ما لا تعرفه عن خجاج الانتخابات سفاح النقابات غندور ؟
ثروت قاسم
1- غندوريات ؟
في عصر يوم الاربعاء 18 ابريل 2018 ، في المجلس الوطني ، اشتكى البروف ابراهيم غندور امام شرزمة من نواب حزب المؤتمر الوطني على راسهم البروف ابراهيم احمد عمر المقرب من الرئيس البشير ، من ان بنك السودان لم ينفذ تعليمات الرئيس البشير بضمان التحويلات الدولارية لبعثات السودان الدبلوماسية الخارجية خلال السبعة اشهر المنصرمة ، الامر الذي اوقع هذه السفارات في مآزق مالية ، ما انزل الله بها من سلطان ، وارغم بعض السفراء لبيع مصوغات نسائهم ، والطلب بقفل السفارة المعنية والرجوع للخرطوم . لاحظ ان البروف غندور لم يشتك من الرئيس البشير ، وانما من بنك السودان الذي لم ينفذ تعليمات الرئيس البشير .
في يوم الخميس 19 ابريل 2018 ، وبعد اقل من 3 ساعات من رجوعه من السعودية حيث شارك في القمة العربية ال 29 في الظهران ، وحار حار اصدر الرئيس البشير امراً رئاسياً بإعفاء البروف غندور من منصبه كوزير للخارجية ، بدون ذكر الاسباب . ولكن الجواب من عنوانه ، إذ اعتبر الرئيس البشير ان البروف غندور قد نشر غسيل نظام البشير وهو وسخ ومتعفن ، على الملأ ، ويسمي الاعور بالاعور ، بدلاً من الدغمسة والتدليس والكذب ، وهي ما صارت اليه مرجعيات نظام البشير الاخلاقية ، وإن شئت الدقة عدم الاخلاقية .
نحاول في النقاط ادناه قراءة خلفيات وملابسات وتداعيات ومآلات اعفاء البروف غندور من منصبه وزيراً للخارجية بدون تعيينه في منصب آخر كما حدث في الماضي ، حين تم اعفاؤه من منصب مساعد رئيس الجمهورية وتعيينه وزيراً للخارجية في يوم السبت 6 يونيو 2015 .
اولاً :
اعفى الرئيس البشير وزير خارجيته البروف غندور بعد اقل من 24 ساعة من تصريح البروف غندور القنبلة في المجلس الوطني وبعد اقل من 3 ساعات من رجوع الرئيس البشير من السعودية . هذا التسرع في امر يستدعي التروي والجلوس الى بروف غندور ومحاورته حول تصريحه والوضع المأزوم في وزارة الخارجية ، يجسد الانفعالية والنزواتية ، والمزاجية ، وردود الافعال النزقة ، والرغبة الذئبية في الثار والانتقام … هذه وتلك من السلبيات التي صارت كل واحدة منهن ماركة مسجلة باسم الرئيس البشير .
صارت القرارات الفطيرة المستعجلة سمة من سمات الكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك ، والضحية في المحصلة هي السودان واهل السودان .
صار الكضاب عمر يتخذ قراراته ، حتى المصيرية منها ، بدون ان يتحرى ويتبين ، فيصيب قومه بجاهلة ، ولا يندم على ما فعله ، فيعود لما فعله من خطايا واخطاء .
يتجاهل الرئيس البشير الامر الرباني المفروض ان يكون مرجعيته الحصرية ، كما جاء في الآية 6 في سورة الحجرات :
… فتبينوا …
والمحصلة قرارات فطيرة من الرئيس البشير كانت نتيجتها ان صار السودان :
+ سابع افشل دولة في العالم بحسب مؤشر صندوق السلام
( fund for peace )
لهذا العام 2018 ،
+ وخامس افسد دولة في العالم بحسب مؤشر منظمة الشفافية العالمية لعام 2018 ،
+ وسادس دولة في العالم اكثر قمعاً لحرية الصحافة ، بحسب مؤشر حرية الصحافة لعام 2018، الصادر في يوم الاربعاء 25 ابريل عن منظمة مراسلون بلا حدود.
قرارات الرئيس البشير العشوائية ، التي يجسدها قراره المستعجل اعفاء بروف غندور ، والتي لا تنطلق من
… فتبينوا …
هي السبب الحصري في وقوع السودان في الحفر ، ومنها ثلاثة اعلاه ، مثالاً وليس حصراً .
