حسن اسحق
انفجرت الاوضاع الامنية في دارفور الاسبوع الماضي ، وصلت الي احد سيطرة الحركات المناوئة للحكومة علي عدة مناطق في ولاية شمال دارفور،منها الطويشة وحسكنية واللعيت جار النبي بالكامل ،كما جاء في تصريحاتهم ،وتنفي الحكومة ذلك ، هذا طبيعي بالنسبة لسلوكها الانكاري المتكرر ،وقبلها شنت قوات الدعم السريع ،مليشيات الجنجويد هجوما كاسحا علي قري جنوب شرق ولاية جنوب دارفور ،في قري ام قونجا وحجير تونجو وغيرها ، واسفر عن نزوح المدنيين واغتصاب واختطاف فتيات . والصراع بين الحركات المسلحة لم يتوقف ابدا مع الحكومة ، ولكن الصراع هذه المرة بين موسي هلال المنتمي للحكومة وقائد مليشيا مع والي شمال دارفور كبر .ان الصراع بين الطرفين لم تخبو نيرانه، كل منهما يسعي لإضعاف الاخر بكل السبل ،واحداث سرف عمرة بين قوات هلال وناظر قبيلة التاما الذي احتمي به معتمد سرف عمرة، ولا يريد هلال حوار مع الحكومة إلا بعد ان يتخلي عن الولاية، وبعدها يجلس مع المؤتمر الوطني،ولكن هل تضحي الحكومة بكبر الذي يطلق عليه معارضوه (مسيلمة الكذاب) وقدرته الفائقة علي تزييف الحقائق ونسج الا كاذيب ضد من يعارضوه . ان زيارة الرئيس التشادي ادريس للسودان،وهذه الزيارة الثانية خلال اشهر بعد زيارته الاخيرة عقب مناقشة مخرجات مؤتمر ام جرس في تشاد لشق صف الحركات واستهداف ابناء قبيلة بعينها،لتسوية الصراع قبليا وليس حله شاملا ، وايضا صلة القرابة بين هلال ودبي بعد ان تزوج ابنة الاخير، وكان البشير المشرف علي الزواج الاقليمي، تبدو الصورة شبه واضحة،يريد دبي ان يتوسط بين والد زوجته والحكومة، وفي هذا الظرف يجب الاصطفاف حول القضية الرئيسية،حول بقاء الحكومة، ومحاربة اعداءها علي حد تعبيرهم الاعمي، فهلال ليس افضل حالا من كبر،كلاهما معزوفة واحد لسلطة الخرطوم، يأتمرون بامرها وينفذون سياستها . فالسياسة الخارجية للدول لا تدار بهذه العشوائية اكثر من زيارة خلال اشهر ، ليس منطقيا ولا موضوعيا في الوقت نفسه. ان (البلبلة) بين الوالي ووالد زوجته، هي سبب زيارته، ويريد المؤتمر الوطني توسط دبي لحل مشكلته مع كبر، قد تكون العلاقة الاسرية تسهم في الحل، كما يعتقد اصحاب نظرية (الدغمسة) فهم يحبون التهدئة لا الغوص في جذور الازمة، حتي لو نجحوا في إيجاد تسوية بينه وبين الوالي حاليا. هل يستطيع دبي إيقاف انتصارات الحركات المسلحة في دارفور، واسترداد المناطق التي سيطرت عليها، خلال الايام الماضية. فدبي ورط جماعة سليكا في الوسطي.
[email protected]