من أجل من تحارب أنت أيها الرجل؟

من أجل من تحارب أنت أيها الرجل؟
الكل يحارب من أجل المعتقد هذا المعتقد سواءاً كان وطناً يري وجوب حماية ترابه وحدودهـ من الأجني أو حتي من أبن البلد الذي يخالفه في الرؤي كما هو ماثلٌ اليوم، أو هذا المعتقد ديناً سماوياً أو فلسفة أرضية من دساتير وقوانين يُذب عنه أو من أجل حمية قبلية أو عنصرية يعيش ويحي من أجله أو أخري لإشباع حاجيات النفس الأمارة بالسوء. هذه ليست دعوة لثبيت الهمم والإرادات الخالصة لحماية العِرض ولأرض ولكن تصويباً للمفاهيم بناءً علي الحديث القال ) (لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا) إذاً لا بد أن تكون الجهود منسقة وتصب في إتجاهـ واحد لأنه لا معني أن يكون الجندي مشمراً ساعد الجد يده علي الزناد يلتحف الأرض وغطاءه السماء في الأدخال أو الصحاري تعترية ما يعترية من صنوف المصاعب والعهن والقائد أو رئيس البلد لا يحمي العدالة بمعناهـ الشامل، لا يرد المال المنهوب من خزائن الدولة وهو قادر علي ذلك ويغض الطرف عن الأمراض الإجتماعية من عنصرية وقبلية وجهوية فلا يعمل سياسة واحدة بين الرعية فهذا مقرب لأسباب إثنية أو جهوية أو حزبية والآخر مُبعدٌ ومطرود لذات الأسباب. ففي دولة العدالة يبذل الجندي والكل جنود الغالي والنفيس رخيصاً من أجل الأمة لأنه يعلم أن الحقوق مصانة وأن القائد علي كرسيه لا يجامل أحداً كائناً من كان علي الباطل أي لا يخاف في الحق لومة لائم. الجميع عندهـ سواسية لا فضل إلا بالتقوي والتفاني من أجل الوطن في مجالاته المختلفة. لهذا لما تختل موازين العدالة في دولة الفساد تتأثر بها جميع مناحي الحياة فتري خللاً في الجيش والشرطة ومثله في الخدمة المدينة لأنه ليس من العدالة أن نطالب الجندي بالثبات في سحات الفداء ومعارك العزة وفي الجانب الآخر من المعركة نحن نسرق ونرتشي ونقتل ونعتقل الأبرياء- لأن معركة إرثاء العدالة بين الناس ليس أقل أهمية من تلكم المعركة التي نقاتل فيها العدو علي الحدود الكل من أجل الوطن والمواطن.
قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه في قتاله للمرتدين (لأقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة) فعلي كل حال فهو إنكار للإسلام لذا ليس هنالك فرق بين الفرار في معارك المواجهة وبين دفن الرؤس في الرمال وعدم مواجهة الفساد. لما كان سيدنا أبو بكر رضي الله في قمة الدولة ضد الفساد زاهداً عن ملاذ الدينا فكان جنده في معارك الرده يقول أحدهم لما سمع نداء لبوا أصحاب البقرة أي (سورة البقرة) أُلبي ولو هبواً وكان قد قطع ساقة في المعركة.
الحاكم العادل هو رأس الرمح في كل شئ ويحضرني هنا لما أعتلي سيدنا عمر رضي الله عنه المنبر مخاطباً رعيته قال (أسمعوا وأطيعوا) قال أحدهم لا سمع وطاعة لمجرد ظهور عمر بثوب أطول من ثياب العامة والقصة معلومة.
لما تحارب والجهود غير منسقة لما تحارب وغيرك من القادة والأمراء يسبحون عكس التيار بعدم محاربتهم وتصويب القنابل الحارقة للمرتشين والحرامية وآكلي مال الأيتام والرامل والعجزة من النساء والرجال لما تحارب وإبن صلبك أنت أنت من يدك علي الزناد محروم من بعض الفرص ولو كان كفئاً للونه أو قبيلته أو إقليمه.
أعرف أيها الرجل مع مَن مِن القادة تقاتل.

فلرُبَّ أمٍّ أمَّلتْ في طِفلِها : هِمَمَ المُلوكِ فقَامَ يحدُو العِيســا

فكُنِ الهُمَامَ يَخُوضُ لجَّةَ حِكمَةٍ : أو يَرتَدِي سَيفاً ويفتحُ خِيسا
عز الدين النور
Email:[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *