أول لقاء بين السودان وجنوب السودان منذ المعارك الأخيرة في جنوب كردفان
أوباما يدعو جيش جنوب السودان إلى «ضبط النفس»
لندن: إمام محمد إمام
التقى ممثلون للسودان ولدولة جنوب السودان، أمس، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك للمرة الأولى منذ المعارك العنيفة التي جرت الأسبوع الماضي في المناطق الحدودية الغنية بالنفط، فقد التقى الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع السوداني، وجون كونغ نيون، وزير دفاع جنوب السودان، يرافقهما وفداهما، كما أوضحت مصادر قريبة من المفاوضات.
ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، جيش جنوب السودان إلى «ضبط النفس» بعد القتال مع الجيش السوداني خلال الأيام القليلة الماضية. وقال العبيد أحمد مروح، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، في تصريحات صحافية، إنه انعقد بأديس أبابا أمس أول اجتماع مباشر بين الجانبين، بحضور ثامبو أمبيكي، الوسيط الأفريقي، حيث اتفق الجانبان على نقل الحوار المباشر من اللجنة الفرعية إلى اللجنة الرئيسية. وأضاف أنه «تم الاتفاق أيضا على أن يقدم كل طرف رؤيته ومقترحاته لكيفية أحداث التهدئة، ووقف العدائيات بين البلدين».
والتحق الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين بوفد التفاوض السوداني الذي يضم وزير الداخلية وكبار مسؤولي الدفاع والأمن، ويناقش الملف العسكري والأمني. وتنعقد جولة المفاوضات الحالية، وهي الخامسة منذ انفصال الجنوب، وسط أجواء من التوتر والمعارك بين الجانبيين في ولاية جنوب كردفان السودانية، كما سبقتها اتهامات من جوبا للخرطوم بقصف مناطق إنتاج النفط في ولاية الوحدة الجنوبية.
من جهة أخرى، قال جنوب السودان أمس إن القوات السودانية ما زالت تقصف بعض القطاعات في المنطقة المنتجة للنفط الممتدة على الحدود بين الدولتين، لكنه أصر على أنه لن ينجر إلى الحرب.
واتهم برنابا ماريال بنجامين، وزير الإعلام الجنوبي، الخرطوم بأنها تريد تعويق الاستثمار في قطاع النفط الحيوي لجنوب السودان الذي انفصل في يوليو (تموز) الماضي. وتخشى الدول الغربية أن تتحول الاشتباكات التي وقعت في المناطق الحدودية مؤخرا إلى حرب شاملة بين الدولتين.
وقال بنجامين للصحافيين في نيروبي: «قامت جمهورية السودان في الخرطوم على مدى الشهر الأخير بقصف بعض المناطق، وخصوصا ولاية الوحدة وحقولنا النفطية. لهم شهر يقصفون القرى والبلدات الصغيرة وما زالوا يقصفون بعض المناطق ونحن نتحدث اليوم (أمس)». وأضاف: «ما زالوا مستمرين في القصف العشوائي في شتى أنحاء ولاية الوحدة، والهدف هو أيضا بالطبع تخريب الاستثمار في النفط». ونفى العقيد الصوارمي خالد سعد، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، مزاعم جنوب السودان أن الجيش السوداني هاجم منطقتي مانجا وبانكواش في ولاية الوحدة. واستقل جنوب السودان بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 بعد حرب أهلية طويلة. وقال بنجامين: «إن رئيس جنوب السودان سلفا كير مصمم على ألا تنجر البلاد إلى الحرب من جديد».
وأضاف بنجامين: «لن ننجر إلى الحرب، لكننا سندافع عن سلامة أراضي بلدنا، ولن نعبر الحدود إلى جمهورية السودان، لكننا سنحمي سلامة أراضينا».
ومضى بنجامين يقول إن الحكومة في جوبا واثقة من إمكان حل الخلافات، مثل النزاع على الحدود، والخلاف بشأن المواطنة، من خلال الحوار السلمي، باستخدام الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية الأخرى. وينبغي للجانبين أيضا أن يتفقا على المبلغ الذي سيدفعه الجنوب مقابل تصدير النفط الخام عبر السودان. وكانت جوبا أوقفت إنتاجها من النفط لمنع الخرطوم من الاستيلاء على نفطها كتعويض عما يقول السودان إنها رسوم مرور لم تدفع. ويقول جنوب السودان إنه مستعد لدفع دولار واحد عن كل برميل كرسوم مرور، وقال بنجامين إن الخرطوم تطلب 36 دولارا عن كل برميل.
وقال بنجامين إن جنوب السودان وقع عقودا مع شركة أميركية وأخرى صينية لبناء مصفاتين للنفط. وأضاف: «هاتان المصفاتان لتلبية بعض الحاجات المحلية والحاجات في المنطقة في الوقت الراهن»، موضحا أن الشركة الأميركية من تكساس، وأن الشركة الصينية موجودة بالفعل في الموقع، ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
ولم يقم السودان وجنوب السودان حتى الآن بترسيم الحدود التي تمتد 1800 كيلومتر، والتي يختلفان على موضع أجزاء منها، كما ينبغي أن يحلا الخلاف على منطقة أبيي. ويتبادل الجانبان كذلك الاتهام بدعم متمردين على جانبي الحدود.