أزمة بين المؤتمر الوطني وبعثة الأمم المتحدة

أزمة بين المؤتمر الوطني وبعثة الأمم المتحدة

كتب: سهل: سري
أعلن المؤتمر الوطني رفضه اقتباس تجربة جنوب إفريقيا في الحقيقة والمصالحة وتطبيقها في السودان، في وقت خلّت فيه توصيات مؤتمره العام الثالث الذي أنهى أعماله أمس من أية إشارة إلى تحقيق العدالة ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات في دارفور واكتفت بالتأكيد على بذل الجهود على صعيد المصالحات الاجتماعية والعودة الطوعية والصعيد الإنساني ورعاية النازحين متحاشية التصريح بالتعويضات.

و وصف رئيس المؤتمر الوطني عمر البشير تقسيم السودان بأنّه ضربة لأهل الشمال والجنوب وإفريقيا، لكنه عاد للقول (نريدها وحدة اختيارية تبقي السودان كما ورثناه من أجدادنا)، وطالب لدى مخاطبته ختام مؤتمر حزبه شماليي الحركة وجنوبيي المؤتمر الوطنى بابتدار حملة من أجل الوحدة، واعترف بأنّ الصراعات السياسية حالت دون الإفادة من موارد السودان. وهاجم نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع على نافع بشدة الممثل الخاص للأمم المتحدة بالسودان أشرف قاضى وحمل عليه لمشاركته في مؤتمر القوى السياسية بجوبا وبرر في مؤتمر صحفي أعقب نهاية أعمال المؤتمر أمس اعتراض حزبه على مشاركة ممثل الأمم المتحدة لجهة أنّ المؤتمر لا يمثل كل أهل السودان ـ على حد زعمه ـ قبل أن يردف (واضح أنه ائتمر بأمر الكبار في الأمم المتحدة) دون أن يسميهم، وجدد نافع رفض المؤتمر الوطني لإعلان جوبا، وقال إن حزبه لا يرى فيه سوى اجتماع اضافي للمعارضة لا يختلف عن اجتماعاتها السابقة في دار الأمة أو الشيوعي أو الحركة سوى بالحضور الكثيف للأجانب. وحول مدة الـ(60) يوماً التي امهلتها أحزاب جوبا للوطني لإجراء تعديلات ممهدة للانتخابات قال نافع إنه (لاحق لهم في الاشتراط وسننظر إن كنا سنستلم مذكرتهم أم لا)، وأشار إلى نيّة المؤتمر الوطني إجراء كل ما من شأنه تهيئة الظروف للانتخابات، وإن اتفق مع إعلان جوبا. ورأى د. نافع أن دولتي أمريكا وبريطانيا تتحكمان لوحدهما في مصير التسوية السياسية في دارفور وأنهما متحمستان في الوقت الراهن لدفع الحركات على التفاوض ودعم جهود السلام لكنه استدرك (نخشى تدخل اللوبيات في الدولتين)، وبشأن إمكانية إجراء الانتخابات في الإقليم قطع نافع بإمكانية إجرائها في 97% من دارفور واستدل بتمكن حزبه من إقامة مؤتمراته دون أن تكون محروسة بالدبابات، وبرر نافع رفض تجربة جنوب إفريقيا في الحقيقة والمصالحة بعدم تطابق الانتهاكات التي جرت في جنوب افريقيا مع ماحدث في دارفور، واعتبر الدعوة (مزايدة سياسية) وانه عمليا لايمكن القيام بها، واعتبر تبني أحزاب جوبا لها (استهلاكاً سياسياً ومجاملةً للحركة الشعبية)، ورفض اعتبار عدم تضمين العدالة والمحاكمة في توصيات مؤتمر حزبه إشارة لعدم رغبة الحزب في إجراء محاكمات علنية للمتورطين، وأكد رفضهم لمقترح المحاكم الهجين والتمسك بالقضاء الوطني الذي قال إنّه محل ثقتهم، وأشار إلى محاكمات تمت لمدانيين بينهم رسميون دون يذكر أرقاماً أو يحدد اسماءً. وأكدت توصيات المؤتمر عزم الحزب على استكمال بنائه على (هدى الدين وقيم الشريعة الاسلامية) والمعرفة والبحث العلمى، والعمل من أجل انتخابات شفافة ومراقبة، وتبني سياسة خارجية خلال الدورة القادمة تقوم على (الموضوعية والعقلانية).

المصدر: صحيفة أجراس الحرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *