إرادة الشعوب هي التي تنتصر / الطيب خميس
تمتلك السودان سجلاً حافلاً بالثورات الشعبية منذ استقلالها عام 1956م , في الحادي عشر من أكتوبر عام 1964م شهدت البلاد أكبر ثورة شعبية في تاريخها وأطاحت بحكومة عبود وأتت بحكومة ديمقراطية , كما شهدت في 6 أبريل من العام 1985م ثورة شعبية عارمة عرفت بانتفاضة إبريل وعاد النظام الديمقراطي الذي سرقه العسكر , ويأتي بتاريخ 16 يونيو من العام 2012م نفس ذلك الشعب بثورة شعبية تريد الإطاحة بنظام الانقاذ الديكتاتوري العسكري الذي جاء عبر انقلاب عسكري في 30 يونيو 1989م وأتى بالدكتاتور البشير رئيساً للبلاد وظل نظام الدكتاتور الهارب من العدالة الدولية يسيء إلى الشعب السوداني طيلة الأربعة والعشرون عاماً كما ظل يمارس في الشعب القهر والاستبداد وتكميم الأفواه ومضى في تجويعهم وتركيعهم , وكان القصد من ذلك أن يستسلم الشعب ويتخلى عن أمر الوطن , وقاموا بإشغال الشعب بأمور الحياة وتحمل المسئولية الأسرية , إن سياسة نظام الدكتاتور البشير استند استناداً كلياً على خنق الشعب وقتلهم والبطش بهم وتكبيل حرياتهم الفردية والعامة واغتيالهم ابتدءاً بإعدام 28 ضابطاً في شهر رمضان من العام 1990م , وأبطال بورتسودان , وشباب مايو (9 مقابل 1) , و 300 ألف من أهل دارفور , وجبال النوبة , والنيل الأزرق , والطلاب , واعتقالات لا تعد ولا تحصى , ولا يوجد أحد لم يعتقل في ظل نظام المجرم الهارب من العادلة الدولية عمر البشير سواءً كان سياسياً أو صحفياً أو ناشطاً أو طالباً أو تاجراً أو مزارعاً أو عاملاً أو رجل دين أو بريئاً . ظل الدكتاتور البشير يكذب ويتحرى الكذب حتى كتب عند الله كذاباً لكنه تفاجأ بأن أكاذيبه لم تخدم الغرض الذي يريده بل مضى أكبر من ذلك وأصبح سفاحاً وزنديقاً , لكن إرادة الشعوب هي التي تنتصر . السبت 16 يونيو 2012م بدأت الثورة الشعبية في السودان مطلبها الأساسي هو إسقاط نظام الدكتاتور البشير , هذا المطلب يذكرني بتصريحات السفاح عند تكوين الجبهة الثورية السودانية وإعلانها البيان السياسي الذي تضمن في أهدافه أهم مطلب شعبي وهو إسقاط نظام الخرطوم بكل الوسائل المتاحة والممكنة مدنية كانت أو عسكرية , خرج المجرم البشير وقال إن هذه الجبهة ولدت ميتة لا تستطيع تحريك ( شارع ليبيا بالخلاء) وقال للجبهة بأن لا تحلم وإن هذه الحكومة جاءت بإرادة الشعب وانتخابات ديمقراطية . لكن أريد أن أقول للسفاح البشير الجبهة لم تحرك الشعب بل الشعب هو الذي حرك الجبهة لأننا نؤمن بأن السلطة للشعب والشعب هو أساس التغير , امتلأت كل شوارع الخرطوم وعواصم السودان المختلقة , فأين شرعيتكم يا سفاح , لقد أعلن الشعب التفافه وانحيازه لنداء الجبهة الثورية التي نادت بإسقاط النظام , لا يخفى على أحد المشكلات التي جعلت الشعب السوداني يطالب بإسقاط النظام وهي :-
1- تقسيم دولة السودان إلى جنوب وشمال 2- نهب كل أموال وموارد الشعب السوداني وتحويلها لحسابات شخصية بقيادات النظام 3- تكبيل كافة الحريات بما فيها حرية الصحافة والإعلام 4- إدخال البلاد في حروب مما جعل رئيس النظام مطلوباً للعدالة الدولية 5- قطع العلاقات الخارجية مع العالم 6- ارتكاب النظام إبادة جماعية في شعبه في إقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق 7- البطالة 8- الغلاء المعيشي 9- تصنيف السودان كأحدى الدول الراعية للإرهاب
إن الشعب السوداني مدرسة في الثورات ومعلم الشعوب في الانتفاضات يبقى رهاننا في شعبنا كبير وأملنا في بطلاتنا وأبطالنا كبير أيضاً إن الحرية نور ونار فلابد لنا أن نخوض النار حتى نستظل بنور الحرية , لابد لنا أن نقدم التضحيات من أجل وطن يسع الجميع , ومحاربة الفساد والمفسدين , وبسط الحريات ولأجل إعلاء قيم المواطنة لتكون أساساً لنيل الحقوق والواجبات , يبقى رهاننا عليكم أيها الشعب لكي نحقق معاً مستقبل أفضل لأجيالنا ونعيد البسمة للأطفال المشردين والأرامل والشيوخ والمرضى والفقراء واللاجئين والنازحين , لأن إرادة الشعوب هي التي تنتصر.
ندعو كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التضامن مع ثورة الشعب السوداني لأن الشعب خرج للشارع وفي ميادين متفرقة تنادي برحيل نظام الخرطوم , وتم في ذلك جملة اعتقالات واغتيالات واعتداءات من جهاز أمن النظام , ويتم قذف المتظاهرين بالقنابل السامة الملتوف والهراوات والغازات المسيلة للدموع , كما نتوجه بنداء عاجل للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بدعم خيار الشعب ومطالبة النظام بالرحيل.
الطيب خميس
[email protected]