ابوبكر القاضى : كيف تقرا الجبهة الثورية تصريحات كلنتون ان البشير صار يهدد بقاء دولة جنوب السودان؟

كيف تقرا الجبهة الثورية تصريحات (كلنتون) ان البشير يهدد (وجود) دولة الجنوب؟

صرحت هيلارى كلنتون وزيرة الخارجية يوم الاربعاء الماضى (29 فبراير 2012) امام مجلس النواب الامريكى  ان الرئيس البشير اصبح يهدد وجود دولة جنوب السودان – ونوهت الى ان البشير يقوم بهذا العمل (التقويضى) – وذلك بالرغم من انه شارك فى حفل تنصيب الرئيس سلفاكير
فى هذا المقال سنحاول ان نفهم مرامى ومغزى تصريحات رئيسة الدلوماسية الامريكية – والرسالة التى ارادت امريكا ان ترسلها  الى الاطراف المتصارعة فيما (كان ) يسمى بلد المليون ميل

سر بقاء البشير (امريكيا) – انه الاضعف لغرضى انفصال الجنوب – وتامين بقاء الدولة الوليدة

اذا قرانا الكلمات التى خلف كلمات السيدة  كلنتوت سنجد انها تقول ( للزول) عمر البشير : يا زول ارع بى قيدك – انت تجاوزت الحدود – ولعبت بالنار – الا تعلم يا زول ان العلة تدور مع المعلول وجودا وعدما ؟  الا تعلم ان (الجزرة ) التى اعطيناها لك مقابل مشاكوس ونيفاشا وحضور حفل تنصيب الرئيس سلفاكير هى ( اولا) اطلاق يدك فى دارفور – صحيح انت زودنها (كثبر) – ولكن تبقى الحقيقة اننا تركناك (تبرطع) فى دار فور – ولكن عليك ان تتذكر ان امريكا تمهل و لا تهمل – لان امريكا دولة ديمقراطية تعمل الف حساب الى لوبيات جماهيرية مثل انقذوا دارفور ومنظمات السود — الخ
والجزرة الثانية هى (والمهمة جدا لك) – وهى قبولنا لك بالبقاء فى الكرسى  — لانك افضل من يخدم مصالحنا – ومن خلالك نحصل على رضى اللوبيات المسيحية (صاحبة الاصوات الانتخابية)
اذن رسالة كلنتون للبشير هى : يا زول تجاوزت الحدود – وانت تعرف (الفايت الحدود واسوه)

رسالة كلنتون هى ضوء اخضر للجبهة الثورية للاجهاز على البشير

كان ترحيب امريكا (فاترا) بالجبهة الثورية عندما وقعت حركة العدل والمساواة فى 11 نوفمبر 2011 – حيث اعلنت امريكا – علنا — انها  ضد (اسقاط نظام البشير) – وهو هدف رئيس معلن من اهداف الجبهة الثورية – ولعله الهدف الذى يعنى احزاب الشمال وانسان المركز – فقد راينا فى ملف نيفاشا ان الملف الذى يشغل بال احزاب التجمع هو (ملف التحول الديمقراطى)
وشاهدنا ان رسالة  السيدة كلنتون لم تات فى فراغ – وانما جاءت فى خضم الحرب او فلنقل الزحف المقدس الذى دشنته الجبهة الثورية يوم 26 فبراير فى نهر البيضا وجاو بقوتها وعتادها – وكعادة حكومة الخرطوم —  نسبت هذا النصر الحاسم الى (حكومة الجنوب)  — وهذه ذهنية مركزية لا تعترف بالهزيمة – ففى صبيحة 2 يوليو 1976 وصفت سلطة مايو مقاومة الجبهة الوطنية المسلحة انذاك (بقيادة الهندى والصادق والترابى)  بانها حركة (مرتزقة) – اى اجانب – وفى 10 مايو 2008 عندما دخلت حركة العدل والمساة بقيادة الشهيد الفارس د خليل ابراهيم امدرمان  — ايضا –وصفت الانقاذ جحافل العدل والمساواة (بالمرتزقة)
شاهدنا ان رسالة كلنتون للبشير هى اخرص عن اطلاق التهم ضد دولة الجنوب وجعلها شماعة تعلق عليها اخفاقاتك فى التصالح مع شعبك – والا –؟!


رسالة كلنتون للبشير: احذر من مصير ضياء الحق العسكرى الاسلامى مثلك !

رسالة كلنتون للبشير هى حمالة اوجه – ولكن الاوجه كلها تنتهى الى نتيجة واحدة  هى ازاحة (البشير) شخصيا من السلطة  (ليتادب غيره) ممن يفتقر الى الشرعية الشعبية الدستورية ومعلوم انه لا يستطيع حاكم ان يقول لا لامريكا الا اذا كان الحاكم منتخبا – وسيناريوهات ازاحة البشير تدور بين تحويله (للرئيس المخلوع) او الرئيس (المرحوم) – الخصها على النحو التالى:

اولا: منح تعليمات لكابتن الطيارة التى تقل الرئيس المطلوب للعدالة بالتوجه  فورا – هاى هاى الى لاهاى – والكابتن مسؤول عن سلامة النفوس التى على متن الطيارة بما فيهم الرئيس – ورئيس الجمهوري غير مخول بالتدخل فى اجراءات السلامة داخل الطائرية – هذة مسالة فنية من اختصاص الكابتن وحده ودون غيره – ودونكم سابقة كابتن محمود ساتى قائد طيارة الرئيس نميرى فى القاهرة صبيحة 6 ابريل 1986 حين وفض الانصياع لاوامر المشير النميرى بالتوجه بالطائرة للخرطوم

ثانيا: سناريو التخلص من الرئيس الباكستانى الاسلامى ضياء الحق عن طريق تحطيم طائرته فى الجو – وليس مهما ان كان على متنها سفير امريكى او كانت تتعلق برحلة الاطلاع على تكنولوجيا اسلحة  امريكية جديدة

ثالثا : ترتيب الية لتسليم السلطة لنائب الرئيس —  (الحل اليمنى) مع ترتيبات لاعفاء الرئيس البشير ( شخصيا ) من المحكمة الجنائية —  (طبعا ما عنده مانع يبيع مولانا وكذلك ظله عبدالرحيم محمد حسين) – وهذا الحل هو المريح لامريكا اذا قبل نائب الرئيس شروط الصفقة – وهى ان يعطى نائب الرئيس تعهدا بمنح حق تقرير المصير لدارفور وجبال النوبة والانقسنا – وذلك نفاذا للدراسات والخطط الامريكية ذات الصلة

رابعا : والسيناريو الرابع وهو ( هدم القلعة) ويعنى:

غض الطرف عن الجبهة الثورية للزحف  نحو الخرطوم واسقاط نظام البشيروهد القلعه عليه وعلى نائبيه —  ومشروعه المعاكس للربيع العربى– بل الذى تبرا منه حكام الربيع العربى  – ثم التفاوض مع الشعب السودانى مباشرة – اما ان يقبل اهل المركز بالمهمشين كشركاء وان يكون السودان وطنا للجميع وعلى قدم المساواة  ومن مرجعية المواطنة – او كل غردا يطلع جبله
ابوبكر القاضى
الدوحة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *