بقلم :أحمد ويتشي
هل نتوقع إعتقال الرئيس البشير فجأة ؟
أعضاء العصبة ذوي البأس الشديد لا عهد ولا مثياق لهم وهذه حقيقة . لم يفكر أحد ولو حلما بأن تلاميذ الشيخ الراحل الترابي يطردوه من السلطة و يرموه في السجن و ينكلون به ومن ثم يتركونه في المنشية نسيا منسيا طوال عقد ونص من الزمن !
ولم يتوقع ألد أعداء النظام بأن علي عثمان طه شخصيا يتجرأ علي خيانة آباه الروحي الترابي الذي لولاه لما كان هناك شي إسمه علي عثمان طه في خارطة السياسة السودانية !
ولكن مهلا
ومن كان يتوقع أن يطرد صلاح قوش من مواقعه و يحبس في الحراسة وهو ال
رجل الذي فعل من أجل تثبيت كرسي البشير ما لم يفعله هيرمان غوريغ ضد معارضي النازية في ألمانيا و لا نيكيتا غورباتشوف ضد معارضي جوزيف ستالين في الاتحاد السوفياتي !
ومن كان يتوقع بأن قائد مليشيا المجاهدين محمد إبراهيم “ود إبراهيم ” يدبر مع بعض شلته عملية انقلاب عسكري ضد النظام ؟ للعلم الكثير من المشاركين غسلوا أيديهم بعد فشل المحاولة ووشوا بأخوانهم الذين شاركوا فعلا .
فبرغم من ان البعض يقول بأن كل ما جري من محاولات انقلابية فاشلة أو حتي واقعة العاشر من رمضان يعتبرها كلها مسرحيات والدليل علي ذلك عودة قوش الي البرلمان و عودة الشعبي الي مشاركة النظام في سلطته ! وهذا الرأي قد يكون منطقيا اذا اسلمنا بنظرية المؤامرة
ولكن الأمر عندي مختلف ولدي نظرة مختلفة لأن الواقع يثبت ذلك وعادة لا أميل الي نظريات المؤامرة لذلك أحاول المغامرة في التحليل و التخمين والذهاب الي التوقعات المنخفضة !
ما حدث للقادة بارزين في ظفة قيادة النظام أعلاهم وما حدث
للمدعو طه حسين مدير مكتب البشير قبل يومين من المتوقع أن يحدث للبشير نفسه في أي لحظة ومن يستعبد أو يمنع حدوث هكذا الأمر ؟
لأن ديدن هذه الجماعة دائما عدم الثقة . ففكرتهم أساسا يقوم على عدم الثقة بأحد علي الاطلاق لذا يستخدمون سياسة التمكين خوفا من أصحاب الضمير !
فهم الآن في مرحلة حرجة جدا فلا وقت لديهم للتفكير وان كانوا يفكرون من المؤكد يفكرون في كيف انجو بنفسى واموالي ومنهوباتي وليس الدفاع عن التنظيم و الآن ما يجمعهم هي القسوة و النهب و الجبن و الخسة وكل السؤات فبالتالي اذا شعر البعض بأي تهديد حقيقي لنفسه أو مكتسباته عادي جدا يقدم علي التضحية بالجميع كما فعل الفريق طه حسين الذي باع أدق الأسرار الخاصة بنظام البشير فيما يتعلق بعلاقاته بقطر وسلمها للإماراتيين و السعوديين !
بالطبع عندما نتحدث عن المدعو طه حسين مدير مكتب البشير لا نتحدث عن شخص عادي وقد تعلمون ذلك مسبقا
فطه هو بمثابة ابن للرئيس البشير . لا يختصر خدماته علي العمل العام ولكن يتجاوز ذلك إلي غرف النوم فطه حسب ما سمعنا بأنه كان يحقن البشير في مؤخرته أيام عودته من الخارج بعد إجراءه عملية جراحية في الحنجرة ومنذ سنوات طويلة يقوم بخدمة زوجات البشير و التسوق معهن في دبي و الدوحة ويجلب لهن أثمن الهدايا في المناسبات !
