الإدارة الأمريكية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان طموحان يتصارعان

الإدارة الأمريكية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان طموحان يتصارعان / بقلم حاج علي
من حيث الرؤية السياسية والأهداف تكاد تتطابق الإستراتيجيتان اللتان ترمي إليهما كل من الإدارة الأمريكية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان وإن يكن هنالك فرق مقدار بين الاثنتين , فالإدارة الأمريكية تسعى نحو فرض سيطرتها على العالم أجمع لأجل ضمان أمنها وبناء اقتصادها الذي يعتمد بشكل كبير في الهيمنة على موارد خارجية ينتجها الغير ” النفط ” مثلاً , وفي هذا الجانب ما أكثر حروب النفط التي خاضتها أمريكا ولعل آخرها حرب العراق , أما الثانية أي إستراتيجية حزب المؤتمر الوطني فهي الأخرى تسعى نحو الهيمنة والسيطرة على موارد السودان واقتصاده والإنفراد بحكمه , إذاً فالذي يجمع بين الاثنين هو الطموح ـ في الوصول ـ كل ليحقق أهدافه والذي يفصل بينهما هو مقدار قطر الدائرة التي يتأرجح داخلها أي منهما , وإذا كانت الفلسفة الأمريكية بشكل عام لا ترى أن هنالك أية إمكانية للنمو والتطور للدول الصغيرة إلا تحت إشرافها وحضانتها المباشرة خشية أن تشب إحداها أو بعض منها عن الطوق وتكوِّن أقطاباً جديدة , فإن الفلسفة الخاصة لحزب المؤتمر الوطني الإسلامي الحاكم في السودان لا تنظر في أمريكا إلا ثوراً هائج يجب أن يروض ويحشر في حظيرته كغيره من الثيران المؤدبة , وهنا تكمنُ آية الخلاف , وهنا يكمن الصراع غير المتكافئ بين الطموحين , فالحزب الحاكم في السودان كان بإمكانه أن يظل في كرسي الرئاسة إلى الأبد ويحقق من ثم طموحاته ودون إزعاج خارجي وذلك بعد أن يجد المباركة والدعم الكافيين من الإدارات الأمريكية ـ على مر تعاقب رؤساءها وتبادل مراكز أحزابهم ـ لو أن أطاع العم سام ومشى تحت ظله أو احتمى تحت عباءته كما فعلت وتفعل غيره من الأنظمة العربية وجميع أنظمة ” التبعية ” الأخرى , لكن على هذا الهامش : هل كان إسلاميو السودان محقون في رويتهم المناكِفة هذه ؟ , ربما للوهلة الأولى بإمكاننا أن نجيب على هذا السؤال بالإيجاب المطلق , فمن منا ـ نحن المسلمون دعك من متطرفي اليسارـ لا يكره أمريكا ولا يستهجن غطرستها ويرفع يديه داعياً بالموت لقادتها , فجميع خطباء المساجد بالمملكة العربية السعودية على سبيل المثال لا يفوتون صلاة في كل يوم جمعة أو أي مناسبة دينية أخرى إلا وملأت أصواتهم الآفاق داعين الله بأنَّ عليه بالنصارى ومن ناصرهم وباليهود ومن وادهم والشيوعيون ومن شايعهم والموت لأمريكا وروسيا وإسرائيل والنصر للفلسطينيين وللأفغان وللبوسنة والشيشان وإلى آخر سيناريو الصراع الديني والعقائدي , وهذا الذي يحدث من خطاب مقاوِم باسم الدين وإن كان من حق المسلمين إلا أنه حتماً سيغضب أمريكا وحلفاءها من الروس واليهود وغيرهم , وهي حتماً ـ أي أمريكا ـ على علمٍ بما يجري وما يدور في أقبية تلك المساجد وما يثيره رجال الدين الإسلامي في تلك البلدان من تأليبٍ وتحريضٍ حيالها , لكنها لماذا تلتزم الصمت ؟ وإن أبدت اعتراضها فلماذا تبديه أو تنقله لرؤساء وملوك تلك الدول بطريقة دبلوماسية ومهذبة ؟ أليس هاهنا سؤال يجب التوقف عنده ؟ هل كانت أمريكا ممن يؤمنون بفلسفة ” وجادلهم بالتي هي أحسن ؟ ” , أم أنها تخشى تلك الدول لأن جيوشها ذوي دراية وكفاءة ومقدرة على القتال أكثر مما تعلمه المارينز الأمريكان في كلياتهم العسكرية ؟ أمريكا لا ” تملك ” كما يُلاحظ في خطابها تجاه تلك الدول إلا أن تخاطبهم دوماً بالأصدقاء , فهل كانت تلك الصداقة أمرٌ مجاني وساذج ؟ لا طبعاً وألف لا فجميعنا يعلم حجم المصالح الأمريكية التي تحميها تلك الأنظمة وما توفره من بيئة صالحة لنمو الاقتصاد الأمريكي والحفاظ على أمنها , ولذا يكن طبيعياً من وجهة النظر هذه أن يكون هنالك استقراراً بل وحماية لتلك الأنظمة مادمت هي قد قمعت شعوبها وكممت أفواههم وزجت بهم في غياهب السجون بدعوى الانتماء إلى القاعدة أو أنهم متهمون بصناعة الإرهاب وتصديره أو استيراده , فأمريكا لا تحتاج إلى أكثر من ذلك ولا يشغل بالها أو يعنيها من بعد هذا أن تُعفا اللحى أو تُحفَ الشوارب فليس ذلك شأنها , وبالعودة مرة أخرى للسؤال الأول : أليس من حق حزب الإسلاميين الحاكم في السودان كغيره من الأنظمة أن يختار طريقه ويمارس ما تمليه عليه معتقداته وتوجهه ؟ ولماذا يوسم بالإرهاب ؟ و أليس من حقه أن يعادي اليهود ويلعنهم ويدعو عليهم بالبوار إلى يوم الدين ماداموا هم الأعداء ومغتصبي أراضي المسلمين ؟ نعم ربما كان هذا أمراً مقبولاً من الناحية النظرية , وهو أمر لا يختلف كثيراً مما تمارسه جميع الشعوب المسلمة البالغ عددها المليار وربع المليار والمنتشرون في بقاع الأرض الواسعة وتسير حياتهم مع كل ذلك بشكل أو آخر , ولكن بالمقابل وعملياً أليس واجباً عليك أو على الأقل ينبغي عندما تكون حاكماً أو جالساً على كرسي الرئاسة أو ” وليِّ أمر المسلمين ” ـ كما في حالتنا هذه ـ أن يكون الخطاب مختلفاً نسبياً ؟ ألم يرسل النبي محمد أصحابه إلى النجاشي  ملك النصارى ويخاطبه بعظيم الحبشة ؟ أم ليس لنا فيه أسوة حسنة نحن ” المتأخرون من الحكام المسلمين ” ؟ , قطعاً ليست هي دعوةٌ للتخلي عن المبادئ والقيم بأي حال من الأحوال بقدر ما إنها دعوة للالتزام المنهجي والركون إليه , فحزب المؤتمر الوطني وبما يؤكده الواقع قد ضل الطريق إلى الصواب منذ بداية رحلته في الحكم حين أستهل خطابه بالبذاءات التي نعرفها جميعاً في الصباح وفي المساء والتي لم يسلم منها نصراني ومسلم أو يهودي فكلهم كانوا سواء قبل أن يختم ذلك بالحذاء , فهو قد افتقر إلى الالتزام المنهجي الذي دعا بالاحتكام إليه فكان السقوط مدوياً على جميع
الأصعدة , فداخلياً قد عاث في الأرض فساداً : تقتيل وتشريد من الخدمة المدنية باسم المصلحة العامة وتدمير كامل للمؤسسة العسكرية وإحلالها بمليشياتٍ حزبية وعشائرية تحت إشرافه المباشر تتحرك كلها وتسكن بإشارةٍ واحدةٍ منه , ونتيجة ذلك كله كان ما نشهده الآن من حرب ضروس في غربي البلاد , كما لم تسلم من آلة دماره الأحزاب السياسية بل هي أول ما بدأ بسحقه , فبعد عشرين عام لم يعد السودان كما كان يعرفه العالم , انمحت كل معالمه وتلاشت كل القيم التي كانت تميز إنسانه بل ضاع ذاك الإنسان من بعد أن امتهنت كرامته , وإذا كانت هنالك من حسنة يتبجح بها حزب المؤتمر الوطني في أنه قد صنع السلام بتوقيعه اتفاقية نيفاشا إلى جانب القاهرة والشرق وأبوجا , فإننا لو سلمنا جدلاً بأنه المبادر فعلاً وليست هنالك من ضغوطٍ خارجية , إلا أن ما يعكسه الواقع بالنسبة للأطراف الموقعة على جميع تلك الاتفاقيات أمراً مثيراً للشفقة , فما يعانيه أولئك اللذين سالموا من إحباط وعزلة سياسية وتهميش في صناعة القرار وهم شركاء في السلطة سواء بسواء يجعلهم يشعرون بالحنين ربما لأيام الحرب ” الدامية ” والمعارك التي كانوا يخوضونها بعزة عن أن يكونوا أذلاء وهم شركاءٌ في السُلطة تحت رحمة هذا الحزب المتغطرس , وليس هنالك من دليل أكبر مما عبر عنه مني أركو مناوي أحد قادة تلك الفصائل الموقعة أو كما هو مدون تحت عنوان الإرث السيئ في سفر المصالحات الخاسرة مع حزب المؤتمر الوطني , أما الطرف