فيما تستعد القاهرة اليوم لإستقبال الجنرال البشير ؛ مركز السودان المعاصر ينقل إلى الرأي العام المصري وصناع الثورة المصرية أن الجنرال عمر حسن أحمد البشير يواجه أمري إعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ؛ الأول صدر في 4 مارس 2009 ويضمن خمسة تهم بجرائم ضد الانسانية واتهامين بجرائم حرب ؛ والثاني صادر في يوليو 2010 ويشمل ثلاثة اتهامات بارتكاب إبادة جماعية ؛ ومن ذلك التاريخ هو مطلوب للمحكمة وهارب من مواجهة العدالة .
وأن البشير يجب ان يذهب الى المحكمة الجنائية الدولية لا إلى القاهرة ؛ و ما يكون لمصر دعوته أو إستقباله اليوم تعتبر وصمه عار الي كل الحكومه المصرية وعلي الجنرال عبد الفتاح السيسي ؛ ويتعين على مصر إلقاء القبض عليه حالة وصله أراضيها وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية .
إن نحو 800 شخص على الأقل قتلوا في دارفور وجبال النوبة والأنقسنا خلال الكارثة الإنسانية الناتجة عن حملات القمع والإضطهاد الذي يقوده الجنرال البشير ونظامه في السودان وان نصف مليون شخص على الاقل لقوا حتفهم في اقليم دارفور حيث تطارد العدالة الدولية لأجلهم البشير . ويفوق أربعة ملايين نسمة تعرضوا للنزوح واللجؤ ؛ 25 ألف منهم في مصر بحسب احصائيات مفوضية اللاجئين .
إن الجنرال البشير لن يستطيع زيارة اي دولة في العالم سؤى الدولة التي يحكمها أنظمة من حلفائه ورؤساء مثله ؛ وأنه من غير المشرف للمصريين بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو أن يكون الجنرال البشير بسجله المشين أحد حلفائهم .
إن الضمير الإنساني العالمي يتطور بإستمرار ؛ يستنكر ويرفض الجرائم المسيئة للانسانية كالتي أرتكبت ولا تزال ترتكب في السودان ؛ ونذكر أن العديد من الدول الإفريقية أكدت إلتزامها للجنائية الدولية بإلقاءها القبض على الجنرال البشير حين يزور بلدانها ؛ كما أكدت المدعي العام الحالي للمحكمة الدولية فاتو بن سودة ؛ ويفترض علي مصر أن تكون ضمن هذه الدول ذات المواقف المشرفة قبالة جرائم الجنرال البشير .
ان زيارة الجنرال البشير القاهرة اليوم ستضرب الأمل الذي بناه شباب مصر لمستقبل بلادهم في مجال إحترام حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون ونشر العدالة حيث بشروا بها ؛ وهي مخيبة تماما لآمال الحركة الديمقراطية في السودان حيث تأملت الخير في ثورة مصر ؛ وتؤكد ما حذرت منه مركز السودان المعاصر من تمدد ظاهرة الإرهاب والقمع في المنطقة ؛ وإنتشار فكرة الإساءة الى الدماء والكرامة الافريقية وإهانة للسودانيين المقيمين في مصر .
يجب أن يتواصل ويستمر الإدنة والتنديد من منظمات حقوق الانسان والناشطون لحكومة الرئيس الجنرال عبد الفتاح السسي في دعوتها واستقبالها للجنرال البشير الملاحق دوليا بجرائم نظامه في الخرطوم .
يدعو مركزالسودان المعاصر مصر الي ضرورة العمل علي تبد يل سياسيتها ونظرتها النمطية تحاه السودان وعلاقتها به .ويدعو المركز المصريين الي حتمية الارتقاء الي مستوي تطبيق القيم الانسانية – التي حملتها ثورتهما في ميدان حقوق الانسان وتبديل السياسيات علي نحو مغاير لما كان عليه الحال في عهد الرئيس حسني مبارك والمجلس الأعلي للجيش والرئيس محمد مرسي .
مركز دراسات السودان المعاصر
قسم الرصد الصحفي
18اكتوبر 2014 .