الخرطوم ـ العرب اونلاين ـ وكالات ـ قتل خمسة جنود روانديين ينتمون الى القوة المشتركة في نهاية الاسبوع في هجمات مختلفة في دارفور، الاقليم المترامي في غرب السودان الذي يشهد ايضا اعمال خطف وتهديد للعاملين الاجانب في اطار الحرب الاهلية.
وقتل جنديان روانديان السبت واصيب ثالث بجروح في هجوم استهدفهم في شمال دارفور، وذلك غداة مقتل ثلاثة جنود اخرين في هجوم في المنطقة نفسها.
وقال مسؤول كبير في قوة السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي السبت ان “جنودا روانديين كانوا في صدد توزيع المياه عند مدخل مخيم للاجئين في شنغيل توبايا عندما اطلق مسلح او اثنان النار عليهم. فقتل جنديان وجرح اخر”.
واكد المسؤول الاعلامي في القوة المشتركة كمال سايكي هذه المعلومات، موضحا ان الهجوم وقع السبت قرابة الساعة 16.40 “13.40 ت غ”.
وشنغيل توبايا الواقعة على بعد 65 كلم جنوب الفاشر، عاصمة اقليم شمال دارفور، كانت مسرحا لمواجهات بين عناصر مسلحة في وقت سابق هذا الخريف.
وقال مصدر اخر قريب من الملف لوكالة فرانس برس ان “المهاجمين تعرضوا لسيارة تابعة للقبعات الزرق”، مشيرا الى ان الحادث قد يكون ناجما عن محاولة سرقة سيارات خرجت عن السيطرة.
وفي اديس ابابا، أدان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ “بشدة” السبت الهجوم الذي اسفر عن مقتل ثلاثة جنود روانديين من القوة الدولية لحفظ السلام في اقليم دارفور بغرب السودان.
وأدان بينغ في بيان بقوة المكمن الدامي الذي وقع في الرابع من كانون الاول/ ديسمبر في شرف عمرة والذي استهدف وحدة من الكتيبة الرواندية كانت تسير دورية”.
واضاف بينغ ان “هذا الهجوم غير المبرر تسبب بمقتل ثلاثة من حراس السلام في القوة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور فيما اصيب جنديان اخران”.
وجاء سقوط هذين الجنديين غداة مقتل ثلاثة جنود روانديين في قوة حفظ السلام في هجوم في شرف عمرة، وهي مدينة اخرى في شمال دارفور تقع على بعد حوالى مئة كلم من الحدود مع تشاد.
واعمال العنف هذه ترفع الى 22 عدد جنود قوة حفظ السلام في دارفور الذين قتلوا منذ كانون الثاني/ يناير 2008 عندما بدأ انتشار القوة التي تضم حاليا اكثر من 18 الف جندي وشرطي على الارض.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان عن “اسفه لذلك الهجوم، ودعا الحكومة السودانية الى بذل قصارى جهدها من اجل كشف هوية مرتكبي تلك الاعمال واحالتهم على القضاء”.
وتقول الامم المتحدة ان النزاع في دارفور اسفر عن سقوط 300 الف قتيل منذ 2003 في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة الاف قتيل فقط، بالاضافة الى 2.7 مليون نازح.
وتراجعت في الاونة الاخيرة وتيرة المواجهات بين حركات التمرد والقوات الحكومية، لكن مشاكل انعدام الامن باتت معممة مثل سرقة السيارات من جانب “قطاع طرق” وعمليات السطو المسلح التي تطاول مقار المنظمات غير الحكومية والخطف.
ومنذ اصدرت المحكمة الجنائية الدولية في اذار/مارس مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، خطف خمسة اجانب في دارفور وثلاثة اخرون في مناطق محاذية للاقليم في تشاد وافريقيا الوسطى.
ولا يزال موظفان مدنيان في قوة حفظ السلام احتجزا في نهاية اب/اغسطس في زالنغي في غرب دارفور في ايدي خاطفيهما، اضافة الى موظف فرنسي بريطاني يعمل في اللجنة الدولية للصليب الاحمر احتجز في تشرين الاول/ اكتوبر.
وفي اذار/ مارس الماضي، خطف موظفون في منظمة “اطباء بلا حدود” بينهم كندية وفرنسي وايطالي في شرف عمرة ثم افرج عنهم بعد ثلاثة ايام.
ودفعت عمليات الخطف المنظمات الانسانية العاملة في اقليم دارفور الى التخفيف من تنقلاتها في المناطق المستهدفة.