الأكبر في تلك الصفقات فهو الحركة الشعبية التي استحوذت ربما على نصيب الأسد من كعكة السلام فهي الأخرى تعيش الآن بين هاويتين , إحداهما تلقي بها بين براثن المؤتمر الوطني أو ذاك الغلو الذي لا ينتهي لتكون تائهةً تحت عباءته , والثانية ستعصف بها إلى منزلق الانفصال والذي سيفضي حتماً بدوره إلى صراعاتٍ لن تنتهي , وما بين هذا وذاك يظل حزب المؤتمر الوطني بطموحه غير المحدود هو المحرك الحقيقي لتيار حمامات الدماء في حالتي الوحدة أو الانفصال , ربما كان هذا ملخصاً يسيراً لفشل الخطاب السياسي الداخلي لحزب المؤتمر الوطني ونموذجاً مصغراً لانهيار مشروعه الحضاري , أما على الصعيد الدولي فإن الأشياء لا تتجزأ فبنفس لهجة الخطاب الداخلي حاول إسلاميو السودان أن يصدروا أفكارهم إلى القريب الداني أو البعيد القاصي وكان نتيجة لذلك أن حشروا أنفسهم وحشروا البلاد معهم إلى منعطفات جرت معها الكثير من الجراح قاسى آلامها ويفتو يعاني منها الشعب السوداني , حيث قفز حجم الديون الخارجية حسب مصادر صندوق النقد الدولي إلى أربعة وثلاثين مليار دولار تقريباً وفقاً لآخر إحصاء فمن الذي يدفع فاتورة كل هذا الإخفاق المهول ؟ أليس هو الشعب السوداني ؟ ألست أنت بوصفك دافعاً للضرائب وأخيك محمد أحمد بوصف أنه مهني من الطبقة الوسطى أو مزارع ؟ وماذا لو حدث الانفصال هل ستنفصل تلك الفواتير السابقة والتي في مجملها سالبة ؟ أم أنها ستكون من نصيب شمال خط الاستواء النيلي على اعتبار أنه المشتبه فيه الأول حسب التحريات التي دونت عن تلك الجريمة ؟  كل هذه أسئلة ليست للاستهلاك الصحافي أو الصراع النظري بأي حال بقدر ما أنه واقع نحسب أنه لم يتم التعامل معه بالجدية اللازمة لا من حزب المؤتمر الوطني الحاكم بوصفه المسبب الحقيقي لكل هذه التعقيدات ولا من المعارضة السياسية التي وجدت نفسها من بعد أن اسْتُنزفت قواها وهيضت أجنحتها فريسة للمؤتمر الوطني يعبث بها كيف يشاء ويحركها حسبما أراد , والحديث عن المعارضة حديثٌ ذو شجونٍ مختلف سنحاول جاهدين أن نفرد له موضوع منفصل , إلا أنَّ حقيقة فشلها ـ أي المعارضة ـ قد أعطت مسوغاً موضوعياً ودافعاً قوياً لتحرك المجتمع الدولي الذي تحركت ضمائره لإنقاذ ما يمكن إنقاذه , وفي هذا الصدد كانت قرارات مجلس الأمن المتعددة التي نعرفها جميعاً , خصوصاً ما يتعلق بأزمة دارفور والتي انتهت إلى المحكمة الجنائية والتي تعتبر أكبر دليل على انهيار الخطاب السياسي الخارجي للمؤتمر الوطني , وما بين هذه المزالق الداخلية الطاحنة والإخفاقات الخارجية البشعة ظل حزب المؤتمر الوطني يقف وحيداً بل ويحدوه الأمل ويدفعه الطموح بأنه وبلا منازع الخيار الأفضل بل الأوحد للشعب السوداني أو هكذا قدم نفسه للعالم معززاً ذلك بسيناريوهات متنوعة قليل منها واقعي وكثيرٌ منها من نسج الخيال متبجحاً بأنه صمد لعشرين عام وأنه الذي صنع السلام وأستخرج البترول وبنا السدود وإلى آخر القائمة من الإنجازات الورقية التي لم يذق لها الشعب السوداني طعماً أو يرى لها لوناً لكنه مؤكد قد أشتم منها رائحة وهي رائحة الفساد الذي يتربع السودان على عرشه بلا منازع , فالقليل الذي أتي من عائدات تلك المشروعات قد ذهب إلى جيوب قادة تنظيم حزب المؤتمر الوطني وبناء كيانه والخرطوم نائمة في بحرٍ من الظلام الحالك , وعلى أساس أن العالم قد أضحى كتاباً مفتوحاً فلذا أصبح لا يكون هنالك من مناص لصغيرة أو كبيرة أن تحدث في أي شبرٍ من أشباره إلا ويكون له فيها رأي لكن الرأي النافذ دوماً ما يكون من الكبار فهم اللذين يحركون الدفة وهم اللذين يصنعون القرار ويوجهون مساره , فالولايات المتحدة الأمريكية لم تأتي إلى أمر السودان أخيراً بل كانت منذ الوهلة الأولى موجودة ومنذ استيلاء الإسلاميين على السلطة لكن المتغير الوحيد هو البرمجيات المتبعة والتي غالباً لا يكون اختلافها نوعياً بقدر ما أنه اختلاف في المقدار , أما البارومترات فواحدة , والمتغير الوحيد هو مستوى الضغط الذي يخضع لتلك المعايير الأمري
