأثار السالبة فى السودان هى قسمة ضيزى للسلطة والثروة والتكالب الشديد على الاحتفاظ بها وبالاستخدام كافة الاساليب فى الرغبة الكامنة بالتسلط على رقاب العباد والولوج فى المكاسب السياسية واستغلال امكانات الحكم والتسلط جعلت هؤلاء القائمين وجب عليهم ان يعضوا عليها بالنواجذ ويصروا على عدم تسليمها الى الشعب السودانى الا لنبى الله عيسى وبعضهم فى جهاز الأمن يقول تاخرى عيسى لكى نسلموا الحكم . ناسين ان الله مالك الملك يؤتى الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء وأن الايام دول بين الناس , ولو دامت لغيرهم لما ألت اليهم ولكن هم لا يفقهون , وضلوع الكثير من هذه القيادات فى الفساد الذى استشرع وتطور واصبح الفساد بانواعه مدارس فقهية خلاصتها ( التمكين ) وعلى رأس القيادات الفاسدة عمر البشير فمن ولى من البلاد شيئا ولمن يكن له دابة اتخذا دابة له ولزجته , وان لم يكن له دار اتخذا خصرا وضيعة ومن كان فقيرا استغنى ومن كان عازبا صار محصنا , ومن كان موحدا صارت له المثنى والثلاث والرباع , وتم تسخير اجهزة العدالة كلها لمعاقبة الضعفاء وتركوا ما يدعاء الشرفاء الذين اختصبوا اموال الشعب وناسين عام الرماد وقد كانت كل الحكومات المتعاقبة فى السودان والطامة الكبرى فالانقاذ كلها عام الرماده . وقسم السودان وفقا للمرسوم الدستورى عام 1994 م الى 26 ولاية الا ان السمة الغالبة على هذا التقسيم هو التفاوض الشديد فى حظوظ التنمية بين الاقاليم فاذا استثنينا الجنوبين لظروفهم فاننا نجد ان التنمية فى اجزاء معينة من السودان بينما الاخرين لم يكن لهم مشروع واحد , وحتى المصفاه التى اوجدت فى المنطقة تبيع ناتجها الى مواقع اخرى وتستورد رجال الامن وسائقى العربات وغيرهم من العمال من جهة اخرى حفاظا على عدم خروج دينار واحد الى ايدى غير من اعتادت علية ولا يفكروا فى قول الله تعالى فى حديثا قدسى ( يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) ومن اخطر اثار السالبة انعدام العدل فى ميزان تقسيم السلطة والثروة وهو سقوط مصداقية الحكم فى نظر المواطنين , ونجد منذوا الحكومات الذين يدعون الوطنية وغيرهم من الحكومات العسكرية الدكتاتورية – حكومة ابراهيم عبود – اسماعيل الازهرى – عبداللة خليل – سر الختم – نميرى – الصادق المهدى – عمر البشير , كلهم انتهجوا نهجا واحدا وهى تمكين على كراسى السلطة والثروة وتقنين الجهوية والعنصرية والقبلية والحزبية الضيقة . الا ان حكومة الانقاذ جاءت بسياسات بربرية لتمكين اجزاء معين فى الثروة والسلطة عبر الجهويه والاقليمية , ونضيف الى
ذلك قطع المدد من المناطق المهمشة واغتيال السياسين من ابناء الولايات التى تم تهميشها , وتصنيف مجمعات قبلية بانها معاديا لها لتتعامل معها على هذا الاساس ,وتقديم قدرات وامكانات البلاد لقمة سائقة لفئة معينة لا يساوى خمسة فى المئة وتركه باقى الوطن فريسة للذئاب والقطط وتم تشريدهم وظلمهم وقهرهم .واذا نظرنا الى الحكومات السابقة نجدها رفعت شعار العدالة ولكن تمارس غير ذلك وكلها حكومات استبدادية وظالمة؛ الا ان حكومة الانقاذ الطامة الكبرى جاءت رافعة شعارات الاخلاق والعدل والمساواة والتدين متوسلة بالسياسة فانقلبت الاحوال الان وصارت تلك الشعارات هى وسيلتها التى دخلت بها الى عالم السياسة فتمكنت بها، ثم بدات فى ضربها وهدمها من الداخل والخارج،وابشع ما فى داخلها الان هى العنصرية والجهوية التى صيرت منها الانقاذ قانونا ولوائح باسم(الموزنات والشرطة الشعبية والدفاع الشعبى والدبابين) وغيرها من اللوائح الهلامية ومن الاثار السالبة من اختلال ميزان العدالة ظهورالاضطرابات والحركات فى كل اجزاء السودان ،
اولا: كالاقليم الغربى كردفان (حركة شهامة – حركة كات ) وفى دافور ( حركة سونا – حركة اللهيب الاحمر – حركة بولاد – وجبهة نهضة دارفور – وحركة العدل والمساواه – وحركة جيش تحرير السودان وجميع الحركات الاخرى ) .
