إِعْلان إِمَــارةْ البَقَّارَة

إِعْلان إِمَــارةْ البَقَّارَة

 

إن تطبيقات مُمارسات الإقصائية واللامبالاة والتساهُل متزامنةً مع ضعف الإرادة الوطنية في إتخاذِ القرارات الإجتماعية والإستراتيجية الإقتصادية والسيادية بدافِع الجَشع والتكويش والأطّْمَاع الحزبية والقبلية والشخصية التي لازمت سياسة نظام الحكم التمكيني والقهري الإنقاذي هي من أدخلت العباد والبلاد والإقتصاد النفق الكَروي ومآلات الإذلال وهاوية التلاشي مهددةً بذلك السِّلم والإقتصاد الدولي بتفجيرها نزاعات الحقوق المتساوية للأفراد والشعُوب المُهمشة. وحيثُ لم يشفع للمسيرية إلتماسات وإستجداءات عبد الرسول النور العنيد، كذلك لم تنفع البقارة معايير حُسن نوايا رفيع الدبلُوماسية الحاج آدم العائد لزبانيِّة القصر من جديد ولن تجدي حتى تطبيقات الإستراتيجية الأمنية من المتنفذ كاشا الطليق دون حسابات أرض وجُغرافية ووحدة المصير المُشترك لمن فضّلهُ الله وكرّمهُ على سائِر خلقه وباهى به ملائكته. سائلاً الله لكم الرفعة والعلوا في الدنيا والاخرة وما طار طير وارتفع الا كما طار وقع.

عَجيبٌ أُمرُكم أيها الساسة السودانيين والجماهير المنْسيِّة المتفرجة على كل سُفُور وفُجُورِ النّفاق في الخصُومة لإخراج عُريّة القصر والمنشية وتكريس البُغض والكراهية لتجيير نُبلاءِ وسادات الشعب رموز العزّةِ والمجد، أَسُلِبت منكم الإرادة الوحدوية أم أكتفيتم بالتشفي والتشمير على حال جلادكم المُنهك والمُجهد والمُنهار بهول فظاعة المرمطة والجرجرة الأمريكية؟. حدث هذا كله خارج صحائف الويكليكس التشهيرية تستراً لمن إستسلم وانبرش طوعاً لمطالب الإستعمار الإستيطاني ومقراً إنتهاج التمييز العرقي دستوراً لإطالة يوم آخر رئاسي. وَيْحَكُم! تُجَرِّمُون من نادى بالعلمانية واللبرالية بفَرِيّة البُعد عن الدين والخروج عن المِلّة بإتباع ديمقراطية الغرب إحتساباً؟ وتتناسون هذه الدوامة الهستيرية والهروب في نَفَقٍّ كروي بفعل شلل العقلية الجبهجية المتحجرة والمرعوبة بالفزع المميت من المصير المنظور والقادم من كل حدب وصوب! نعم حالة الصيرورة للجمود الفكري والإستسلام الإنهزامي للطقمة المتطرفة والمستنفذة إستخدامات كل شعارات الدين السياسي تحت الضغط الأنجلوأمريكاني المتواصل بوصايا كنسية مستصحبة ملفات الجنائية الدولية لعقد وإشهار الصفقات الإبتزازية والرضوخ لشَرّْعَنة تقسيم البلاد وتشتيت العباد أثنياً عقائدياً وإقتصادياً وثقافياً بأيدي سُودانية خالصة وفِرْية التسامح والتساهل الشعبي لضمان تفطيس وحدة التهميش والإقصاء السياسي والإجتماعي والإقتصادي لا لذنبٍ جنت بل لمطالبتها بالحقوق المتساوية المدنية والعدلية ورفضها بشدة إستعادة الهيمنة الإستعمارية مطيّة العملاء المتآمرة. نعم الأعجب ما جعل العصابة الحاكمة تتخبط وتدور مشغولة بالأمور الإنصرافية بعيداً عن معضلة الإنفصال لتكسير السيادة الوطنية والتي تستدعي العلاج الجذري للسياسة السودانية وترتقي وجوباً إعلان الإحتراب الإستباقي حسب معايير ومفاهيم الغرب الوقائي للحفاظ على السلم القومي ووقف إنهيار الإقتصاد الدولي. متى نرفع رآية مفاهيم الجهاد نصرةً للإسلام ووحدة العباد والبلاد وإبقاء السودان في حالة التماسك يا جبّار ويا مُعين. ونستنصح بالذي هو بين *لنْ يضروكم إلا أذى .. وإنْ يُقاتلوكم يولّوكم الأدبارَ .. ثُمّ لا يُنصَرون* ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ …* لا بديل ولا مغيث ولا حامي يا أهل الإنقاذ غير الإجماع مع أصحاب الهممِّ الأشاوس والخروج إلى الشوارع والطرقات مرفودةً بحقيقة الحراك الجماهيري المُستوْعِبة لكل الخيارات المُتاحة لِمُؤازرة نخبة الجبهة القومية العريضة السياسية والعسكرية لمعافاة سياسة رزق اليوم وتأكيد إستمرارية الوحدوية وبسلاسة إعلان إنطلاق الدولة المدنية.