كية , فأوباما حين أرسل خطابه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة في الرابع من يونيو حزيران الماضي كان يعني جموع المسلمين والأنظمة التي تتربع على عروش السلطة في ديارهم لكن مع ذلك كان هنالك استثناء ومن المؤكد إن هذا الاستثناء هو النظام السوداني وذلك لأن الملف المتعلق به سيكون بخطابٍ مختلف لاختلاف الظروف المحيطة به وهو ما أجاب عليه أوباما نفسه في خطابٍ آخر ألقاه في غانا بعد شهرٍ من ذلك تحديداً في الحادي عشر من يوليو /تموز الماضي حين أكد على جريمة الإبادة الجماعية في دارفور ليردف من بعد ذلك قائلاً أنها : ” تتطلب رداً عالمياً ” , والذي يجب استنتاجه من هذا هو رؤية الإدارة الأمريكية من منظورٍ إستراتيجي للأشياء , فأمريكا كما هو معلوم لم تعلن تأييداً صريحاً لاعتقال البشير أو تطورات المحكمة الجنائية إلا من تصريح صحفي وجيز حدث في وقتٍ سابق من هذا العام من الناطق الرسمي باسم خارجيتها يؤكد فيه وقوف بلاده مع القانون وملاحقة المجرمين , والأمر الجدير بالملاحظة أيضاً هو أنه ليس هنالك ما يخيف الإدارة الأمريكية أن تعلن عن رأيها صراحة فيما يخص الجنائية بل أكثر من ذلك أن تدعم أمر اعتقال البشير , كان بإمكانها أن تفعل ذلك وأكثر , لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم تفعل ؟ فأمريكا التي اغتالت رئيس الإكوادور الأسبق  جيمي رولدوز بتحطيم طائرته في سماء بلاده بوصفه داعماً للحركات الثورية في فلسطين والسلفادور ونيكاراغوا ولأنه مدافعاً عن نفط بلاده ولأنه أعاد العلاقات الممنوعة مع كوبا , وهي التي أهلكت بنفس الطريقة السابقة الرئيس البنمي الأسبق عمر توريخوس لأنه استعاد قناة بنما وارتكبت غير ذلك من الفظائع ” المستحيلة ” ـ على غيرها طبعاً ـ التي لا تعد ولا تُحصى , هل يعجزها مع كل هذا أن تقتلع البشير من غرفة نومه وترمي به في لاهاي أو تحطم طائرته وتريح العالم منه ؟ أسئلة ربما كانت  مستهجنة لكنها قطعاً مشروعة وممكنة وإن تهربنا منها , لكن الأمر المؤكد هو أن أمريكا يدفعها طموح نحو كنوز السودان وهي تسعى لترسيخ مواطئ أقدامها في المنطقة وبأقل خسائر ويحدوها في ذلك أمل أن تحقق كل هذا ولو بالتصالح مع هذا النظام القائم حتى إشعار آخر , قطعاً ليس لأنه الأمثل , لكن حسب قراءتها أو هكذا هو الواقع ليس هنالك من بديل , وهنا نعود مجدداً لنشير إلى العجز الفاضح للمعارضة السياسية الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى تفعيل ما يمكن أن نسميه بالخطة ” ب ” لتنفيذ برنامجها ذي الإستراتيجية بعيدة المدى وهي الخطة المشروطة بالبنود أو المحاور الثلاثة المحددة بملفي الجنوب ودارفور إلى جانب عدم التعاون مع الإرهاب والتي هلل جراءها ملايين السودانيين في الداخل والخارج بمن في هؤلاء الضالعين في فن السياسة من قادة أحزابنا وهو أمر يجعلنا نرى أنه من الأفضل أن تستعاد قراءته لأنه قطعاً لا يلبي طموحات أصحاب القضايا المعنيين كما يجب بقدر ما أنه يكرس منُاخاً جديداً لصراع المصالح الإسلاموية ـ الأمريكية لسنواتٍ في المنطقة , فهلا تَنَبَهَّتْ المعارضة والحركات المسلحة ؟


حاج علي ـ Sunday, November 01, 2009

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *