عام على إنتفاضة سبتمبر المجيدة … أكتوبر 2013 – أكتوبر 2014…نعيد نشر المقال أدناه فلا زالت الأيادي الخفية هي سيدة المشهد !!
الأيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادي الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــفية
صديق محمد عثمان
خليل إبراهيم محمد، تخرج في كلية الطب جامعة الجزيرة، ترأس إتحاد طلابها وأعتلى منابرها خطيبا، خاصم سياسيا وخاض المعارك مع تنظيمات سياسية مناوئة لفكرته التي يؤمن بها وفي إطار ذلك تكونت علاقاته الإجتماعية ليس داخل التيار الذي ينتمي له فقط ولكن داخل منظومة الحراك الإحتماعي الشاملة التي عاش فيها.
تزوج من قرية الرضمة جنوب غربي مدينة ود مدني من واحدة من أشد الأخوات مراسا.
عندما وصلت قوات خليل إلى كبري أم درمان كان آخر حديثه معهم:
الحرب صبر واللقاء ثبات والموت في شأن الإله حياة.
بين قاده قوات العدل والمساواة كان الشهيد الجمالي حسن جلال الدين الذي سحلته الأيادي الخفية بعد أسره ثم عرضت جثته التي مثل بها في التلفزيون والصحف الصفراء، أما لماذا عرضت الأيادي الخفية الجثمان؟ فسنجيب على ذلك لاحقا.
وبين قوات حركة العدل والمساواة كان الأسير عبدالعزيز عشر….. من هو؟ أرجو أن تهمس سرا لأن بعض الأسئلة تثير الغثيان!!!
عجزت الأيادي الخفية أن تلصق بقوات الخليل تهم ترويع القرى الآمنة في شمال كردفان، لأن القوات التي تروع القرى الآمنة، حري بها أن تحرق من الكلية الحربية حتى شارع العرضة ولكنها لم تفعل.
حتى بعد أن قررت قوات العدل والمساواة الإنسحاب لم تحرق طلمبة وقود واحدة، فليس لذلك أتت قاطعة 1300 كلم.
بطريقته الخاصة أوصل الخليل الرسالة تسليم يد:
أولا: لإخوانه السابقين الذين أصبحوا دمى في أصابع الأيدي الخفية على خشبة مسرح السلطة: أفيقوا ولا نظنوا أنكم مانعتكم حصونكم وقوات (صفوة) قوش المزعومة. فهانذا أطوي أطراف سلطتكم المزعومة وأرميها مطوية أمام أبواب قلاعكم غير الحصينة.
ثانيا: للقوى السياسية التي خرج منها وتلك التي تلكأت في إستقباله: أفيقوا فالسلطة قد أكلت منسأتها دابة الأرض وهانذا أركلها ولو شئت وطأتها بكلتا قدمي.
في نقاشنا مع بعض الحاكمين قلنا لهم بأن دخول العدل والمساواة هو آخر إنذار لمعركة سياسية منظمة فيها لافتات لقضايا واضحة اتفقنا او اختلفنا مع حاملها ولكنها على كل حال قضايا يمكن مناقشتها والاتفاق على مجملها وإيجاد العذر عن الإختلاف على باقيها.
ولا تتصورا أن الغازي القادم سيكون خليلا أو عبدالواحد محمد نور أو ياسر عرمان، الغازي القادم قتح عيونه على صور طائرات الأنتوف البغيضة، وإخترق سمعه صوت صفير إنفصال القذائف ودوي إنفجارها، وارتسمت في مخيلته صورة جده الأعمي وهو يحاول تفادي حوافر الجياد الملعونة، وصورة شقيقته الكبرى ذات ال 14 ربيعا وهي تهيم على وجهها لثلاثة ليال هربا من عار الإغتصاب قبل أن تقو]ها قدماها المتورمتان إلى مدينة أبشي فتأخذها إحدى المنظمات إلى كندا.
الغازي القادم ترعرع في معكسر خيام مضروب بالأسلاك الشائكة وفوقه أبراج المراقبة المسلحة وخارجه عالم من الجنون والقتل على السحنة واللون واللهجة.
ولكن كومبارس السلطة مجرد دمى تحركها أصابع الأيادي الخفية، والأيادي الخفية هي التي تحلل الأحداث فتقوم بتنفيذ أدوار البطولة بنفسها وتترك للكومبارس الأدوار القذرة. وهكذا قامت الأيادي الخفية بتصفية الخليل …. فهذا رجل طويل القامة عالي النبرة ثاقب الرؤية ينفذ إلى ما وراء عقل وقلب جمهور المسرح … لذلك لن يقبل أن يكون جزءا من الكومبارس.
ربما خرج بعض الأطفال المشردين في اليوم الأول لإنتفاضة سبتمبر المجيدة، ولأنهم لا يشعرون بالإنتماء إلى هذه العوالم والعمارات السوامق التي ترتفع فوقهم وهم يتلحفون المجاري وقاع المدينة فقد أفرغوا غضبهم الطفولي الساذج فيها فحرقوا طلمبة أو أتلفوا منشأة صماء بكماء لم تنظر إليهم في يوم من الأيام على أنهم بشر لهم حقوق في الحياة والعيش الكريم. ولكن في اليوم التالي خرجت القضايا عالية تحملها سواعد فتية وتتغنى بها جناجر غضة الشباب صادحة الصوت …. هناك جن حنون الأيادي الخفية …. فأمرت الكومبارس باطلاق النار وانهمر الرصاص ….. أصيب الشهيد بابكر النور حمد في شمبات وهو عائد من تشييع الشهيد هزاع …. أصيب أولا في قدمه ولكن عندما إستدار بعض المتظاهرين لإسعافه أصدرت الأيادي الخفية الأوامر للكومبارس فاطلق زخة أخرى من الرصاص أصابت الشهيد في رأسه مع سبق الإصرار والترصد على إنفاذ السيناريو الموضوع.
كان رسول الله (ص) كلما دخل عمار بن ياسر يقول: ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية) وحينما نشبت معركة الجمل وقتل عمار أسقط في أيدي الكومبارس من بني أمية، ولكن الأيادي الخفية تعلم سذاجة الكومبارس لذلك لم تجتهد : ( الفئة الباغية هي التي أخرجت عمار من بيته ليقاتل في صفوفها) ولأنه دائما هناك بلهاء فدائما هناك سوقا رابحة للأيادي الخفية ومسرحياتها السوداء.
الآن رئاسة الشرطة تتساءل من أطلق الرصاص؟!!! …. جهاز الامن يتساءل من أطلق الرصاص؟!!! … قيادة الجيش والضباط الأحرار يتساءلون من أطلق الرصاص في شوارع العاصمة؟!!!!
ولكن الأيادي الخفية تسابق الجميع ( من قتل عمار هو من أخرجه من بيته) وتلفزيون محمد حاتم مستعد لبث السيناريو الأبله : الأيــــــــــــــــــــــــــادي الخـــــــــــــــــــــــــــــــــفية.
وفي اليوم التالي يخرج الكومبارس الذي يقوم بدور البطل زورا : الخونة والمارقين والمرتزقة والنيقروز …. نعم أنتم أيها الجمهور خونة ومارقين ومرتزقة وقبل أن أعتلى خشبة هذا المسرح لم تكونوا تعرفون البيتزا والهوت دوغ!!!!!! يقول قولته هذه ثم يغتسل ويحرم : لبيك اللهم لبيك … إن الحمد ….للأيادي الخفية التي تبقيني على خشبة المسرح وتيسر لي السفر إلى الحج بينما هي تعد السيناريو القادم.
الأيادي الخفية التي عرضت جثة الشهيد البطل الجمالي هي نفسها التي عرضت فيلم الأيادي الخفية.