نافع لـ”راديو سوا”:
تصريحات أوباما لن تؤثر على الحوار بين واشنطن والخرطوم
قللت الحكومة السودانية اليوم الأربعاء من إمكانية تأثر حوارها مع الولايات المتحدة بتصريحات الرئيس باراك أوباما بشأن دارفور وذلك في وقت استجابت فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان لمطالب الإدارة الأميركية بقبول قرار التحكيم الدولي بشأن منطقة آبيي وتعهدت بالامتثال للقرار أيا كان.
وقال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني إن الحوار بين السودان والولايات المتحدة لن يتأثر بتصريحات أوباما الأخيرة مشيرا إلى أن حكومة الخرطوم ستبحث كافة القضايا مع المبعوث الأمريكي إلى السودان سكوت غريشن.
ويأتي الموقف السوداني بعد أيام من دعوة الرئيس أوباما المجتمع الدولي إلى التدخل لمواجهة ما أسماه بالإبادة المستمرة التي يشهدها إقليم دارفور وهي التصريحات التي أثارت غضبا وقتها في الخرطوم.
ويشهد إقليم دارفور منذ عام 2003 نزاعا مسلحا أسفر بحسب تقديرات الأمم المتحدة عن مقتل 300 آلف شخص وتشريد آلاف آخرين بينما تشكك الخرطوم في هذه الحصيلة وتقول إن الصراع هو نزاع قبلي وأسفر عن مقتل 10 آلاف شخص.
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأميركي إلى السودان سكوت غريشن اليوم إلى الخرطوم في زيارة تستمر 10 أيام وتشمل ولايات دارفور وجوبا وآبيي ويركز خلالها على مستقبل المفاوضات بين الحكومة والفصائل المتمردة في دارفور.
جنوب السودان
ومن ناحية أخرى، تعهدت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في إقليم جنوب السودان اليوم الأربعاء باحترام قرار هيئة التحكيم الدولية الخاص بمنطقة آبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية في الخرطوم.
وينظر إلى الحكم الذي من المتوقع صدوره الأسبوع القادم على أنه تحد كبير لاتفاق السلام الهش الذي تم توقيعه عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب أسفرت عن مقتل نحو 1,5 مليون شخص.
وقال بيان صادر عن الحركة خلال اجتماعات في الخرطوم بين مسؤولين أميركيين وممثلين عن الشمال والجنوب إن “قرار هيئة التحكيم الدولية سوف ينهي النزاع مع حكومة السودان”.
يذكر أن اتفاق السلام الشامل الذي توصل إليه الطرفان في عام 2005 لم يضع تصورا نهائيا للحدود بين الشمال والجنوب إلا أنه فرض وضعا خاصا لمنطقة آبيي انتظارا لقرار هيئة التحكيم.
وكانت الخارجية الأميركية قد حثت أمس الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر بزعامة الرئيس عمر حسن البشير على قبول قرار التحكيم وهي الدعوة التي أعقبتها الحركة بالإعلان عن عزمها احترام القرار والتأكيد على أنها ستقوم بإيفاد مسؤولين كبارا منها إلى منطقة آبيي للانضمام إلى المبعوث الأميركي للسودان تحسبا لصدور الحكم.
وبمقتضى اتفاق السلام فإن آبيي سوف تجري استفتاء شعبيا في عام 2011 حول الإبقاء على وضعها الخاص في شمال السودان أو الانضمام للجنوب الذي سيشهد في الوقت ذاته استفتاء على الاستقلال عن السودان.
وتعول الحركة الشعبية لتحرير السودان على تصويت سكان الجنوب لصالح الانفصال ومن ثم فإنها تأمل في أن توسع من المناطق الخاضعة لها لتشمل آبيي الغنية بحقول النفط وذلك في وقت يرغب فيه الشمال في الاحتفاظ بهذه المنطقة.
راديو سوا