ثانيا: الولاية الشرقية ( حركة الاسود الحرة – وغيرها ) وجنوب النيل الازرق تجمع ابناء الانقسنا ,وغيرها وفى جنوب السودان انانيا والحركة الشعبية وغيرها وللاسف الشديد جنوب السودان فى طريق الى دولة مستقلة ودارفور ايضا والشرق ايضا . وفى الوسط حركة المعوقين والمفصولين تأسفيا والباعة المتجولين الذين يفترشون الارض ويلتهفون السماء كلها رفعوا شعارات المقاومة للظلم الاجتماعى والسياسى والاقتصادى وهى نتاج ردرد افعال لتعميق الاحساس بالاغتصاب المتعمد للحقوق والواجبات والذى استمرة منذ الحقبة الاستعمارية الى يومنا هذا . وكلما انها قد تبدلت فى واقع الامر مستعمرا قديم بمستعمرا جديد ، ومن الاثار السالبة كتمان حرية الاخر وما هى الا تكريس القهر السلطانى وممارسة شهوة السلطة القابضة التى فى نهايتها(لا اريكم الا ما أرى)(وانا ربكم الاعلى) فيعلموا هو وشيعته وبطانته فيعيثوا فى الارض فسادا محصنين بالقوانين التى اصطنعوها لانفسهم، فأينما تتوجه تجد حصانة منصوصة وغير منصوصة وتجد كل واحد من المنافقين يعتلى المنابر مذكرا وذاكرا كل شئ الا حديث للرسول(ص) لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)الا ان الشريف فيها اعتدى على المال العام وهو أمن من سلطان وهوقريبه ومن عشيرته ومن عملاء فاكل حتى التخمة وشرب حتى الثمالة من هذا المال فظهر من هذا الاكل عمارات تناطح السماء والسيارات ضاقت بها الطرق وكثرت الشركات الهلامية ومؤسسات عامه افقرت وافلست وعلان التسوية بين الحكومة والسرقة والسيطرة على منابع المال فقسمت المؤسسات المالية على المحالسبين بميثاق عرفى غير مكتوب وللاقرباء والكارثة الكبيرة عمرالبشير وسرته سرقوا اموال الشعب كلها هذا كلها فشل الالية الاقتصادية للغير بحيث لاتقوم للاخرين قائمة(ابكر_ واسحق_ ومجوك_وادروب)فيضيقوا الخناق عليهم وحاربوهم فى ارزاقهم تحقيقا لمبدا(جوع كلبك يتبعك) ناسين ان الرزق من عند الله وان الله قادر على تبديل الامور من حال الى حال بل ذهبوا اكثر من ذلك باعلانهم الى حرب على رجال المال والموظفين المنتمين الى غير ابناء احزابهم وقبيلتهم لذلك(حلال على بلابل الدوح وحرام على الطير من كل جنس) والحكومة الشمولية اتبعت سياسة (فرق تسد) الاستعمارية الا انها بلباس جديد اذ جعلت من اساليب الترغيب تارة والترهيب تارة والابعاد تارة والتصفية الجسدية تارة اخرى
ومن الوسائل الخبيثة ضرب العلاقات الداخلية والبنية فى كل اجزاء السودان بعضهم على بعض وانتشار السلاح وكثرة المليشيات فى كل اقاليم الوطن وعدم التوازن فى القوات النظامية وقوات الشعب المسلحة ان كان فى قوات كلها مسيسة ومتيسة لجهة معين وكتمان حرية الشعب التى ترفع ميزان الحرج والتعديل كما جاء به الرسول(ص) وعمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار) ويقول ايضا اخطا عمر واصابت أمرأة) وكل الناس افقه منك ياعمر.ليس يقول لا نريد اسيرا ولاجريحا اذهبوا به الى السجن اضربوه اقتلوه، ويقول ابوبكر الصديق(ان احسنت فأعينونى وان اخطأت فقومونى)ومن الاثار السالبة اختفاء مؤسسات الشورى التى تشرع وتراقب اصدار القراروظهر الطغيان السياسى والاجتماعى والاقتصادى والحكم الاستبدادى والتسلط الفردى والعبث بمصالح الامه وتفتيت التنظيمات السياسية وتاليب القبائل بعضها على بعض وتسييس الخدمة المدنية والادارة الاهلية ودخول القوات الاممية والافريقية وتصدير المليشيات والجنجويد وطرد منظمات الانسانية وابعاد منظمات المجتمع المدنى اصحاب الحل و
العقد، ومن الاثار السالبة من اختلال ميزان العدالة النزوح والتشريد والهجرة والجوع والحر والعطش والمرض باسباب قاهرة بعضها طبيعى والاخر من صنع الحكومات الفاشلة وعلى راسهم حكومة البشير فمنها الحرمان من الحقوق والواجبات ، انظروا معى هنالك الوفرة المتخمة للاخرين وهنا الجهل الاصم،وهنالك العلم والنور،وهنالك أمن واستقراروهنا حرس الحدود والدبابات والانتنوفات،وهنالك عربات مظللة فاخرة وامارت وفيلات،وهنا تحت خيمات المسكرات والثعابين والعقارب اللادغات، وهنالك زيارات وترفيهات،وهنا تفشى الامراض من كل الجهات،وهنالك الفنادق الصحية ذات خمسة نجوم، وهنا قحط وجحيم المهلكات،وهنالك تلد النساء بالمستشفيات المكيفات،وهنا تلد النساء بالمعسكرات والحبال المعقدات،وهنالك ميزانية مفتوحة وهنا ضطرابات ومظاهرات سلمية وحفر بيوت النمل مستمرة،وهى كلها مقرونة بواقع الحكم،ولا يجد الشباب من المناطق اليائسة الا النزوح والهجرة يظنون انهم يجدون السعادة خارج المناطق المنكوبة ولكن العكس،من بؤس الى بؤس ومن شقاء الى شقاء،ومن الاثار السالبة من اختلال ميزان العدالة اتفاقية نيفاشا غير عادلة فهى ثنائية ادت الى غبن متراكم واصبح قنبلة موقوتة لتفتيت السودان،اما اتفاقية ابوجا فهى ولدت ميتة وهى عطايا ومغريات للحركات المسلحة فى شكل وظائف وتمثيل وقشور وهوامش السلطة دون تحديد فهى تتم وفق الحاجة وباسم الحركات وليس باسم اهل دارفور وتقتصر فى الوظائف الدستورية ولم يتنزل للخدمة المدنية والنظامية كل المشاكل حقيقية ،اما من ناحية الثروة فكلها أمانى بدون طموح واحسب انها وعود باسم سرابية، أما جبهة الشرق هى اتفاقية قبلية باسم الجبهة وليس باسم اهل الشرق لذلك ادت الى فتن وهي اخطر بوابة لتفتيت السودان
بقلم الدومة ادريس حنظل