إعلان باريس قَبرَ مُسمى الحركات المسلحة

بسم الله الرحمن الرحيم
إعلان باريس قَبرَ مُسمى الحركات المسلحة
بقلم :أحمد رضوان
الحرب والإحتراب لم يكن يوماً من الأيام غاية للثوّار في الجبهة الثورية السودانية، لكنها أقحِمت إقحاماً فيها من قبل نظام المؤتمر الوطني ،والذي ظل قادته من حينٍ لآخر يرددون أنهم أخذوا السلطة بقوة السلاح وبالتالي الدايرها يشيل السلاح .هذا المنطق الإستعلائي دفع أطراف كثيرة من السودانيين لحمل السلاح ،رغم ذلك نجد ان أهل الهامش ظلوا على الدوام يبحثون عن الحلول السلمية عبر منابر ومُدن كثيرة منها إفريقية وعربية ،إلاّ ان المراقب للمشهد السوداني يلحظ ان قادة الحزب الحاكم في السودان يقطعون كل حبال الصلات التي تمُتُ الى التوافق والحل الشامل لكل نكبات البلاد. وإلا فكيف نُفسِرما تردده وسائل إعلام الحكومة ورموز من المؤتمرالوطني بعدم تسمية الأشياء باسماءها ، فهم من جهة يقولون ان (ما يسمى ) بالجبهة الثورية تفعل كذا وكذا ، ومن جهة اخرى يرسلون المبعوثين في السر والعلن لعرض بضاعتهم التي كَسَدت بفعل إعلان باريس ولقاءات أديس أبابا ، والتي وجدت تأييداً دولياً وإقليمياً وداخلياً، لذا على المؤتمر الوطني ان يعيد النظر كرتين لعله يُبصر ما عَميت عنه طيلة ال25 عاماً الماضية ، وان يعلموا ان الفاعلين الدوليين والإقليمين وشعبنا في الداخل ، باتوا جميعاً يعترفون بجسم واحد موحد إسمه الجبهة الثورية ، ومستعدون ان يتعاملوا معه إلى أبعد الحدود في حلحلة قضايا السودان الكُلية وبشكل شامل .ونؤكد على أننا وهم قد قبرنا (ما تسميه الحكومة بالحركات المسلحة) في مقابر باريس ومدينة الزهرة البيضاء أديس أبابا ،لذا ننبه النظام الحاكم ان يترك المكابرة ويعترف بالجبهة الثورية علناً وليس ضمناً ،لأنه ببساطة لا يمكن ان تطلب من جهة ان يكون شريكاً لك في عملية الحوار، أو السلام وأنت لا تعترف به أصلاً.
أعتقد ان هذا هو أثمن فرصة قدمت للحكومة تندم عليها ان هي تركتها تضيع . الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأُمة القومي رئيس آخر حكومة شرعية ديمقراطية مغتصبة من قبل هذا النظام ،كانت مواقفه متباعدة ومختلفة عن مواقف الجبهة الثورية ،وللرجل رؤاه تجاه الكثير من قضايا البلاد ،إلا أنه ولما إستبصر زيف وإدعاءات الحزب الحاكم في مسألة الحوار المزعوم وأدرك ان النظام إنما يريد بذلك الحوار تسويف الوقت والوصول إلى إنتخابات مخجوجة معلومة النتائج ،خرج ووقع مع أخوته في الجبهة الثورية على إعلان باريس الذي وضع الجميع على المسار الصحيح فهلا نستوي عليه جميعاً لنُخرج البلاد والعباد لبر الأمان!!
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *