الخرطوم (رويترز) – قال ضباط يوم الثلاثاء ان مسلحين مجهولين اطلقوا النار خارج قاعدة للجيش السوداني الجنوبي مما اثار توترات بعد ايام من قتل مقاتلين قبليين نحو 40 جنديا ومدنيا.
وجاءت هذه المواجهة بعد سلسلة من الاشتباكات العرقية في جنوب السودان والتي تشكل تهديدا لسلام هش تم التوصل اليه في اتفاقية ابرمت عام 2005 وانهت 20 عاما من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.
وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان لرويترز ان مقاتلين قبليين قتلوا سبعة جنود سودانيين جنوبيين ونحو 30 مدنيا كانوا يحرسون قافلة من البواخر النهرية التي كانت تحمل مساعدات غذائية من الامم المتحدة.
وقالت الامم المتحدة ان الهجوم في نهر السوباط شنه افراد بقبيلة جيوكاني نوير اشتبهوا بأن هذه القوارب تنقل مواد غذائية واسلحة الى قبيلة منافسة هي لو نوير في قرية اكوبو.
وقال ملاك أيون أجوك المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ان جماعة اخرى اطلقت النار صباح يوم الاثنين في الهواء على ما يبدو خارج قاعدة للجيش الجنوبي في ولاية اعالي النيل القريبة من مكان الهجوم النهري.
واضاف المتحدث “ان احدا لم يرد على هذا الاستفزاز.
“يتم ابقاء جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان في قواعدهم ولم يقع قتال. لم يصب أحد.الوضع هاديء الان.”
وقال ان السكان في الناصر غضبوا بعد سماع ادعاءات كاذبة بان الجيش الجنوبي ارسل مواد غذائية ودعما لقبيلة لو نوير. واضاف ان ضباطا كبارا من الجيش الشعبي لتحرير السودان يقومون الان بزيارة المنطقة في محاولة لاصلاح العلاقات.
وقالت مصادر بالامم المتحدة طلبت عدم نشر اسمها انه توجد اشارات مثيرة للقلق بان مقاتلي لو نوير يتسلحون من اجل شن هجوم انتقامي محتمل.
وتقع اشتباكات منذ فترة طويلة بين الجماعات العرقية بجنوب السودان بسبب خلافات معظمهما يتعلق بسرقة الماشية. ووصل القتال الى ذروته في السنوات الاخيرة وسط سخط سياسي واسع النطاق وكميات كبيرة من الاسلحة المتخلفة عن الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.
ووعد اتفاق السلام الذي وقع عام 2005 بانتخابات عامة عام 2010 واستفتاء بشأن مصير الجنوب عام 2011. لكن استمرار انعدام التنمية والركود في اقتصاد الجنوب القائم على استخراج النفط اصاب كثيرين من سكان الجنوب بخيبة امل.