السيد رئيس الجمهورية عمر حسن البشير .. هل تعلم بأن بلادنا تسرع الخطى نحو الهاوية تدفعها سياسات الفساد والإستبداد والظلم الإجتماعى ، وبث العصبية العنصرية وزعزعة التعايش الدينى والسلم الإجتماعى والإنهيار الإقتصادى ومحاولة فرض أحادية سياسية وثقافية فى مجتمع تعددى وتباينى ، الشىء الذى أدى إلى إهدار كرامة المواطن والوطن ، بالإضافة الى السياسات غير الحكيمة التى أدت الى إنفصال الجنوب وإتساع رقعة الحرب فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الازرق وإقليم دارفور ومنطقة أبيى ، مما ساهم فى دفع البلاد نحو التمزق والإقتتال ، ونخشى أن تؤدى الى تفكيك البلاد الى دويلات ، وعليه فإن الواقع الذى تعيشه بلادنا يضعك بحكم موقعك كرئيس أمام مسئولية تاريخية ووطنية كبرى أمام جميع قطاعات الشعب السودانى ، ولا بد لك من مواجهتها بما يستحق منك إحداث إختراق حقيقى فى المشهد السياسى الذى يحاول أن يحجبه البعض من الذين يحيطون بك من رؤيتها بصورة مجردة ، حتى لا تقدم تنازلات تساهم فى معالجة الأزمة الراهنة ، ووقف نزيف الحرب وتحقيق السلام المفقود والأمن والإستقرار ، وتحقيقاً لتطلعات جماهير شعبنا فى رفع المعانأة وتخفيف وطأة الغلاء الفاحش والطاحن ، فلذلك نتقدم الى سيادتكم بإقتراح ، ونأمل بأن يجد ذلك إستجابة من جانبكم ، حتى يتثى لكم الشروع فى إقامة لقاء للمكاشفة والمواجهة والصراحة والشفافية بينك كرئيس وقائد مع أفراد الشعب السودانى ، كما كان يحدث فى عهد الرئيس الأسبق جعفر النميرى .. لقاء بين القائد والجماهير ، حتى تقف على الحقائق بنفسك ، بمنأى عن المعلومات التى تصلك بإنتظام فى شكل تقارير مغلوطة بعيدة عن الواقع ، جعلتك تعيش فى برج عالى لا تستشعر أو تحس حتى بنبض الجماهير ومعانأة الشعب اليومية.
السيد رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير .. نؤكد لك بأن لقائك بأفراد الشعب سوف يوفر لك قدراً كبيراً من المواجهة والشفافية ، تستمع إليهم من قرب بعقل وقلب مفتوح من منطلق (كلكم راعى .. وكلكم مسئول عن رعيته ) ، لتعرف ما يؤرق الشعب من هموم ومتطلبات عاجلة .. لأن الصوت العالى والتركيز الإعلامى الكبير والبطانة التى حولك هى دوماً تقوم بحجب وسحب بساط الإهتمام عن قضايا الشعب الملحة التى سوف يتم طرحها لك من خلال لقائك بهم دون خوف أو وجل.
السيد الرئيس عمر البشير إن لقاء المكاشفة بينك وبين الشعب هو بغرض أن تشرح لهم أسباب الوضع الراهن الذى يمر به السودان إمنياً وسياسياً وإقتصادياً ، وأن من واجبك عليهم أن تستمع إلى آراؤهم وأفكارهم تجاه الأزمة ، والتى يترتب عليها اسئلة واقعية وحقيقية تنبع من نبض الشارع وما يعانيه الشعب تساعدك فى الإصلاح حتى تتعافى البلاد من جراحاتها العميقة ، لأن مثل هذه اللقاءات لم تكن محفوفة بكلمات المجاملة ، أو بالإبتسامات الصفراء كما يحدث لك من بعض الوزراء والمسئوليين ، ولكنه لقاء للمكاشفة والمناصحة والإستماع الى هموم الشعب ، وربما أن الكثير من مداخلات الشعب وأسئلته سوف تتسم بالصراحة الزائدة ، وبالمواجهة التى يمكن وصفها بالمحتدة ، ومن واجب الشعب عليك أن تسمع لهم ، وإلا سوف تكون يا السيد الرئيس خصيمها يوم القيامة ، إذا تجاهلتها ، ولم يكن لديك الرغبة فى الإستماع والوقوف على حالات الفساد والضنك والتجاوزات التى تحدث لهم يومياً ، وهم فى موقف ضعف وبعد لا يستطيعون الخوض فى تفصيلات تؤرق مضجعهم ، وهو الأمر الذى يلح علينا من واقع ما نعايشه ويعيشه أهلنا فى السودان يجعلنا نطالب ونلتمس سيادتكم بالموافقة على إجراء لقاء المكاشفة بينك وبين الشعب ، ونحن نعلم بأنك كرئيس ومسئول عن الشعب السودانى لقد قمت فى الفترة الأخيرة بإجراء إصلاحات سياسية لأكبر عمليات إحلال وإستبدال بخروج الحرس القديم ، ولكن الشعب يريد مزيداً من الإصلاحات السياسية ، وإصلاحات على مستوى الخدمة المدنية ودولاب الدولة ، وإصلاحات أمنية وإجتماعية وإقتصادية عاجلة وخاصة الغلاء الطاحن الذى أرهق كاهله ، حتى لا يتحول هذا السودان الى صومال وتطاحن بين قطاعات الشعب ، وخاصة فى ظل المتغيرات الإقليمية التى تحيط ببلادنا ، وأعمال العنف والصراعات القبلية الطاحنة بعد إنفجار الأوضاع فى الجنوب ، أصبحنا نستشعر بالحرج خيفة من إنفجار الأوضاع بين الحين والأخر وتكرار السيناريو فى السودان وإنفلات الأمور وإنزلاق البلاد الى الهاوية ، ولا سيما أن الوعود التى تطلقوها بين الفنية والأخرى أصبحت لم تفئ فى توفير الإحتياجات الضرورية للمواطن من سكن وعلاج وتعليم وإعاشة ، فالوضع الداخلى أصبح غامض فالكل يتخبط فى بركة من الوحل سلطة وولاة ووزراء وأجهزة أمنية وشرطة وجيش أنهكته الحروب ، والشعب يعيش خوفاً من المجهول فى قادم الأيام ، وهو ما زال فى إنتظار التغيير والكثير من الإصلاحات ، وللأسف أن معظم أحزابنا وتنظيماتنا فى تشاكس وتخوين وتخبط وسبات ، فهل آن الآوان أن تستيقيظ أيها السيد الرئيس من الغفوة التى عشتها سنين لتسمع لصوت الشعب والجماهير دون وسيط ، وبعيداً عن التقارير التى تصلك بإنتظام ، وبعيداً عن ما تتناوله أجهزتنا الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية ، والتى صارت لا تعكس الواقع المرير ، وذلك لا يتم إلا من خلال لقاء المكاشفة بين الرئيس والشعب.
وختاماً نأمل من سيادتكم الإستجابة والنزول الى رغبة الشعب ونبض الشارع
ولك منا كل وافر الشكر والتقدير
النقيب مظلى / عصام مصطفى أحمد موسى
سيدنى – استراليا
الموافق 19 يناير 2014 م
http://youtu.be/bR3CAvfNCw4