لم يتوقع أحد بأن يتجرأ البشير ذاته بطلب القبض على طه حسين ومنعه من السفر وزوجته بأمر مباشر منه وطبعا طه عريس تزوج قبل أشهر فقط زوجته الرابعة فهي دبلوماسية سودانية !
شخصيا متوقع أي شي في هذه المرحلة لأن النظام يتنفس بالصناعي و البشير نفسه يعرف بأنه استفذ كل أغراضه من الأكاذيب و إدعاء البطولات الوهمية وبات محاصرا من كل الاتجاهات .لذا لم يبقي له شيئا سوي الاتكاء علي قائد مليشيا وحيد جاهل لا يعرف ” أ ب ث “في الحياة ذاتها ناهيك عن تعقيدات السياسة السودانية وكوارثها! وسيختفي قائد مليشيا وسط هذه الظروف قريبا !
إذن السؤال الأول هو نتوقع اعتقال البشير فجأة !
المتوقع جدا هو أن يضحي بكري حسن صالح وبعض العسكريين بالبشير وجماعته من الإخوان المسلمين باعياز وضمانات ووعود كبيرة من دولتي السعودية والإمارات وبتأييد مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسي لأن السعوديين و الإماراتيين مازالوا يرون في البشير كارثة لابد من التخلص منه لكي يجدوا شخص آخر غير مقيد أو مطارد من العدالة الدولية ليتحرك معهم في التجمعات الدولية والإقليمية لتكبير الكوم السعودي – الخليجي في سعيهم للخروج من الظروف الراهنة بأقل الخسائر وهذا الكوم السعودي – الخليجي يحرسه أمريكا ولكن بوجود البشير يتسبب بالاحراج لأمريكا كما حدث في قمة الرياض الأخيرة !
لهذه الأسباب من المؤكد لا يستطيع أحد من أنصار النظام وخصوصا ضباط الجيش البارزين من مقاومة اغراءات الخليجيين من جانب ومن جانب يتجنبون بشدة أن يرفضوا طلبا لهم لكي لا يزعلوا منهم ويجلبوا لهم الساحق و الماحق ! .
وحسب قراءتي الإمارات لا تريد البشير في السلطة و جاهزة لتقديم كل الغالي والنفيس لإزاحته في المرحلة القادمة و لكن ليس لسواد عيون السودانيين .
ولكن السؤال الأهم هو ماذا سيحدث اذا ما تم اعتقال البشير فجأة ؟ اولا : إعلان حالة طوارئ جديدة كعملية انقلاب و اعتقال بعض قادة القوي السياسية في الخرطوم .
ثانيا : المتوقع هو ان يغسل 90% من أعضاء تنظيم البشير أيديهم منه تماما ويمكن أن يصفوه بالمجرم و الخائن الذي دمر البلاد و أدخله في حروب عبثية وقسمه الي نصفين !
وقطعا لن تسمع كلمات مثل الاسد النتر والتمساح العشاري وغيرها من الأكاذيب
وال10% الباقين هم بعض الجهلة من البطانة المقربة من البشير وبعض المغرر بهم من أبناء القبائل الذين ادخلوا الي جهاز الأمن من نافذة شيوخ القبائل فهولاء في البداية يحاولون إبداء شي من المقاومة عبر إطلاق أعيرة نارية هنا وهناك ولكن سينتهي بهم المطاف في حضن الشخصية الجديدة البديلة للبشير بتطمينهم بأن السلطة مازال تحت سيطرة (العرب) و لن يمسها المتمردين و العملاء والعلمانيين الكفرة !
كما أنه من المتوقع أن يكون هنالك اندفاع كبير من الشباب للالتحاق بصفوف القوي الثورية في الميادين !
و الأمور في النهاية ستنفلت للأسف من يد الجميع وسيضطر بعض قادة جيش البشير المنقلبين ضده الي الهرب خارج البلاد مما يزيد الوضع تعقيدا
لكن حتما الأمور لن تستمر كما هي حتي نهاية السنة الحالية ! و أحدهم يسألني ويقول ماذا عن الجماهير ؟ انهم يتفرجون علي الفيلم