أمريكا تقول ستساعد جنوب السودان اذا اختار الاستقلال

أمريكا تقول ستساعد جنوب السودان اذا اختار الاستقلال
 
واشنطن (رويترز) – قال مسؤولون أمريكيون يوم الاربعاء ان الولايات المتحدة ستساعد جنوب السودان في القيام كدولة مستقلة اذا اختار الناخبون الانفصال في الاستفتاء المقرر يوم الاحد وانها سعيدة بالتعاون من جانب الخرطوم.

وقال جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية ان واشنطن تشعر بارتياح لان الاستفتاء الذي سيبدأ في التاسع من يناير كانون الثاني سيتم دون أي عقبات. ويتوقع أغلب المحللين أن تسفر تلك العملية عن اعلان جنوب السودان الاستقلال رسميا في يوليو تموز.

وأضاف للصحفيين “نعتقد أنه سيعكس إرادة الشعب وأنه سيجرى في موعده في سلام وبطريقة جيدة التنظيم.”

وقال كارسون ان الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة جنوب السودان على تحقيق الاستقلال التام.

وتابع يقول “استثمرت الولايات المتحدة قدرا كبيرا من الدبلوماسية لضمان أن تكون نتيجة هذا الاستفتاء ناجحة وسلمية.”

ووصف الاستفتاء الذي يجرى على مدى أسبوع بأنه تتويج لسنوات من العمل عقب اتفاق السلام في عام 2005 والذي أنهى أطول الحروب الاهلية في افريقيا.

وقال “سنقوم أيضا كدولة بمساعدة تلك الامة الجديدة على النجاح والوقوف على قدميها والمضي قدما بنجاح اقتصاديا وسياسيا.”

وقادت الولايات المتحدة الضغوط على حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير لعدم تعطيل الاستفتاء.

وقال كارسون ان واشنطن “سعيدة للغاية” بتصريحات البشير خلال زيارة الى جوبا عاصمة جنوب السودان يوم الثلاثاء والتي قال فيها ان الخرطوم مستعدة للسماح بانفصال الجنوب.

وأضاف كارسون “نأمل أن ينفذ الشمال تلك التصريحات المبشرة.”

وزيارة البشير هي أحدث علامة على أن الاستفتاء – الذي قال كثير من المحللين في وقت سابق انه يثير مخاطر العودة الى الحرب بين الشمال والجنوب – ربما يجرى بشكل سلمي.

ولم تتم بعد تسوية قضايا بينها الحدود والمواطنة ومصير منطقة أبيي الغنية بالنفط مما يجعل فترة الستة أشهر التي تعقب التصويت فترة محفوفة بمخاطر محتملة.

ويعكف مسؤولون أمريكيون بالفعل على اعداد خطة تنمية لجنوب السودان بعد الاستقلال. وينتج الجنوب 70 في المئة من انتاج النفط الاجمالي السوداني.

وقال مسؤولون ان الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالحكومة الجديدة سريعا وتعيين سفير للمساعدة في قيادة جهود تطوير البنية التحتية الاساسية والرعاية الصحية والتعليم فضلا عن التجارة والاستثمار.

وقال لاري جاربر نائب مدير قسم افريقيا بالوكالة الامريكية للتنمية الدولية “نتوقع البدء في ذلك سريعا بعد الاستفتاء.”

ونفى مسؤول أمريكي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه تلميحات الى أن الولايات المتحدة تتحرك في الاساس بدافع الاهتمام بنفط الجنوب الذي لا يزال نقطة شائكة رئيسية في التعامل بين الخرطوم وجوبا والذي كان أيضا بعيدا الى حد كبير عن متناول الشركات الغربية بسبب العقوبات الامريكية التي فرضت على السودان في عام 1997 .

ويحاول شمال وجنوب السودان حاليا التفاوض بشأن كيفية اقتسام ايرادات النفط بعد التصويت على الاستقلال وقال المسؤول الامريكي ان واشنطن واثقة من أن الجانبين سيتوصلان الى اتفاق سياسي.

وأضاف “نحن على ثقة تامة من أنه يمكن عمل تلك الترتيبات ويمكن التوصل الى حل بشأن النفط وغيره من القضايا الاقتصادية وبشأن الديون وهي مسألة شديدة الاهمية.”

وكان المسؤولون متفائلين أيضا بشأن الاحتمالات الخاصة بمنطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط والتي يطالب كل من الطرفين بالسيادة عليها. وفي حين لم تسفر شهور من المفاوضات حتى الان عن اتفاق بشأن أبيي قال مسؤول أمريكي كبير انها لم تعد نقطة اشتعال محتملة للحرب.

وقال “نعتقد أنه رغم أن القضايا السياسية لم تحل الا أنها لن تؤدي الى أي أعمال عنف كبيرة.”

من أندرو كوين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *