أسرار وخبايا الاجتماع العاصف للبشير مع طلاب حزبه..!ا..في قضية دارفور..لماذا يصر حزب البشير على التحالف مع الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي؟ا
لنا مهدي عبدالله
• وقعت على وثيقة خطيرة للقاء داخلي بين عمر البشير رئيس النظام وطلاب المؤتمر الوطني اللقاء كان الثالث في سلسلة لقاءات بدأها البشير بلقاء مع الجيش ثم التقى بشباب المؤتمر الوطني وأخيراً بطلاب المؤتمر الوطني!!
• الوثيقة تستمد خطورتها من كونها كشفت عن طرف جبل الجليد في تناقضات المؤتمر الوطني وتململ قطاعاته وهو رسالة جد مهمة لكل من يعتقد ب(أسطرة) هذا الحزب المتداعي وأنه حزب محكم التنظيم خرافي القدرات لا يمكن هزيمته البتة!
• الطلاب كان من الواضح أنهم متخوفون من مغبة الجرأة في طرح ما يعتمل بعقولهم ويبدو أنهم تلقوا طمأنة ما سرعان ما ثبت أنها كانت طمأنة واهية ووهمية فالطمأنة التي طلبوها لم تكن أساساً ليتحدثوا بصراحة أمام رئيسهم ولكن ليتلقوا إجابات صادقة ووعوداً قاطعة وهو ما خيب البشير ظنهم فيه جداً!!
• البشير كعادته حتى في اللقاءات العامة بدأ بتصوير ثورة الإنقاذ كأنها المخلّص للسودان والعاتقة لرقبته وطفق يذكر إنجازات وهمية لها لم يقف عليها المواطن البسيط بل دارت فقط في مخيلة قيادات الإنقاذ يريدون بها تخدير الناس وصرف أنظارهم عن حقائق ما يدور في الوطن من فواجع ومآسٍ!
• ثم أفتى البشير بأن ثورات تونس ومصر قامت لأن حكام الدولتين كانوا خاضعين للإرادة الغربية وقال إن هذا لا يشبه الظروف في السودان بأي حال من الأحوال!
• بل تجاوز البشير كل حدود الطرف والملح-بضم الميم وفتح اللام- وقال إنه سعيد بما جرى في تونس ومصر لأن حكام الدولتين وأنظمتهما ضيعوا أموال المسلمين بينما رفعت الإنقاذ رايات التحدي للغرب!
• إذا كان البشير جاداً في كلماته فلماذا ذرف دموع التماسيح قبل أيام مقسماً بأغلظ الأيمان أنه لم يكن يدري أن ثمة فساد في دولته وتضييع بالضرورة لأموال المسلمين؟؟؟؟؟!!!
• طلاب المؤتمر الوطني هاجموا النظام وتحدثوا عن الفساد الحالي في الدولة بل وأكدوا أنه لم يعد بوسعهم الدفاع عن موقف المؤتمر الوطني وعن ملف الفساد في جامعاتهم ومنابر الحوار المختلفة حيث فاحت رائحة فساد متنفذين في النظام وزكمت الأنوف!!
• وطالب الطلاب البشير بالإمساك بملف الفساد بنفسه ليجتث شأفة الفساد والمفسدين خاصة والفساد أضحى العامل الأهم في تفجير ثورات الوطن العربي!
• كما شكى الطلاب مر الشكوى من احتكار قيادات من ولاية بعينها للقرار والتنفذ مما حرك غبن الآخرين في المؤتمر الوطني لدرجة جعلت الأمر يهدد بانفجار وشيك!
• ثم طفق الطلاب يبثون شكواهم من سوء الحال والمآل بداخل المؤتمر الوطني حتى وصلوا لأهم نقطة في لقاء المكاشفة مع البشير!
• أكد طلاب الوطني على حتمية التحالف مع حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي للتصدي لما أسموه بمؤامرات الغرب في دارفور وحتى لا يتحمل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية مسئولية أي مفاجآت يفاجئهم بها الغرب في موضوع دارفور!
