ابوبكر القاضى : لماذا اغتيل د خليل؟

ابوبكر القاضى : لماذا اغتيل د خليل؟
خوفى على دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق – من ذات مصير الجنوب
بمناسبة اربعينية د خليل فانى اترحم عليى روحه –  كما اترحم على ارواح جميع شهداء مشروع الهامش وان جاز التخصيص فانى اذكر الرموز التالية بالترتيب حسب اسبقية الاشهاد – فاذكر الشهيد داود بولاد – والشهيد يوسف كوة – والشهيد د جون غرنق ديمبيور – فالشهداء هم ملح المشروع وطعمه – ورؤيتهم خالدة مثل خلود ارواحهم
لن اتساءل عن من قتل الشهيد د خليل – ليس لا ن هذا السؤال قد قتل بحثا  — ولكنى اريد ان اتقدم بالحوار خطوة الى الامام – فالاخبار عادة تهم بالاجابة على السؤال : من اغتال د خليل؟  فبعد مضى 40 يوما من استشهاده اريد ان اطرح السؤال : لماذا اغتيل د خليل؟ وبالطبع ليس غائبا عنى ان السؤال (من اغتال د خليل؟ يستبطن  بشكل او اخر السؤال لماذا اغتيل د خليل)
وحتى لا اطيل على القارئ ابادر فاقول : بان الاجابة بالقول (لانه الوحيد المجرب القادر على اسقاط نظام الخرطوم) – هذه الاجابة  تجاوزا نقول خطا او غير دقيقة – وانما الاجابة الصحيحة هى (لانه وبالائتلاف مع جبهة كاودا) تستطيع هذه الجبهة الثورية ان تحقق وحدة السودان – وتحقق مشروع السودان الجديد الذى كان يتطلع اليه الشهيد د جون غرنق
اذن نستطيع القول بان سبب اغتيال د خليل ابراهيم – هو نفس سبب اغتيال د جون غرنق –  ويستتبع ذلك ابضا الاستنتاج بان الجهة التى اغتالت د خليل هى ذات الجهة التى اغتالت د جون غرنق — هذا الاستنتاج مهم وخطير خاصة عندما نبحث مالات مشروع المهمشين فى ضوء اغتيال د خليل احد اهم اقطاب هذا التحالف
خوفى على دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق – من ذات مصير الجنوب
لقد فرح حزب المؤتمر الوطنى لاستشهاد د جون غرنق فى ظروف لا تسمج بان تجعلهم المتهم الاول لاغتياله – وسبب الفرح هو خروج اكبر منافس فى الانتخابات الرئاسية  المرتقبة انذاك بعد منتصف الفترة الانتقالية – وفات عليهم ان استشهاد د غرنق كان  يعنى ضياع امل الوحدة – ولكن جماعة المؤتمر الوطنى همهم الاول هو السلطة والحزب وليس (وحدة الوطن)
ربطا بهذين الامرين – اقول ان جوغة المؤتمر الوطنى التى دقت الطبول فرحا باستشهاد د خليل لم تعلم ان استشهاده  من المرجح ان يؤدى الى علو الصوت الداعى الى الخطوة الثانية من تفتيت السودان – واشرح ذلك بالاتى:
اولا : ان جسم الهامش (دارفور او الغرب الاجتماعى – جبال النوبة – النيل الازرق – الشرق – اقصى الشمال (كوش) – الهامش  كله جسد واحد – ودرس اغتيال د غرنق – ود خليل بالتعاقب هو درس لهم جميعا – ويحضرنى فى هذا الخصوص ان اقول بان الدرس الذى فهمته الحركة الشعبية بكل ذكاء هو ان تلعب سكة غير اللاعب – اى تسلك طريقا اخر غير طريق الوحدة
ثانيا : قراءتى للمستقبل القريب —  ستبدا حملة تحريض و اغراءات محلية ودولية تدعو الى تقرير المصير – وفى احسن الفروض تحت لافتة الكونفيدرالية – بمعنى الاحتفاظ بشعرة معاوية – وهذا الشئ استقرئه من تجربة الحركة الشعبية  فى بداية التسعينات من القرن الماضى  عندما طرح قادة كبار بقامة رياك مشار ولام اكول فكرة تقرير المصير – فالثورة عندما يمر عليها حوالى عقد من الزمان تراجع مواقفها – خاصة فى ضوء اثار الحرب على النازحين واللاجئين والاضرار الناجمة عن الدمار والوقف الكامل للتنمية – لانه لا تنمية مع الحرب – فضلا عن توسع مساحة الفاقد التربوى – الخ
ثالثا : لقد قررت قيادة حركة  العدل والمساواة فى مؤتمرها الاخير المضى قدما فى طريق الشهيد د خليل لحين انجاز المشروع – وقالوا : ثارنا هو انجاز المشروع – والذى يعنى دخول الخرطوم مرة اخرى واحداث التغيير الجذرى فى بنية النظام – وبالرغم من قناعتى بصدق هذا التوجه – ولكنى اقرا التاريخ جيدا – فعلى الرغم من قناعة وايمان د غرنق بالوحدة – ومشروع السودان الجديد الا انه اضطر لادراج فكرة تقرير المصير ضمن اجندة الحركة – بسبب المزيدات داخل الحركة ولاسباب تكتيكية اخرى — وخوقى من نفس المصير لحركة العدل و المساواة – وخوفى بصورة خاصة ان يصل الياس الى معسكرات النزوح واللجوء —  والى انسان الهامش العادى فى الغرب الاجتماعى الكبير – والخوف الحقيقى من اليامس من اتفاقات السلام الكاذبة والفاشلة – خاصة بعد العودة لمربع الحرب مجددت فى جبال النوبة وجنوب النيل الازرق بعد فشل نيفاشا – وبعد فشل ابوجا وعودة منى اركو للحرب
ابوبكر القاضى
الدوحة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *