الخرطوم: اسماعيل حسابو
أعلنت الامم المتحدة، أن الجنوب مواجه بـ “عاصفة انسانية شاملة” تضرب 40% من سكانه وتضعهم أمام خطر حقيقي، بسبب انعدام الأمن جراء تصاعد الصراعات القبلية وفجوة غذائية طاحنة قدرتها بـ 1600 طن متري، وأزمة في ميزانية حكومة الاقليم أدت لفقدان 40% من الموارد، بجانب فشل موسم الحصاد. وقالت نائبة الممثل المقيم، منسق الشؤون الانسانية لجنوب السودان، ليز قراند في مؤتمر صحفي بمقر بعثة “يونميس” بالخرطوم أمس، ان الصراعات القبلية بالجنوب أودت منذ يناير الماضي بحياة أكثر من الفي شخص، وتسببت في نزوح ربع مليون أخرين، مبينة انه منذ مارس المنصرم وقعت أربع مذابح رئيسية قتل خلالها 450 شخصاً في منطقة البيبور في مارس، و250 اخرين في ابريل في اكوبو، كما شهدت ذات المنطقة مقتل 185 شخصا الاسبوع الماضي، وقتل مائة اخرين خارج مدينة الناصر، كما فقدت أكثر من 750 طن اغاثة غرقا، وأشارت الي ان مكمن القلق في أن اي هجوم يؤدي الي هجوم أخر وهجومات مضادة وأن المهاجمين يستهدفون الأطفال والنساء، وذكرت ان 121 شخصا قتلوا منذ يوليو وحتي سبتمبر بغرب الاستوائية جراء هجمات جيش الرب، بينما نزح نحو 230 أخرين، فضلا عن 35 الفا قدموا من الكنغو ويوغندا، وتوقعت استمرار العنف وتدهور الأوضاع خلال الشهور القادمة بغرب الاستوائية.
وقالت المسؤولة الاممية، ان 1,2 مليون شخص من سكان الجنوب يحتاجون للإغاثة، وقدرت الفجوة بـ 1600 طن متري، واضافت “طلبنا 900 الف طن متري للاغاثة”، مشيرة الى ان حالات سوء التغذية الحاد تجاوزت الحالة التي توصف بالطارئة، وذكرت ان نائب رئيس حكومة الجنوب، رياك مشار، سيعلن خلال اجتماع للمانحين بجوبا بعد غد السبت الاحصاءات الحقيقية حول الموقف، مؤكدة فشل موسم الحصاد لتأخر الامطار، وقالت سصيكون هناك العديد من الجوعى، وأوضحت أن الامم المتحدة شرعت في جمع البيانات لتقييم الأوضاع بخمس ولايات هي واراب، اعالي النيل، شمال بحر الغزال، جونقلي وغرب الاستوائية، وقالت ان 27 عملية اغاثة طارئة تجري الان في 8 ولايات من مجمل العشر ولايات، وان وكالات الاغاثة لم تستطع الوصول الا الي 40% من سكان الاقليم، وأشارت الي ان سكانا اخرين تتهدد حياتهم، وشكت قراند من شح التمويل، وقالت طلبنا 412 مليون دولار للعام 2009م، حصلنا علي 60 مليون دولار فقط، ثم خفضنا ميزانيتنا الي 115 مليون دولار من 412 مليونا، ولكن فرصة الحصول علي هذا المبلغ ضعيفة مما اضطرنا الي تخفيض اخر الى 85 مليون دولار، وهو الخط الاحمر الذي لا يمكننا تجاوزه حتي يبقي الناس أحياء، واكدت الحاجة الي 10 منظمات انسانية بكل ولاية لادارة الأوضاع.
وأكدت قراند وجود أزمة حادة بميزانية حكومة الجنوب، وقالت إنها انخفضت بنسبة 40% بسبب اعتماد الاقتصاد بالاقليم بصورة كاملة علي البترول الذي انخفضت اسعاره، وقالت ان كثيرا من خطط الحكومة أو شركائها اما تركت أو تأجلت، مشيرة الي ان 7 آلاف من العاملين بالصحة تصرف مرتباتهم من المنظمات بدلا عن الحكومة، وحذرت من ان النظام الصحي بالجنوب يواجه اغلاقا كاملا، وسمت قراند أوضاعا مأساوية بالجنوب، وذكرت ان 90% من السكان يعيشون علي أقل من دولار واحد في اليوم، وان 92% من النساء لا يستطعن القراءة أو الكتابة، و27% من الفتيات لا يذهبن الي المدارس، وهناك معلم مقابل كل الف تلميذ، بينما عاد شلل الأطفال الي الاقليم بجانب 13 الي 14 من الأمراض القاتلة، وقالت ان معدل وفيات الامهات هو الاعلي في العالم، وان عدد الاطفال الذين تلقوا تحصينا هم الادني في العالم، وان هناك فوضي ووضعا خطيرا جدا بالجنوب.