ثانياً :
قرار اعفاء البروف غندور بعد اقل من 3 ساعات من وصول الرئيس البشير الخرطوم من السعودية ، يؤكد ان الرئيس البشير لم يقم بأي مشاورات مع المؤوسسات المعنية . اخصى بل فطس الرئيس البشر كل المؤوسسات ، وصار هو يجسد السلطات الثلاثة : التشريعية والقضائية والتنفيذية ، ونزيدك كيل بعير ، وكذلك الاعلامية والرياضية والثقافية وما رحم ربك من سلطات . صار الرئيس البشير يجسد الدولة والمجتمع والبوتقة التي تذوب فيها كل السلطات والمؤوسسات .
صاح في قومه :
وهذه الانهار ابيضها وازرقها تجري من تحتي ، افلا تبصرون ؟
استخف قومه فاطاعوه ، انهم كانوا قوماً اي كلام !
صار الرئيس البشير الشمس التي تدور حولها كل مجرات مراكز القوى لتاخذ منها الحياة والنماء ، وعندما انزلقت مجرة البروف غندور من مدارها المرسوم لها ، لانها لم تسمع الكلام وتنفذه حرفياً ، احترقت وصارت نسياً منسياً .
يبرر الرئيس البشير تفرده باتخاذ القرارات المصيرية بانه صار المقاصة التي تتجمع على بابها كل المعلومات والشمارات والبهارات .
صاح مرة اخرى في قومه :
الحركة الاسلامية انا رئيسها . المؤتمر الوطني انا رئيسه ، الحكومة انا الذي عين وزرائها ، المجالس السيادية الخمس انا رئيسها ومن عين اعضائها ، المجلس الوطني انا الذي عين نوابه ، القضاة والولاة انا الذي يعينهم ويقيلهم بجرة قلم .
انا يا ما انا … انا الدود .
نرجع ونقول استخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوماً فاسقين ؟
ثالثاً :
لم يكن التيار ينساب بسلاسة بين الرئيس البشير والبروف غندور ، لاسباب حسبها البروف غندور هينة ، وهي عند الرئيس البشير عظيمة على نهج ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) .
نذكر مثالاً وليس حصراً حدثين من هذه الوقائع والاحداث التي تراكمت فصار الرئيس البشير يحدر لبروف غندور في وضح النهار :
واحد :
في يومي الخميس 16 والجمعة 17 نوفمبر 2017 ، زار نائب وزير الخارجية الامريكي جون سوليفان السودان ، ورفض مقابلة الرئيس البشير لانه هارب من العدالة الدولية ، وملوث بأمر قبض محكمة الجنايات الدولية لاباداته الجماعية لشعبه في دارفور . كما اقترح الخواجة على بروف غندور ان لا يترشح الرئيس البشير لانتخابات 2020 الرئاسية ، لانه صار عبئاً ثقيلاً على بلاده التي لن تنجح في شطب مديونيتها التي تجاوزت حاجز ال 52 مليار دولار ، والرئيس البشير المطلوب للعدالة الدولية على راسها .
نقل البروف غندور هذه المعلومة لرئيسه المباشر الفريق بكري حسن صالح لينقلها بدوره للرئيس البشير ، الامر الذي اثار غضبة مضرية من الرئيس البشير ضد وزير خارجيته الذي صنعه بيديه ، ويكب الخبارات عند غيره من مرؤوسيه .
وغمتها الرئيس البشير في نفسه الامارة بالسؤ .
بعد اقل من اسبوع على اهانة جون سوليفان لكرامة الجعلي حفيد المك نمر حارق ود الباشا ، استنجد الجعلي المُهان ببوتين في سوتشي في يوم الخميس 23 نوفمبر 2017 ، طالباً الحماية من العدوان الامريكي ، وانبطح امام بوتين ، عارضاً اقامة قاعدة عسكرية روسية في بورتسودان … لا مليم ولا تعريفة ؟
وفي يوم الاحد 24 ديسمبر 2017 ، اهدى الرئيس البشير جزيرة سواكن للرئيس اردوغان على طبق من ذهب … كيتن في ترامب وجون سوليفان وبروف غندور وعشان تاني؟
اتنين :
في يوم الخميس 4 يناير 2018 ، قدم بروف غندور استقالته من وزارة الخارجية للدكتور فضل عبدالله فضل ، وزير الدولة بوزارة شؤون رئاسة الجمهورية .
استشاط الرئيس البشير غضباً من بروف غندور لعدة اسباب عشوائية ، نذكر منها سيببين :
+ السبب الاول ان البروف غندور لم يشاور الرئيس البشير في امر استقالته ، خصوصاً وان موظفي الرئيس البشير لا يستقيلون ، بل تتم اقالتهم من الفرعون العظيم . ثم ان بروف غندور قدم استقالته للوزير فضل ولم يقدمها للفرعون مباشرة .
+ السبب الثاني ان البروف غندور تحفظ على مبدأ الدبلوماسية الرئاسية ، وتحويل الرئيس البشير للدكتور عوض الجاز ملفات الصين وروسيا وتركيا والبرازيل ، وكأن البروف غندور دلدول ساي لا يهش ولا ينش في هذه الملفات الهامة ؟
رابعاً :
بعد تقديم استقالته للوزير فضل في يوم الخميس 4 يناير 2018، لزم بروف غندور منزله حرداناً وزعلاناً من تهميش الرئيس البشير له . سمع الابالسة بخبر الاستقالة وبنية الرئيس البشير قبولها واعفاء البروف غندور ، فهرعوا للرئيس البشير يسترحمونه عدم قبول الاستقالة ، لأن البروف غندور قام بخدمات جليلة للرئيس البشير ، عددوها واحد اتنين تلاتة .
نختزل ادناه ، على سبيل المثال وليس الحصر ، ثلاثة من هذه الخدمات الجليلة التي قدمها بروف غندور للرئيس البشير :
+ واحد :
عند انتخابات 2015 الرئاسية ، كان بروف غندور مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ، والمسؤول عن دعم الحشد لضمان فوز الرئيس البشير بولاية رئاسية سابعة . نجح البروف غندور في خج الانتخابات خج السواد واللواد كما قالت عنقالية الكلاكلة القبة ، الامر الذي ثبت الرئيس البشير على كرسي السلطة باغلبية فاقت ال 94% .
الكترابة ؟
بعدها اطلق الابالسة على صديقهم بروف غندور لقب الخجاج العظيم .
تسآل الابالسة :
دحين ده زول يقبلوا استقالتو ؟
+ اتنين :
في عام 2001 ، عين الرئيس البشير بروف غندور رئيساً لاتحاد عام نقابات السودان ، واستمر في هذا الموقع لمدة 16 سنة متواصلة وحتى عام 2016 .
خلال هذه الفترة الممتدة ، نجح بروف غندور في خصي نقابات عمال السودان التي كانت تهز وتلز ، وتخاف منها الحكومات حتى في عهد الاستعمار . جعل البروف غندور كل نقابة من نقابات السودان كديسة بدون اسنان ، من خلال عدة إجراءات شيطانية ، نشير الى اتنين منهن ادناه :
+ الاجراء الاول :
كان عدد نقابات العمال 45 نقابة ، وعدد نقابات الموظفين 33 نقابة ، اي 78 نقابة .
قلص بروف غندور عدد النقابات من 78 نقابة فئوية الى 16 نقابة عامة . تجد في كل نقابة عامة : العامل والموظف واستاذ الجامعة ، الامر الذي همش العمال ، وكسر اسنانهم ، لعدة اسباب منها ان حقوق العامل ليس كمطلوبات استاذ الجامعة .
+ الاجراء الثاني :
نجح بروف غندور في جعل كل نقابة عامة من هذه النقابات ال 16 ، وكانها مصلحة حكومية في وزارته : الاتحاد العام لنقابات السودان . صار الاعضاء المعينون في هذه النقابات العامة موظفين يتقاضون مرتبات من النظام ، وكل واحد منهم من المتاسلمين زبانية النظام ، بل يحمل كل واحد منهم كلاشاً دفاعاً عن النظام وليس عن حقوق العمال .
بجهود البروف صارت نقابات عمال السودان كدايس بدون اسنان ، وتقلب الشفيع احمد الشيخ في قبره حزناً وكمداً واسفاً ، وصار يردد مع وردي : وآسفاي .
نجح بروف غندور في ابادة نقابات عمال السودان ابادة جماعية ، ما انزل الله بها من سلطان .
صار اخوانه الابالسة يطلقون عليه ، افتخاراً به ، لقب :
سفاح النقابات ؟
ردد الابالسة :
دحين ده زول يقبلوا استقالتو ؟
استجاب الرئيس البشير لضغوط الابالسة ، وفي يوم الاحد 14 يناير 2018 ، رجع بروف غندور لمكتبه ، وكأن شيئاً لم يكن .
نواصل مع الغندوريات …