• مسألة حتمية التحالف مع حزب الأمة القومي متجذرة في تفكير وإستراتيجية مختلف قطاعات المؤتمر الوطني فما لا يؤخذ بالعصا يؤخذ بالجزرة وهم يدركون تماماً أن العصا لا تجدي وحزب كالأمة القومي ضاربة جذوره في أرض الفخار والوطنية!
• المؤتمر اللاوطني يريد التملص من مأزقه الذي أدخل نفسه فيه نتاج جرائمه في دارفور بعد أن انكشفت عورته أمام المجتمع الدولي وذلك بموالاة الأمة القومي المعروف أن جل الدوائر الجغرافية التي فاز بها في الديمقراطية الثالثة كانت من دارفور؛ يريدون للحزب أن يبيع دارفور بثمن بخس هو رضاء اللاوطني!
• كما يريد المؤتمر اللاوطني إحراج حزب الأمة القومي أمام جماهيره ولا أذيع سراً لو قلت أن هذه الجماهير تحيا كورقة نبات أنعشها ماء المطر كلما بعد الأمة عن اللاوطني وتغضب وتذوي كلما بانت في الأفق نذر حوار مع هذا الحزب المجرم!
• كما يريدون للأمة القومي أن ينفض يده عن أدواره الطبيعية ومسئولياته التي طالما اضطلع بها في قيادة العمل المعارض لكل ديكتاتورية؛ فبالحوار الذي قد يفضي للتحالف المأمول والمرتجى الذي يتوق له المؤتمر اللاوطني مع الأمة القومي تبذر بذور الشقاق بين الأمة وكافة الأحزاب الوطنية!
• المؤتمر اللاوطني يريد أن ينخرط في عملية (غسيل أحزاب) أسوة بعملية (غسيل الأموال) حيث يريد تبييض كالح بروفايله بتقديم نفسه عبر حزب محترم وشريف كالأمة القومي!
• هم إذن يريدون التحالف مع الأمة القومي لا لسواد عيوننا ولكن لسواد مقاصدهم وأجنداتهم فالحذر الحذر يا حزبنا العملاق!
• الطلاب لم يوردوا على ما يبدو أي مبررات لضرورة تحالف حزبهم مع الحزب الاتحادي الديمقراطي فقط أوردوه بعد حديثهم عن ضرورة التحالف مع الأمة القومي ربما من باب (الأمة القومي وأخيه الكاشف)!!
• كما أنني لا أرى ضرورة للحديث عن حتمية تحالف مستقبلي للمؤتمر الوطني مع الاتحادي الديمقراطي، حيث يفرض سؤال فائق الأهمية نفسه: (وهل الاتحادي الديمقراطي غير متحالف فعلاً مع المؤتمر اللاوطني)؟!!!
• ثم أنني أملّ كثيراً من ذكر الأمة القومي كلما جاءت سيرة الاتحادي الديمقراطي والعكس بالعكس؛ ففي رأيي لا وجه شبه بين الحزبين ولا بين مواقف الحزبين خاصة في الآونة الأخيرة، فحزب الحركة الوطنية فرمل عجلة الدفع الوطنية كثيراً وهو أمر جلي لكل مراقب!
نرجع للبشير وطلابه؛ رد البشير على احتجاجات الطلاب بردود لا تقنع طفلاً حيث برر التهام الأجهزة الأمنية والعسكرية لجل ميزانية الدولة بمبررات واهية بل وتجرأ لحد مطالبة الطلاب بعدم ركوب الموجة ضد الأجهزة العسكرية والأمنية، وختم حديثه (بقوة عين) لا مثيل لها حين قال: (لو كانت التي تحكم هي كثرة الجماهير لكان الصادق والميرغنى وحتى الشيخ البرعى هم الأقرب لحكم السودان)!!!
• وليس بوسعنا سوى الهتاف: (يا زول بالغتا)!!!!!!!!!!!
مع محبتي؛
حروف حرة
*لنا مهدي عبدالله
[email protected]
*كاتبة صحفية وإعلامية وشاعرة.
*الناطق الرسمي باسم حزب الأمة القومي في سودان المهجر وأمين الإعلام والاتصال والثقافة.