وحيثما أن الشمال السوداني بإباحية إسلاموفوبيا قد قام باستغلال البترول والغاز وتصرف في الأراضي العامة والمشاريع القومية الإستراتيجية وكدس أرصدته بمال الجبايات والنصب والإحتيال والإتجار الإستثماري الحصري وقد تم بالفعل الشروع في استكمال البنية التحتية من خزانات وسدود مياه الألفية لري الصحارى والفيافي وتوليد الكهرباء التجاري وإستصلاح أراضي الشمالية والنيل للزراعة والإنتاج الحيواني والسمكي والصناعي وطوَّر صناعة الحديد والأسمنت البورتلاندي. ونال الحصص السمان من الطرق المعبدة والجسور المسلحة وأكمل متطلبات التعليم من مدارس ومعاهد تقنية وجامعات تخصصية وبنى المصحات والمستشفيات ودون ذلك الفيلات الرئاسية والقصور الشامخات تمهيداً لدولة حمدي المحورية، وسخر حصص الشمال من الثروة الاقتصادية القومية بقانون النيفاشية لسكان الشمالية وأعطاهم التمثيل الرئاسي للرقابة والمتابعة الفوقية الأمنية لطمس الأدلة الجنائية ولإطالة عمر النهب والإغتصاب والقرصنة -الهمبتة لصالح ترتيب وإرساء قواعد وأسس الدولة الشمالية ومشاريع حوش بانقا قبل تنفيذ حق تقرير المصير (الانفصال) تماماً حسب نص الإتفاقية الإقصائية والتي لم يستشر فيها أحد من النخب الثقافية أو السياسية البتة، وآثرت الجبهة الإسلاموية الهروب للأمام من حقبة التاريخ الإحترابي البغيض بعد زهق أرواح 2,500,000 جنوبي مردفة بإبادة جماعية نتيجة هواجس الأسلمة والإستسلام والترويض. وحقيقة إنسحاب الجيش السوداني القومي بكامله من الجنوب شرعنةً لتأكيد وإفساح المجال لغريمه المتآمر الجيش الشعبي وفعاليته للسيطرة المطلقة والتحكم المتعربد في مصادرة الحقوق المتساوية لشعوب هامش الهامش. يا للهول لقد تم كل هذا ليس تفضلاً أو تماشياً مع خصوصية الجنوب لتعزيز الثقة وتعميق حسن النوايا أو الميكانيزم لدفع ودعم أو لتأطير جاذبية الوحدة الوطنية للسودان في وئام أو لسلاسة التحول الديمقراطي السلمي والإيفاء بالعهود بل هي لله هي للجبهة القومية الإسلامية هي الصفقة للعنصر للعقيدة واللون. وهكذا أفسدت حكومة الخرطوم السياسة السودانية والكوادر البشرية وعملت على إحلال الشماليين مكان الغرابة والجنوبيين في أماكن إنتاج النفط والدليل القبلي الوظيفي كان حاضراً وموصفاً كل أوجه التعيينات البيتية ولهذه الأسباب مجتمعة فإن مصلحة الجنوب تقتضي بأن يقبل السلام وهو ضعيف ويستأسد وهو القوي المحمي من الكنيسة والغرب وليس السعي لنظام علماني ليبرالي أطروحات للانتهازيين والخونة المارقين *لتبلون في أموالكم وأنفسكم .. ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً … * فكيف تحافظون على هذه التكويشات دون تغيير واقع الحال؟

وأصبحت جيوش قريش والإتحاد والمسيرية وحرس الحدود ومليشيات الجنجويد والعدل والمساواة وحركات تحرير دارفور والجيش الشعبي وقطاع الطرق وأمراء الحرب جنباً إلى جنب مع المرتزقة حرة وطليقة من أية إعتراضات أو مواجهات القوى الأمنية أو الجيوش النظامية بل معفية دولياً من أية مساءلات إجرامية ويصولون ويجولون كردفاناً وجنوباً إستباقاً للضرب دون رقيب أو حسيب ويتندرون بمسيرة سلام الدوحة العرجاء والإستراتيجية الغازية المطمورة. وأضحت مناطق التماس ساحة نزال دون سيطرة فعلية أو حماية أمنية وترك المسيرية والبقارة كمن لا درباً قطع ولا ظهراً أبقى فهم المستهدفون من الحركات القبلية والمستهجنون من صفوة النخبة النيلية وهذه وضعية البدون فاقدي الديار والجنسية فكيف تطمعون في الهوية يا نبلاء الغرابة عرباً وزرقة. وهكذا يأتي خيار العصيان الصعيب إستباقاً لقرار الإنفصال الرهيب نهاراً جهاراً مُسَرِّجَاً مباديء التعايش السلمي القبلي الحميد وفض واقعة الإندماجية الإجتماعية جنوبية غربية وهضم البغيض بإستيعاب الحِكْمَة والمستشرقة في غيِّهم يعمهون إِعْلانِ إمارة البقّارة والتَذلُلِّ في الحاجة من شيم الفُتُوَّةِ –نعم دولة العرب السيَّارة لمن لم يسترقُ السمعَ أو به غِشَاوة عسى ولعلَّ نعاود بها تأسيس الدولة المدنية. ميلاد إمارة البقارة الرشيدة المُكملة لثُمَانيّة سودان الفيدرالية لتُطمْئِن المجاهدين في ثباتهم لكبت آلية القمع والبطش والدمار والزيف والضلال .. وتشفي صدورهم من الهوان السيادي والإفتقار الإقتصادي .. وتذهب غيظ قلوبهم من الإستغلال المالي والدونية والتهميش السياسي .. وتثبتهم على الحق في العدل والمساواة الفردية والإجتماعية .. وتثبت الحق بهم في إسترداد واسترجاع الحقوق المقتصبة ظلماً وعدواناً وإبقاء عقوبة المساءلة الجنائية .. وترسخ أقدامهم على الطريق العقائدي المستقيم.

الجنوبيون وجميع الشعوب الشمالية خاصة البقارة يحلمون ببلد يعيش وينعم بسلام على أهله وجيرانه، ويهنأ شعبه بالأمن والأمان وكرامة شراكة حياة العيش الإجتماعي والإندماج العرقي والثقافي.

المهندس/ علي سليمان البرجو

عد الفرسان/ نيالا

971506521662+
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *