آلات تطبيق مبدا التمكين التلمودى بدولة الانقاذ1

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع  :  ” مآلات تطبيق مبدأ التمكين التلمودى فى دولة الانقاذ وانعكاسه على البلاد والعباد
•    ” ان أحب الخلق الى  الله , امام عادل , وأبغض الخلق الى الله امام جائر . ”
( حديث شريف )
•      على أصحاب السلطة ومنفذى أنقلاب ( الانقاذ ) الذين أفادو من هذا النظام , وفى ظل تطبيق مبدأ : ” التمكين “….. أثرو ثراءا ,  فاحشا , وتضخمت أرصدتهم المادية , والعقارية , داخليا وخارجيا ,….. عليهم أن يسألوا أنفسهم : ” من أين لهم هذا المال , وكيف استحلوه , ومن أفتى لهم بذلك ؟؟؟ ”
•      ومع ذلك هم لا يزال  يتشدقون بأنّهم يحكمون باسم : ” الاسلام ” … باسم الرسالة الخالدة التى جاءت أصلا لاسعاد البشرية جمعاء , وقد طبقت ورأينا المثال الحى لها فى الخلافة الراشدة , وقد ثبت للناس كل الناس , وتأكدوا من صلاحيتها , لأنها جاءت أصلا ,  لبناء مجتمعات انسانية فاضلة , تحكمها قيم انسانية رفيعة ,… فما ذا يعنى هذا المثال المشين , والممعن فى سوءه , وقبحه الذى نراه ماثلا أمام أعيننا : ( مثال الانقاذ ) ….. أليس هذا قبل كل شىء , وبعد كل شىء , لا يعدو كونه يمثل بحق وحقيق , اساءة صارخة , وصريحة ,  للرسالة الخالدة , وخاتمة الرسالات السماوية , وذلك بعرضها على العالم كله ,  بهذه الصورة القبيحة ,  المخالفة , والمغائرة ,  تماما لحقيقتها ؟؟؟ … أليس هذا  فيه استدعاء , وخلق القابلية لضرب هذه الرسالة فى عقر دارها ؟؟؟… ألا يدرى هولاء , أنهم  بتوجههم ,  وعملهم , وممارساتهم هذه ,  يقدمون أكبر , وأجل خدمة , لأعداء الحق والدين ,  وأن ما يقومون به , وينفذونه جهارا نهارا , فى حق البلاد والعباد من جراء تطبيق هذا المبدأ – ( ومبدأ آخر صنو له سنتعرض له لاحقا ) –   يصب بكلياته لخدمة أهداف ومرامى : ” الأمة القضبية ”  بعيدة المدى ,  أى أنهم بعملهم هذا ,  يعبدون الطريق  , ويمهدونه تماما , لاعطاء المشروع : ” الصهيونى  أكله  ”  . ؟؟؟؟؟
•    ألم يأن الأوان كى يراجعوا أنفسهم , ويجيبوا على السؤال أعلاه :  ” من أفتى لهم بذلك ؟؟؟ ” وأعطى هذا المبدأ التلمودى الخطير :  ” الصبغة الاسلامية ” …كى تتحقق فينا  : ”  مآلاته ” التدميرية , كما سبق أنزلت  وتحققت على كافة الشموليات التى أخذت به , وأقرب مثال لذلك ما يجرى الآن فى سوريا , ومحنة الشعب الشقيق هناك , وما تم اندحاره فى كل من : ( تونس –مصر –ليبيا  )
•    للاجابة على هذا السؤال , هناك حقيقة مرة  , وهى :  أنهم عندما أقدموا على تطبيق هذا المبدأ , كانوا فى حالة : ” تعبئة كاملة ” ولم يكونوا على علم بحقيقته , لأن الأب الروحى لهم عندما خطط لذلك , كان يعلم سلفا , أن هناك عقبات وعقبات , تحول دون تحقيقه – ( هنا فى دولة السودان ) –   ومن ثم  استخدم كلما يملك من دهاء وذكاء خارق , وخاصة أنهم كانوا فى سنى شبابهم الأول , فاستطاع أن يملى عليهم من التعاليم والموجهات , بالقدر الذى أشبعت بها عقولهم , وأصبحوا طوع أمره , ورهن اشارته .
•    فهل ذلك يحتاج الى دليل ؟؟؟ اذن  , فأنظروا وتمعنوا فى حالة المجموعات المختارة من هذا الشباب الغر , خريجى هذه المدرسة ,  الذين اسند ت اليهم عملية  الاضطلاع , وتنفيذ أخطر , وأبشع عملية تحدث فى تأريخ البشرية , والتى كان لابد منها لازاحة كافة  العقبات  , واعطاء هذا المبدأ الخطير : ” أكله بالكامل “….. ألا وهى عملية تشريد أكثر من (60) ألف من خيرة الكوادر عالية التأهيل , فايقة الخبرة , هم قادة الخدمة العامة للدولة : ( مدنية –  عسكرية – قضاة )    اضطلعوا بهذا العمل المشين , والممعن فى سوءه , وقبحه , وهم فى : ” حالة نشوة , وهمة عالية , وفرح لا حدود له , وكأنّهم فى حالة عبادة , وتقرب الى الله بعملهم هذا , الذى يعد من أكبر , وأشنع , الجرائم ضد الانسانية ”
•    ملاحظة :   تجدر الاشارة هنا , ان هذا الذى رأيناه فى المثال عاليه من :  ” حالة النشوة ’ والهمة العالية , والفرح الشديد ……. الخ “….. نجده بعينه تكرر , عند تطبيق مبدأ تلمودى آخر , فى تكامل تام مع هذا الأول , ألا وهو مبدأ : ” الارهاب ” وكما تعلمون بدأ تطبيقه , أول ما بدأ , بما يسمى ب .  : ” بيوت الأشباح ” وما مورس وجرى فيها من جرائم يعف اللسان عن ذكرها , وتوالت عمليات الارهاب بصورة متكررة , وفى أماكن مختلفة , يتم كل ذلك , بدم بارد ,  دون أى  شعور بذنب , …. بل بذات الهمة العالية , والفرح الشديد , أى , كأنهم فى : ”  حالة  عبادة ”
•    هنا نأتى للسؤال المصيرى, وهو :    ” هل أعطى تطبيق هذين المبدأئين التلموديين أكلهما ؟؟؟؟؟؟؟
•    للاجابة على ذلك لا بدّ من الوقوف والتعرف على المرامى والأهاف الحقيقية الكامنة وراء تطبيق هذين المبدأيين التلموديين ,  هل هى لأعلاء :  ” كلمة الله فى الأرض ”  أم لمرامى , وأهداف آخرى شريرة , مجافية , ومناقضة تماما لما جاء به : ” الوحى الالهى ” وأمرنا بانزاله على الأرض ؟؟؟؟؟ ……. لا شك أن الذين تابعوا مآلات الأنظمة الشمولية سالفة الذكر , وما صارت اليه أممها من بعدها , لا يعتريه أدنى شك مما قيض الله لنا الاطلاع عليه من تعاليم التلمود السرية , ويمكن أجمال الهدف النهائى لها فى كلمتين :  ” التدمير والافساد فى الأرض ”  وليس : ”  الانقاذ “….. والآن , فالننظر الى ما صار اليه حالنا :
•    أولا :   فيما يتعلق بالمبدأ الأول التمكين :
•    (1)   تم بموجبه , تحويل الدولة النظامية القائمة , من دولة الوطن ,  الى دولة الحزب , يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب .
•    (2)   ومن ثم تمت عملية تسييس الخدمة العامة للدولة وخاصة العسكرية منها : ( القوات المسلحة – الأمن العام – الشرطة ) بحيث تصبح قوة حارسة للنظام الحاكم , وهو الأمر الذى , تشترك فيه كل : ” الأحزاب العقائدية ” وهو مانراه ماثل أمام أعيننا الآن فى سوريا الشقيقة , ومن قبل فى نظام الغزافى المندحر, وهما  يمثلان  أكبر دليل وشاهد على ذلك
(3)   ماذا كانت النتيجة : ؟؟؟ وجد هولاء القائمون بالأمر , وهم كما نعلم أناس من بنى جلدتنا ,  ينحدرن من عامة الشعب ,  من الفئات الثلاثة : ( فلاح – راعى – عامل ) وجدوا أنفسهم تحولوا الى شىء آخر ,  لم يكن فى الحسبان , تحولوا الى شبه : ” أباطرة ” ( يملكون الفلل الضخمة, والبنايات العالية , والاقطاعيات الشاسعة , والشركات الكبيرة متعددة الأغراض , بالاضافة الى قوة وجبروت السلطة …….  …….. الخ  ما أصبح معلوما ومشاهدا  لكل الناس . )
( هذه الحالة التى عبر عنها الأب الروحى لهم مؤخرا تعبيرا صادقا ( بعد المفاصلة ) ما ذا قال ؟؟؟ قال :
” كسبو الدنيا ونسوا الآخرة ” )
ملاحظة :   ( ما قاله الأب الرحى لهم ووصفهم به هو عين الحقيقة , لأنه يعرف ذلك , وهو الذى أوصلهم الى هذه الحالة, وأدخلهم فى هذه المصيبة , وهنا يطرأ سؤالين هما :
الأول :   هل الأب الروحى لهم عندما قال ذلك , كان صادقا مع نفسه فى توجه , ورجوعه للحق , أم أن ذلك كان  مجرد حقيقة أريد بها باطل ؟؟؟؟؟
الثانى :   ( ان هذا الوصف الذى وصفهم به وهذه الحالة التى أوقعهم فيها , تعد مصيبة وفتنة ما بعدها فتنة تصيب الانسان المسلم , انها :  ” الدنيا الحقيرة ” مملكة أبليس  , حازوها , ورفلوا فى نعيمها , والسؤال هو : ”  ألم يأن الأوان كى يراجعوا أنفسهم , بتوجه , ونية خالصة لله تعالى , للرجوع للحق , ولا شىء غير الحق ؟؟؟؟؟
•    (4)   انعكست عملية هذا النهب المنظم , والمقنن  , وجبروت السلطة , على حالة المواطن , وحولته الى انسان شقى , يعيش فى حالة  : ” مكابدة دائمة ” وأصبح جل همه , ومبلغ حلمه العثور على : ” لقمة العيش ” له ولاسرته ,….. وهذا  كما يعلم الجميع , يمثل , أنجح سبيل يفضى الى عملية : ” تحليل النسيج الاجتماعى للأمة ”  ومن ثم ,  تجريدها ,  تدريجيا من جراء ذلك , من كل موروثاتها من : ” الأخلاق النبيلة والقيم الفاضلة ”
( وهذا هو عين  المطلوب )
•    ثانيا :   فيما يتعلق بالمبدأ الثانى الارهاب :
•    ماذا يعنى أن يسطو جماعة ليلا وبقوة السلاح , كى يؤئدوا سلطة شرعية , تستند فى شرعيتها , على آلية التفويض الجماهيرى , ويحولوها الى سلطة : ” شمولية ” ؟؟؟ ……. هذا لا يمكن تفسيره أو تعليله الاّ أنه يمثل بحق : ” أشد أنواع الاستبداد فى الأرض الذى تعوذ منه الشيطان “… كما يقولون , فهذه العملية , كونها تحدث ونحن كنا على أعتاب القرن الحالى (21) والعالم حولنا يعيش فى قمة صحوته , فى محاولة للرجوع الى فطرته السليمة , فى الدعوة  الى بسط مبادىء : ( الحرية , والعدالة , والمساواة الكاملة  بين أبناء الأمة الواحدة )
( أليس هذا يمثل بحق ما جاءت الرسالة الخاتمة  لبسطه , وانزاله على الأرض ,  ليراه الناس كل الناس , فى عدله وتكامله وشموله , ألا يعد هذا العمل الذى تم ونفذ باسم : ” الاسلام ” , ردّة , ما بعدها ردّة ,لا يماثلها فى بشاعتها , وخزيها , وعارها , الاّ الحالة التى سبق , وتردت اليها البشرية حينا من الدهر , وجاءت الرسالة الخاتمة , لانقاذها منها  ؟؟؟
( فترة الجاهلية الجهلاء )
•      اذن نحن هنا أمام دولة  : ” الارهاب ” دولة قائمة على تعاليم وموجهات التلمود اليهودى , التى نراها ماثلة أمامنا رأى العين , فى الشموليات التى قضت عليها ثورات :  ” الربيع العربى ” والتى لايزال نرى بعضها فى الرمق الأخير , فى طريقها الى السقوط , باذن الله تعالى ,…… اذن فالننظر ماذا جنينا نحن هنا :
•    لا شك أن الجميع يرى أن هناك عملية تكامل ظاهرة للعيان بين هذين المبدأيين يمكن اجمالها فى الآتى :
•    (1)   رأينا بأم أعيننا الدور الذى لعبه تطيق المبدأ الأول , وعملية تحويل نفر من عامة الشعب , الى شبه أباطرة , يملكون سلطة مطلقة , لا حدود لها , ومال وفير  , يقابل ذلك ( أمة ) غارقة تماما  فى ( هم  ) معيشتها , ومعركة حياتها .
•    (2)   يتكامل مع ذلك  دور : ” الارهاب ” ( ما تم فى بيوت الأشباح – وما تبع ذلك , ومورس , من عمليات : ( قتل وتشريد وأرهاب ) لكل عمليات الاحتجاجات , والمظاهرات السلمية , على طول البلاد وعرضها , اسكتت كلها فى حينها ولم يسمع لها صوط  بعد أبدا . !!!!!!
•    (3)   أدى ذلك كله مجتمعا ومتكاملا الى حالة من الخوف , والرعب الشديدين , تحولت الأمة بموجبه , الى شعب ذليل , مهان , خاضع , وفى حالة استكانة كاملة .
( وهذا هو عين المطلوب )
والى هنا نختم بالدعاء المأثور :
( اللهم أرنا الحق حقا , وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . )
عوض سيداحمد عوض
[email protected]
29/3/2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *